رأى أحمد بن سليم الرئيس التنفيذي الأول لمركز دبي للسلع المتعددة أن خزائن المقتنيات النفيسة والقيمة الكائنة في برج الألماس أحد صروح المركز قد نجحت في توطيد مكانة دبي بوصفها المركز الأكبر والأكثر كفاءة في تخزين الذهب.

وهي بذلك أضافت لقبا جديدا إلى الألقاب التي تتمتع بها بوصفها مدينة الذهب، معتبرا هذه الخزائن بأنها أضحت تتمتع بمكانة توازي نظيراتها في أوروبا والولايات المتحدة، حيث باتت مقصدا للكثير من المستثمرين من دول مجلس التعاون الخليجي، فضلا عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، إلى جانب الكثير من الدول الأفريقية.

ولفت إلى أن هؤلاء المستثمرين يباشرون أعمالا تجارية في دبي، وهم يؤمنون إيمانا راسخا بأن دبي تمثل المكان الآمن في الشرق الأوسط لتخزين أصولهم القيمة والنفيسة، وخلص ابن سليم إلى القول: إن دبي تعد من نواح متعددة سويسرا الشرق الأوسط من زاوية الاستقرار والأمان والأمن، إلى جانب امتلاكها مزايا الموقع الجغرافي والبيئة التنظيمية بوصفها مركزا تجاريا رئيسيا على مستوى العالم، وإن هذه المزايا مجتمعة قد ساهمت في توطيد مكانة إمارة دبي باعتبارها المركز الأكبر والأكثر كفاءة في تخزين احتياطيات الذهب.

وتعد خزائن الألماس والذهب والمعادن النفيسة أحد المعالم البارزة لبرج الألماس، وتعكس رؤية مركز دبي للسلع المتعددة بأن يكون البرج بمثابة مركز تجاري متكامل لأعمال المجوهرات، وقد روعي في تصميم هذه الخزائن توافر كافة احتياطات الأمن لتوفير الأمن المطلق الذي لا تشوبه أدنى شائبة أو تقصير، حيث استثمر مركز دبي للسلع المتعددة بكثافة في الجوانب المتعلقة بالأمن والسلامة.

وأجاب ابن سليم في معرض رده على سؤال بشأن تقييمه لاستعداد المصارف لتخزين احتياطاتها الذهبية في خزائن المقتنيات النفيسة الكائنة في برج الألماس بقوله: تتمتع الخزائن بأعلى مستويات الأمان وتلبي كافة المتطلبات الضرورية لتخزين المقتنيات القيمة التي تحتاج إلى مقاييس أمان عالية، وذلك بما ينسجم مع اللوائح التنظيمية الأميركية والأوروبية.

 

الأمان المطلق

وتابع بقوله: أكثر من ذلك، تتولى شركة «برينكس جلوبال سيرفسز» الرائدة عالميا في إدارة المخاطر والخدمات اللوجستية الآمنة مسؤولية إدارة المقتنيات القيمة في الخزائن، وتتمتع الشركة بسمعة عالمية وخبرة عريضة في مجال توفير التخزين الآمن، وبالتالي، يعمل الطرفان سويا لضمان تلقي العملاء سواء كانوا أشخاصا أو أصحاب أعمال أو مؤسسات حكومية حلولا للتخزين تعد الأفضل والأكثر أمانا على مستوى إمارة دبي.

وقد تم اختيار شركة «برينكس جلوبال سيرفسز» المناط بها مهمة إدارة تشغيل هذه الخزائن من خلال مناقصة وبناء على معايير شديدة الصرامة، من بينها أن تمتلك سمعة دولية عريضة في هذا المجال، وأن يكون لديها خبرة فنية عالية المستوى، وبالفعل، تتمتع «برينكس» بخبرة واسعة تمتد لــ150 عاماً في إدارة عمليات منشآت التخزين والنقل الآمن.

والجدير بالتنويه هنا أنه تم مباشرة أعمال خزانة مركز دبي للسلع المتعددة للمعادن والسلع ابتداءً من 26 أبريل 2009، وتوفر الخزانة خدمات التخزين لفترات قصيرة وطويلة الأمد على نحو يتوافق مع أعلى معايير الحماية والأمان العالمية، ويستفيد من هذه الخدمات كل من المصارف والشركات وأصحاب الثروات المحليين والدوليين، وأعضاء «مركز دبي للسلع المتعددة»، وهي مجهزة بأحدث معدات الحماية والأمان وأنظمة إدارة المخزون، وتخضع المنشأة الجديدة للحماية من قبل فرق متخصصة على مدار الساعة طيلة أيام الأسبوع، وتقدم مرافق تخزين متطورة تلبي متطلبات العملاء على أفضل وجه. كما أنها مرتبطة بشكل مباشر مع غرفة التحكم في «شرطة دبي»، بما يضمن أسرع استجابة ممكنة للطوارئ.

 

الخيار الأمثل

وردا على سؤال حول ما إذا كانت خزائن مركز دبي للسلع المتعددة قد نجحت بأن تكون الخيار الأمثل والأفضل لتخزين احتياطات الذهب للمصارف المركزية في منطقة الشرق الأوسط، أجاب ابن سليم قائلا: من نواح متعددة، تعد دبي سويسرا الشرق الأوسط من زاوية الاستقرار والأمان والأمن، إلى جانب امتلاكها مزايا الموقع الجغرافي والبيئة التنظيمية بوصفها مركزا تجاريا رئيسيا على مستوي العالم، وتسهم هذه المزايا مجتمعة في توطيد مكانتها باعتبارها المركز الأكبر والأكثر كفاءة في تخزين احتياطيات الذهب.

ويسرد هنا أحمد بن سليم مفارقة مؤداها أن الشركات العاملة في الأسواق الرئيسية لاستهلاك وإنتاج الذهب تفضل تخزين مقتنياتها من السبائك الذهبية في هذه الخزائن، نظرا لتوافر عنصر الأمان الكامل الذي يجعلها محمية ضد المخاطر بمختلف أنواعها، بما في ذلك المخاطر المرتبطة بالعلاقات فيما بين الدول مع بعضها البعض.

وتتميز خزائن «مركز دبي للسلع المتعددة»، أيضاً بقربها من مطاري دبي وأبوظبي الدوليين وميناء جبل علي، ناهيك عن الموقع الاستراتيجي لدولة الإمارات العربية المتحدة عموماً، عند ملتقى طرق التجارة العالمية. وستوفر المنشأة الجديد خدمات إنزال ومناولة الشحنات الصغيرة، ومخازن خاصة لعمليات التخزين قصيرة وطويلة الأمد برسوم تنافسية.

وتحدث ابن سليم عن تنافسية رسوم تخزين المقتنيات النفيسة والقيمة بقوله: تتوافق معدلات الرسوم المحصلة من الخزائن مع المقاييس العالمية، ونحن حريصون على ضمان تلقي عملاء الخزائن أفضل الأسعار والخدمات التي تشمل التغطية الكاملة لقيمة ما يخزنونه لدينا، كما أننا نتحمل كامل المسؤولية في توفير أفضل خدمة.

ورصد ابن سليم حدوث تراجع طفيف في الطلب على تخزين الذهب بسبب صعود أسعاره إلى مستويات قياسية بقوله: شهد الطلب على تخزين الذهب خلال الأشهر الماضية تراجعا طفيفا، بسبب ارتفاع أسعار المعدن الأصفر في الأسواق الدولية، ومع ذلك، يتطلع العديد من اللاعبين الرئيسيين في الدول المجاورة إلى نقل جزء من مخزوناتهم إلى دبي، فهم ينظرون إلى دبي بوصفها المركز الطبيعي لتخزين الذهب، وذلك بالنظر إلى سجلها في مجال الأمان، وتوافر سيولة سوقية تسمح باسترداد الاستثمارات وفقا لأسعار التداول السائدة عالميا.

وتمتلك دبي، الملقبة بــ«مدينة الذهب»، تاريخاً عريقاً كمركز دولي لتجارة السلع والمنتجات الثمينة، ففي العام الماضي، شهدت تجارة الذهب في الإمارة ارتفاعاً بنسبة 53%، وفقاً لإحصائيات «دائرة دبي العالمية للإحصاء». ويتيح موقع دبي الاستراتيجي القيام بأعمال إعادة التصدير وشحن الترانزيت، مما يجعل من الإمارة منفذاً تجارياً مهماً إلى باقي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأوروبا، وآسيا.

وكانت شركة «الإمارات المالية» للتمويل الاستهلاكي والتابعة لمجموعة «الإمارات دبي الوطني»، البنك المتخصص في منطقة الشرق الأوسط، قد أطلقت في نوفمبر من العام مبادرة مبتكرة لمنح القروض، تتيح للعملاء اقتراض مبالغ مالية تصل حتى 80% من قيمة الذهب الذي يقومون بإيداعه، ويعد هذا المنتج الأول من نوعه في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث يقدم معدلات فائدة منافسة تعد من بين الأدنى في السوق بالنسبة لقروض الأفراد، في حين يضمن في الوقت ذاته التخزين الآمن للذهب.

وجرى إطلاق مبادرة «قروض بضمان الذهب» بالتنسيق مع سلطة مركز دبي للسلع المتعددة، وتتم مراقبة وتنفيذ كافة العمليات المرتبطة بالمنتج الجديد عبر النظام الإلكتروني لتخزين المعادن الثمينة «إيصال دبي للذهب» التابع لمركز دبي للسلع المتعددة، وهو جزء من نظام «الإيصال الدولي للسلع المتعددة»، الذي يهدف إلى تسهيل تمويل تجارة السلع. ويتم تخزين الذهب الذي قد يكون على شكل مجوهرات أو سبائك، في «خزنة الذهب» المتطورة التي يمتلكها المركز، ويتعين على العملاء الراغبين بالاستفادة من مبادرة القروض هذه، إيداع ما تصل قيمته إلى 30 ألف درهم أو أكثر من الذهب لدى شركة «الإمارات المالية»، علماً أن فترة الوديعة تتراوح بين حد أدنى قدره ستة أشهر وحد أقصى قدره 36 شهراً.

 

مقصد كبار الأثرياء

وجاء مفهوم «قروض بضمان الذهب» ثمرة أبحاث مكثفة في السوق، وتم تطوير هذا المنتج الجديد بالكامل من قبل فريق «الإمارات المالية»، التابعة بالكامل لمجموعة «الإمارات دبي الوطني»، وبالتعاون مع سلطة مركز دبي للسلع المتعددة، ويتم توفير تغطية تأمينية للذهب المودع بموجب مبادرة «قروض بضمان الذهب»، كما يتم تسجيل جميع التعاملات الخاصة به عبر الكاميرا. ومن خلال خدمات الأمن المتخصصة التي توفرها فرق مراقبة محترفة ومدربة، إلى جانب وجود بنية تحتية فائقة التطوير تضمن للعملاء تلبية جميع متطلباتهم التخزينية والأمنية.

وحول تقييمه لمدى استعداد كبار الأثرياء لاستخدام خزائن الذهب، قال ابن سليم: لدينا العديد من الزبائن المعروفين والمشهورين الذين اتخذوا قرارا بوضع أصول يقتنونها في خزائن مركز دبي للسلع المتعددة، حيث تتميز العلاقة بين التكاليف والفوائد بالوضوح بالنسبة إليهم.

وجاء تزايد استعداد كبار الأثرياء لاستخدام خزائن الذهب في ظل تنامي اتجاه المستثمرين للاحتماء بالذهب بغرض التحصن ضد مخاطر أزمات الاقتصاد العالمي بما واكبها من تراجع للتصنيف الائتماني للاقتصاد الأميركي، وتعثر دول أوروبية عن تسديد ديونها كاليونان، فضلا عن توجه البنوك المركزية نحو الذهب كوسيلة لتنويع احتياطاتها في أصولٍ لا تحمل مخاطر ائتمانية أو مخاطر تعثر في السداد، وذلك في خط مواز مع تزايد الشكوك في قدرة الدولار على الاستمرار في شغل مكانة عملة الاحتياط الدولية.

وكان مجلس الذهب العالمي قد لفت إلى أنّ مشتريات البنوك المركزية من الذهب في النصف الأول من العام الجاري فاقت إجمالي مشترياتها منه في 2010 بأكمله، مع تسارع وتيرة تحول مرتقب منذ فترة في ما يسمى بمبيعات «القطاع الرسمي، ورصد تقريره الأخير صعود مشتريات البنوك المركزية خلال الربع الأخير من عام 2010 إلى 129 طناً، ليتجاوز مجموع المشتريات الصافية خلال ثلاثة الأرباع الأولى من عام 2010 مجتمعة.

وأكّدت «جي.أف.أم.أس» لبحوث المعادن أنّ البنوك المركزية العالمية اشترت 73 طنا من الذهب في 2010. في حين بلغ صافي مبيعات القطاع الرسمي 34 طنا في 2009 و235 طنا في 2008.

وهكذا، ارتقت خزائن مركز دبي للسلع المتعددة إلى مصاف العالمية، وتمكنت في غضون فترة زمنية قصيرة من أن تصبح مقصدا للأثرياء والمؤسسات المالية والشركات التي ترغب في الحصول على الأمن المطلق لمقتنياتها، وهو ما يؤكد حقيقة أن مركز دبي للسلع المتعددة يعمل جاهدا على إرساء صناعة لتجارة السلع تشتمل على مختلف الحلقات بما في ذلك التخزين الآمن للمقتنيات القيمة والنفيسة، وبالتالي، تلبية احتياجات مختلف اللاعبين على مختلف الأصعدة بحيث يباشرون أعمالهم في بيئة أعمال متكاملة، وهو الأمر الذي يؤكده ابن سليم بقوله «نحن نعمل طوال الوقت على استكشاف الحاجات والتطلعات حتى يكون في إمكاننا تلبيتها».

 

المؤتمر الثامن لـ «مدينة الذهب» في نوفمبر المقبل

 

كشف جيرهارد ماك سيهوبيرت رئيس المعادن الثمينة في بنك «الإمارات دبي الوطني»، البنك الرائد في منطقة الشرق الأوسط، في مذكرة تحليلية أعدها مؤخرا أنه من المقرر أن تنطلق فعاليات الدورة الثامنة لمؤتمر «دبي مدينة الذهب» في 13 نوفمبر المقبل، مشيرا إلى أنه من المقرر أن يحتضن برج الألماس التابع لمركز دبي للسلع فعاليات هذا المؤتمر الذي ستقوم مجموعة دبي للذهب والمجوهرات بتنظيمه.

وتواجه صناعة الذهب والمجوهرات العديد من التحديات في المرحلة الراهنة خاصة مع ارتفاع أسعار الذهب والتباطؤ الاقتصادي الذي يشهده العالم حالياً والذي أثر بشكل مباشر في القدرة الشرائية للمستهلكين، إلا أن هذا الأمر أعاد في نفس الوقت الثقة للاستثمار في الذهب أداة مالية مهمة.

ويشارك في فعاليات المؤتمر كبار التجار والخبراء في قطاع الذهب والمجوهرات بهدف تسليط الضوء على التحديات التي تواجه هذه الصناعة في ظل البيئة الاقتصادية الراهنة.