في سباق الاستدامة والبحث عن حلول خلاقة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ابتكرت المواطنة نورة صالح المزروعي مواد غذائية فريدة من نوعها، داعمة لمفاهيم الاستدامة والبحث المبتكر عن بديل غير تقليدي للغذاء بقيمة غذائية عالية، ومن «نواة التمر» كانت البداية.
وروت المزروعي في حديث لـ«البيان» عن تبنيها استخدام نواة التمر منذ أكثر من 10 سنوات، حيث سخرتها في صناعات متنوعة، كصناعة البخور وكريمات التقشير العلاجي للبشرة وتنظيف اللثة، ثم انتقلت العام الماضي لتطويرها ضمن مشاريع الأسر المنتجة، فأنتجت الشاي والقهوة، وكذلك الطحين، وهو بديل صحي للدقيق التقليدي، رغم أنها واجهت تحديات وعقبات للعثور على مطاحن متخصصة لطحن نواة التمر، كونها قاسية جداً، لكنها لم تيأس، وبعد عدة محاولات وتجارب عدة قالت المزروعي: «طحن نواة القهوة يختلف عن الطحن العادي لطحين القمح، لأن التحميص يسهل طحن النواة الصلبة، ونستخدم نوى محصول الموسم الماضي لإنتاج طحين نواة التمر، لأن نوى الموسم الحالي لم يتم جمعه بعد»، وأضافت أن النواة تمر بمراحل عدة إلى أن تتحول إلى طحين، بدءاً بالجمع والفرز والغسل والتنظيف والتعقيم قبل الطحن، وأوضحت المزروعي أن مخبوزاتها فضلاً عن منتجات القهوة والشاي المصنوعة من نواة التمر تلقى قبولاً كبيراً من الجمهور من خلال مشروعها المنزلي «جذور الظفرة».
كنز غذائي
وقالت المزروعي إن نواة التمر تشكل كنزاً غذائياً، وقد يغيب عن البعض الفوائد الغذائية العظيمة التي تحتويها، حيث تعتبر أحد أهم مضادات الأكسدة، كما تتميز بأنها مفيدة للهضم وغنية بالألياف، فضلاً عن دعمها لصحة القلب لاحتوائها على معادن مهمة كالبوتاسيوم، كما تساعد نواة التمر على التحكم في نسبة السكر بالدم، وتقلل من الالتهابات والألم في الجسم، كما تعزز الطاقة لاحتوائها على السكريات والكربوهيدرات، إضافة إلى المساعدة على إنقاص الوزن لتعزيزها الشعور بالشبع.
استدامة
وأكدت المزروعي أن جهود دولة الإمارات والقيادة الرشيدة في البحث الدؤوب عن حلول مستدامة للأمن الغذائي تشكل مسؤولية مجتمعية على الأفراد أيضاً، ومن هذا المنطلق سعت للبحث عن بديل صحي للقمح وكلفته العالية على الدولة، دفعها إلى التفكير في المحاصيل الموجودة في الإمارات، التي تمثل ثروة غير مستغلة، ففكرت في تحويل النواة إلى طحين، لا سيما أن استخدامها يصب في تحقيق الاستدامة، وبدلاً من طرح النوى ضمن المخلفات، ما يجعل مشروعها داعماً للأمن الغذائي.