أكد عدد من الخبراء والباحثين أن جائحة «كوفيد 19» أظهرت ضرورة بناء اقتصادات قادرة على الصمود ليس فقط أمام الأوبئة بل أيضاً أمام مخاطر التغير المناخي. وأشاروا إلى أن الصراعات الدولية تكلف العالم نحو 15 تريليون دولار، مؤكدة أن نحو 11.6% من إجمالي الدخل العالمي يضيع في النزاعات والصراعات الدولية، كما أشار الخبراء إلى ضرورة الاستثمار في الطاقة النظيفة والاعتماد على التكنولوجيا لمواجهة التغير المناخي.
جاء ذلك خلال الندوة التي نظمها مركز «تريندز» للبحوث والاستشارات بعنوان «التغيرات المناخية واستدامة النمو الاقتصادي»، والتي تناولت الآثار المحتملة للتغيرات المناخية على النمو الاقتصادي العالمي واستدامته في المستقبل.
مشاركون
شارك في الندوة الدكتور وين وانغ، العميد التنفيذي لمعهد تشونغيانغ للدراسات المالية، جامعة رينمين الصينية، والدكتور شيغيرو كوندو، باحث بالمعهد الياباني لاقتصادات الشرق الأوسط، والدكتور فينكاتاتشالام أنبوموزي، مدير استراتيجية البحوث والابتكار بمعهد البحوث الاقتصادية في إندونيسيا، والدكتورة أناستيزيا نيفسكايا، رئيس قسم دراسات الاتحاد الأوربي، بمعهد الاقتصاد العالمي في روسيا، والدكتور بوريس فرامكين، باحث بمعهد الاقتصاد العالمي في روسيا، وليا بيريكريستس، نائب مدير العمليات بمعهد الاقتصاد والسلام في بلجيكا، وأدار اللقاء الدكتور عمر العبيدلي، مدير إدارة الدراسات والبحوث بمركز «دراسات» في مملكة البحرين.
ووجه الدكتور محمد عبد الله العلي، الرئيس التنفيذي لـ «مركز تريندز للبحوث والاستشارات» الشكر للمشاركين في الندوة على مداخلاتهم الثرية وما طرحوه من أفكار وما قدموه من توصيات.
الصراعات الدولية
وكشفت ليا بيريكريستس عن أن الصراعات الدولية تكلف العالم نحو 15 تريليون دولار، مؤكدة أن نحو %11.6 من إجمالي الدخل العالمي يضيع في النزاعات والصراعات الدولية. وأوضحت أن 141 دولة تتعرض على الأقل لتهديد إيكولوجي واحد، مشيرة إلى أن منطقتي الساحل الأفريقي والشرق الأوسط من أكثر المناطق تعرضاً لتهديدات إيكولوجية.
وأكد د. وين وانغ أن الصين أظهرت العام الماضي قدرة غير مسبوقة على اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه تحييد أثر انبعاثات الكربون.
ذروة الطلب
وأكد د. شيغيرو كوندو، أن هناك توقعات عدة بأن ذروة الطلب على النفط ستكون في السنوات الأولى من العقد الحالي. وأشار إلى أن العديد من شركات الطاقة الدولية غير قادرة على زيادة الاستثمارات في الوقود الأحفوري بسبب ضغوط أنصار البيئة.
انبعاثات الكربون
وأكدت د.أناستيزيا نيفسكايا أن الدول الأوروبية لديها معايير واضحة من أجل الحد من انبعاثات الكربون، ومن الممكن تعميم هذه المعايير عالميا. وأشارت إلى ضرورة استثمار نحو 144 مليار يورو لتحديث آليات تكنولوجية تحد من انبعاثات الكربون.
التغير المناخي
كشف د. بوريس فرامكين عن أن التغير المناخي يمكن أن يتسبب في حدوث خسائر بنسبة 20% في المحاصيل الزراعية في أوروبا عام 2050. وأوضح أن إنتاج الغذاء سيتوقف على حجم إنتاج المحاصيل ومدى القدرة على تحسينه بالإضافة إلى مواجهة آثار التغير المناخي. وأشار إلى أن نسبة انبعاثات الغازات الدفيئة سترتفع بنحو 30 - %40 بحلول عام 2050 إن لم يتم تعديل السياسات التي تتسبب في هذه الانبعاثات.