أكد رئيس البنك المركزي الألماني يواخيم ناجل أن التوقعات الاقتصادية القاتمة لن تردع البنك المركزي الأوروبي عن مكافحته للتضخم الذي وصل إلى مستويات قياسية. ومهد لاحتمال زيادات جديدة «كبيرة» في معدلات الفائدة في منطقة اليورو في مواجهة ارتفاع التضخم على الرغم من مخاطر الركود التي تزداد وضوحاً.
وفي تصريحات لإذاعة «دويتشلاند فونك»، قال ناجل، عضو مجلس البنك المركزي الأوروبي، أمس: إن من غير المستبعد أن تكون هناك معدلات أقل للنمو أو حدوث ركود «لكن أصل الموضوع هو أن الأسعار المستقرة تعد في نهاية المطاف أكثر أهمية بالنسبة للنمو على المدى المتوسط والمدى الطويل وللتوقعات الاقتصادية الجيدة لمنطقة اليورو».
وأضاف أن من المحتمل أن تكون هناك مرحلة صعبة سيتعين تجاوزها، وقال إنه يبدو في الوقت الراهن أن تراجع الأداء الاقتصادي لن يكون قوياً للغاية.
وكان البنك المركزي قرر يوم الخميس الماضي رفع سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 75 نقطة أساس وهي أعلى زيادة من نوعها يقررها البنك في تاريخه، وجاءت هذه الخطوة على خلفية الزيادة السريعة في أسعار المستهلكين والتي ترجع في المقام الأول إلى الحرب الروسية على أوكرانيا والتأثيرات اللاحقة لجائحة كورونا.
وأوضح ناجل أنه يتوقع إمكانية تسارع وتيرة نمو الأسعار ووصول معدل التضخم في ديسمبر المقبل إلى ذروته حيث سيتجاوز %10. وقال إنه يتوقع أن يستمر معدل التضخم في العام المقبل أيضا عند مستوى مرتفع يزيد عن %6.
يذكر أن البنك المركزي الأوروبي يسعى بالأساس إلى إبقاء معدل التضخم عند مستوى %2 للحفاظ على استقرار الأسعار.
وصرح ناجل بأن هناك مؤشرات تدل على انتشار التضخم في العديد من القطاعات وقال إن على السياسة النقدية لهذا السبب أن «تمد يد العون» بصورة ملحوظة.
وكانت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد أعلنت أن من المنتظر رفع سعر الفائدة من جديد.
في الوقت نفسه، قال ناجل إنه على ثقة بأن شركاء العقود الأجور الجماعية «سيظهرون المسؤولية» خلال مفاوضات الأجور القادمة.
وقال ناجل: «إن الخطوة التي اتخذها البنك المركزي الأوروبي الخميس الماضي برفع معدل الفائدة الرئيسي بمقدار 0,75 نقطة مئوية كانت إشارة مهمة»، محذراً من أنه «إذا بقي الوضع التضخمي على حاله، فسيتعين اتخاذ خطوات مهمة أخرى».
وأضاف «لدينا مؤشرات إلى أن التضخم ينتشر في العديد من مجالات الاقتصاد».
التضخم في ألمانيا
رأى يواخيم ناجل أن نسبة التضخم في ألمانيا يمكن أن تصل إلى مستوى «يزيد على 10 %» خلال عام واحد في ديسمبر، الفترة التي يرى أنها يفترض أن تشهد ذروة الارتفاع التضخمي الحالي.
ويتحدث البنك المركزي الألماني حتى الآن عن نسبة 10 % في الأشهر الأخيرة من العام، وبالتالي ذكر ناجل توقعات عن وضع أسوأ.
لكنه قال إن التضخم يفترض أن يتباطأ في 2023 إلا أنه سيبقى «أعلى من 6 %» العام المقبل وهو مستوى «مرتفع جداً».