أقامت السلسلة التوعوية «حديث الخبراء»، برعاية شركة «فالكُن ستِي أوف وندورز»، مؤخراً، ندوتها الحوارية الرابعة عشرة، التي سلطت من خلالها الضوء على «حقيقة العُملات الرقمية». وناقشت الندوة المفاهيم المُرتبطة بالعملات الرقمية، وأسباب تزايد الاقبال عليها، وأبرز الإيجابيات والسلبيات على هذا الصعيد. (دبي- البيان)
وشهدت الندوة تبادلاً للطروحات والآراء ووجهات النظر بين مجموعة من الخبراء، حيث شارك فيها من الدكتور مروان الزرعوني، المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز دبي للبلوك تشين؛ وخليفة الجزيري، الشريك المؤسّس لمركز دبي للبلوك تشين، والباحث في الشؤون الاقتصادية جاسم البستكي، الذي تولى إدارة الجلسة.
وحظيت الندوة بمتابعة لافتة من المشاهدين من الإمارات ودول المنطقة عموماً، بعد نجاحها في بناء قاعدة واسعة من المتابعين على مدار ندواتها السابقة، ونظراً للأهمية الكبيرة التي يحظى بها موضوع العملات الرقمية وتداولها واستثماراتها وكيفية استخدامها.
وأكد الدكتور مروان الزرعوني، المؤسّس والرئيس التنفيذي لمركز دبي للبلوك تشين، ضرورة التوعية بأفضل الممارسات وأحدث الاتجاهات السائدة في مجالات النظام المالي الرقمي والقنوات الإلكترونية للتداول والشراء والاستثمار، مؤكداً أهمية منصة حديث الخبراء في مناقشة مواضيع وقضايا متنوعة ومشاركة الخبرات مع الجمهور.
وقال: رغم حداثة مُصطلح العملات الرقمية نسبياً، إلا أنَّ هذه العملات اكتسبت أهمية متنامية على مدى السنوات القليلة الماضية، وتواصل يوماً بعد يوم الإسهام في إعادة رسم معالم النظام المالي العالمي. ويُعزى ذلك إلى الطفرة التي تشهدها منصات التجارة والتداول إلكترونياً، والميزات التي تتيحها العملات الرقمية من حيث الإنجاز الفوري للمعاملات، وشراء سلع معينة عبر القنوات الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي وغيرها من المنتجات التي لا يمكن شراؤها من خلال العملات المادية. وفي هذا الإطار، تبرز أهمية تقنية التعاملات الرقمية (بلوك تشين) لكونها تشكل بنية تحتية تكنولوجية داعمة للعملات الرقمية، ومنظومة سجلات إلكترونية محمية بالتشفير لضمان التدوين الآمن للتعاملات المالية.
من جانبه، قال خليفة الجزيري، الشريك المؤسّس لمركز دبي للبلوك تشين: نشكر مُنظمي هذه الجلسة الحوارية لإتاحة الفرصة لتسليط المزيد من الضوء على موضوع العملات الرقمية، ودعم المتابعين في اتخاذ القرارات الصائبة على هذا الصعيد من خلال التنويه بأبرز إيجابيات وسلبيات العملات الرقمية. وتُعتبر هذه العملات أحد مُخرجات عصر الثورة التكنولوجية والطفرة الرقمية، وتعود بداياتها إلى الفترة التي أعقبت الأزمة المالية العالمية عام 2008، وهناك الآلاف من العملات الرقمية المتداولة حالياً، بعد أن كان عددها أقل من عشرة قبل قُرابة عقد من الزمن.
وأضاف: تتيح العملات الرقمية حلولاً للشراء والتداول إلكترونياً وفقاً لأُطر ولوائح مخصصة لتنظيم هذا النوع من المعاملات. وتشكل هذه العملات مجالاً استثمارياً قادراً على تحقيق أرباح كبيرة، حتى أن بعض المستثمرين تمكنوا من تحويل أسهم ذات قيمة قليلة إلى ثروات، إلا أنَّ هذه الاستثمارات تُعتبر محفوفة بالمخاطر، وهي معرضة لفقدان أرباحها سريعاً وتكبيد المستثمرين خسائر كبيرة في ظل تقلبات الأسواق. ويبقى التوجه الأمثل على هذا الصعيد تنويع الاستثمارات ضمن محفظة متنوعة من القطاعات، ومراجعة الشروط والأحكام جيداً قبل إجراء أيَّة تداولات من خلال العملات الرقمية.
واختتم جاسم البستكي، باحث في الشؤون الاقتصادية: بعد التفاعل الكبير الذي حققته الندوات السابقة في إطار سلسلة «حديث الخبراء»، يسرنا أن نشهد استمرار هذه المنصة في تعزيز التوعية المُجتمعية ومعالجة مُختلف المواضيع والقضايا المطروحة، وتوفير مُلتقى لتبادل الخبرات والآراء بين المختصين ورواد الأعمال في مُختلف القطاعات، وتقديم التوصيات والنصائح للمتابعين الكرام بشأن مجالات متنوعة.