حظر الذهب الروسي.. سلاح فعّال أم خطوة رمزية؟

كما كان متوقعاً، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية ومجموعة السبع الكبار، حظراً على استيراد الذهب من روسيا، في إطار العقوبات الغربية التي يتم فرضها على موسكو. وتعد روسيا ثاني أكبر مصدري الذهب في العالم، ووفقاً لبيانات الجمارك الروسية في نهاية 2021 صدرت روسيا قرابة 302 طن من المعدن النفيس بقيمة 17.36 مليار دولار.

قادة الغرب ومحللون يرون في هذه الخطة تأثيراً على اقتصاد روسيا وقدرتها على الاستمرار في تمويل الحرب في أوكرانيا، لكن خبراء آخرين يعتقدون أنها مجرد خطوة رمزية، معتبرين أن روسيا قادرة على إيجاد أسواق بديلة. 

صحيفة اندبندنت عربية نقلت اليوم عن الرئيس الأمريكي جو بايدن قوله في تغريدة بموقع «تويتر» إن «الولايات المتحدة فرضت تكاليف غير مسبوقة على الرئيس الروسي لحرمانه من الإيرادات التي يحتاج إليها لتمويل حربه ضد أوكرانيا». وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن الحظر الجديد سيؤثر بشدة على الرئيس الروسي. وأشار إلى أن «الإجراءات الأخيرة التي تم الإعلان عنها سوف تضرب بشكل مباشر القلة الروسية، وستضرب قلب آلة بوتين الحربية».

وقال بيان لمجموعة السبع إن العقوبات سيكون لها «تأثير كبير على قدرة بوتين على جمع الأموال». وأوضح أن حظر الاستيراد سيطبق على الذهب المستخرج أو المكرر حديثاً، لكنها لا تؤثر على الذهب المستخرج في روسيا، والذي سبق تصديره من البلاد.

صحيفة «نيويورك تايمز» أشارت إلى أن هذا القرار «يبنى على خطوات سبق اتخاذها بالفعل» لعزل روسيا عن المنظومة المالية الدولية، كما سيعمل على حرمانها من الإيرادات الإضافية التي تساعدها على تمويل حربها في أوكرانيا، ومعاقبة الرئيس الروسي، ورجال الأعمال الأثرياء المقربين منه.

فرصة للهند

ويعتقد محللون أن الحظر الأوروبي على الذهب الروسي لن يكون له تأثير كبير على التوقعات طويلة المدى لأسعار الذهب. ووفق وكالة «رويترز»، قال جيفري هالي كبير محللي السوق في «أواندا»، «سجل الذهب مكاسب متواضعة للغاية على خلفية الإعلان، لكن لا شيء سيغير من الناحية الهيكلية التوقعات الاتجاهية للذهب». وأضاف، «في الواقع، هذا مجرد ختم مطاطي للسياسات غير الرسمية المعمول بها بالفعل».

وفي الهند، التي تُعد واحدة من أكبر أسواق الذهب في العالم، لم ينزعج المحللون. ويرى سريرام إيير كبير محللي الأبحاث في «ريلاينس سيكيوريتيز»، أن «التأثير سيكون محدوداً إلى حد ما بالنسبة للأسواق الدولية، حيث تم تقييد التدفقات بالفعل بسبب العقوبات السابقة».

ويشير ميغ مودي، محلل أبحاث السلع والعملات في شركة الوساطة «برابهوداس ليلادر»، ومقرها مومباي، إلى أنه قد تكون هناك «فرصة» للهند للحصول على الذهب من روسيا بسعر أرخص. وأضاف، «ستكون فرصة لمعرفة ما إذا كان الذهب مثل الخام يمكن أن يتوفر بالروبل... وإذا حدث ذلك، يمكن للهند الحصول على الذهب بسعر مخفض». 

وتنقل «نيويورك تايمز» عن كريستوفر سويفت، المحامي المتخصص في الأمن القومي لدى شركة «فولي آند لاردنر» للمحاماة، قوله إن «روسيا واحدة من أكبر منتجي الذهب في العالم.. وكثفت عمليات التعدين أخيراً لتعويض بعض أصولها المجمدة».

وأضاف سويفت «لتعويض الاحتياطات المملوكة للشركات الروسية، جلب الروس ذهباً جديداً عبر الإنترنت»، مشيراً إلى أن «مجموعة السبع تحاول إغلاق الوصول إلى هذا الذهب الجديد».

وكانت رابطة «سوق السبائك الذهبية» في لندن، وهي مركز رئيسي لتجارة الذهب عالمياً، أوقفت تعاملاتها مع 6 مصافٍ روسية للفضة والذهب، في مارس الماضي.

أسواق بديلة

المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، علّق على حظر الغرب للذهب الروسي، بالقول إنه «إذا فقدت إحدى الأسواق جاذبيتها، فهناك أسواق أخرى». وقال للصحافيين الاثنين، إن «سوق المعادن النفيسة عالمية، إنها كبيرة جداً وضخمة ومتنوعة للغاية. وكما هو الحال مع جميع السلع الأخرى، إذا فقدت إحدى الأسواق جاذبيتها بسبب قرارات غير مشروعة فيمكن إعادة التوجيه إلى حيث يوجد طلب على السلعة وأنظمة اقتصادية مناسبة وشرعية».

كثير من الحظر

الغربيون يرون أن الحظر على الذهب الروسي لن يؤثر على منتجيه، كما نقلت قناة «الحدث» اليوم. ويرى خبراء، استطلعت آراؤهم وكالة «تاس» الروسية، أن قيوداً مثل هذه لن تؤثر كون صادرات الذهب من روسيا إلى أوروبا توقفت منذ مدة، وذلك بعد أن سحبت بورصة لندن للمعادن LME صفة «المورد الموثوق» من مصافي الذهب الروسية.

الأكثر مشاركة