أنهت أسواق المال في الولايات المتحدة الأسبوع بانخفاض حاد، في أعقاب تصريحات صارمة لرئيس البنك المركزي «الفيدرالي الأمريكي»، جيروم باول، قال فيها إن البنك يجب أن يواصل رفع أسعار الفائدة لمنع التضخم من أن يصبح جانباً دائماً من جوانب الاقتصاد الأمريكي.

وذكر تقرير لـ « بي بي سي» أن كلمات باول دفعت الأسهم الأمريكية إلى حالة من الانهيار الشديد، حيث تراجعت الأسواق بنسبة 3 %. يأتي ذلك في الوقت الذي يضطر فيه الأمريكيون إلى دفع المزيد مقابل السلع الأساسية. وبلغ نسبة التضخم في أكبر اقتصاد في العالم أعلى مستوى لها خلال أربعة عقود.

وقال باول، خلال خطاب في مؤتمر اقتصادي في ولاية «وايومنغ»، إن الفيدرالي ربما يفرض مزيداً من الزيادات في أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة، ويمكن أن يبقيها مرتفعة لبعض الوقت. وأضاف إن خفض التضخم من المرجح أن يتطلب فترة مستدامة من النمو الأدنى من الاتجاه العام.

ويشعر المستثمرون بالقلق من أنه في حالة تعثر النمو الاقتصادي، فإن ارتفاع أسعار الفائدة سيزيد من احتمالية حدوث ركود. وأقر باول بأن السيطرة على التضخم ستكون على حساب الأسر والشركات الأمريكية، لكنه قال إنه ثمن يستحق الدفع. وأضاف: في حين أن أسعار الفائدة المرتفعة والنمو الأبطأ وظروف سوق العمل الضعيفة ستؤدي إلى انخفاض التضخم، إلا أنها ستسبب بعض الألم للأسر والشركات. هذه تكاليف مؤسفة لخفض التضخم، لكن الفشل في استعادة استقرار الأسعار سيعني ألماً أكبر.

ويريد باول تجنب ترسيخ التضخم، وهذا يعني أنه إذا اعتقد الناس أن التضخم سيكون مرتفعاً، فسوف يغيرون سلوكهم وفقاً لذلك، مما يجعلها نبوءة تحقق ذاتها. على سبيل المثال، الشخص الذي يعتقد أن الأسعار سترتفع بنسبة 3 % العام المقبل، من المرجح أن يسعى إلى زيادة الأجور بنسبة 3 %. وفي المرة الأخيرة التي حدث فيها ذلك، اضطر سلف باول، بول فولكر، إلى الضغط على المكابح ورفع أسعار الفائدة بشكل كبير، ودفع الاقتصاد إلى الركود.