حذر المليارديرات الأمريكيون من ركود اقتصاد بلادهم قبل نهاية العام المقبل، مكررين بذلك مخاوف العديد من المؤسسات المالية، والمديرين التنفيذيين. تأتي تلك التحذيرات في الوقت الذي رفع فيه بنك الاحتياطي الفدرالي الأمريكي أسعار الفائدة لمواجهة ارتفاع معدلات التضخم، الذي كانت نسبته أعلى مما كان متوقعاً. في المقابل، ينفي مسؤولون أمريكيون هذه التوقعات، مؤكدين أن الاقتصاد الأمريكي قد يشهد تباطؤاً في نموه فقط.

وقال رجل الأعمال إيلون ماسك إن حدوث ركود أمر لا مفر منه عند نقطة ما، وإن هذا سيحدث في المدى القريب.

وشاركه بيل غيتس، مؤسس شركة «مايكروسوفت»، هذا الشعور في حوار خلال الشهر الماضي، حيث قال إنه يتفق مع الآراء التي تتوقع اتجاه الاقتصاد إلى التراجع في المستقبل القريب وسط تداعيات الجائحة، وأزمة أوكرانيا.

وحذر جيمي ديمون، المدير التنفيذي لبنك جي بي مورجان، من حدوث إعصار اقتصادي مدفوعاً بأزمة أوكرانيا، ومعدل التضخم المرتفع، وقال: في وقت مبكر من الشهر الحالي، إن بنكه يستعد لنتائج سيئة.

كما حذر كارل إيكان، الناشط الاستثماري، من حدوث ركود أو ما هو أسوأ من هذا، ملقياً اللوم على معدلات التضخم المرتفعة، ومعبراً عن شكوكه في قدرة الاحتياطي الفيدرالي على إدارة هبوط تدريجي للاقتصاد.

وقال كين جريفين، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «سيتيدال» إنه في حالة استمرار مستوى التضخم عند حوالي 8.5%، سيضطر الاحتياطي الفيدرالي إلى كبحه بقوة، ما سيؤدي إلى دخول الاقتصاد في ركود.

وقال جاري فريدمان، المدير التنفيذي لشركة «آر أتش» للأثاث المنزلي، إن الاقتصاد الأمريكي يواجه أصعب فتراته منذ الركود الكبير في عام 2008. وتزايدت التحذيرات بشأن حدوث ركود منذ قرار الاحتياطي الفيدرالي في الأسبوع الماضي برفع أسعار الفائدة بـ 75 نقطة أساس للوصول إلى نطاق مستهدف يتراوح ما بين 1.5% إلى 1.75%، وهو أعلى معدل ارتفاع منذ عام 1994. وجاء قرار الاحتياطي الفيدرالي بعد أن أصدرت وزارة العمل بيانات في وقت مبكر من الشهر الحالي، تُظهر ارتفاع التضخم السنوي بمعدل 8.6%، وهي نسبة أكبر مما كان متوقعاً. ويعد هذا أكبر معدل ارتفاع لأسعار المستهلك السنوية، تشهده البلاد منذ أكثر من 40 عاماً.

في المقابل، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الركود ليس حتمياً، وأنه لا ينبغي على الناس أن تصدق تحذيراً ببساطة، بل عليها أن تنتظر لترى ما هي التوقعات الصحيحة. وأشار إلى تراجع أرقام البطالة، وإلى أن الولايات المتحدة في موقع جيد مقارنة بالدول الأخرى.