تبرز في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات الابتكارات المتعلقة بفكرة «المنزل الذكي»، منها جهاز تلفزيون يصدر تنبيهاً عند انتهاء دورة جهاز تجفيف الملابس، ومرآة تسخن مياه الاستحمام وتشغل آلة إعداد القهوة، إلا أن هذا المنزل لا يزال منفصلاً جداً عن الواقع.
وتتولى شركة «باراكودا» الفرنسية منذ سنوات تحويل الحمامات إلى نسخة ذكية من خلال ابتكارها أدوات صحية مدمجة مع تلك المستخدمة يومياً. ويجمع «بي ميرور»، أول نموذج لمرآة تبتكره الشركة، المعلومات ويتشاركها مع الميزان أو المرحاض أو فرشاة الأسنان لتقديم توصيات لأفراد الأسرة، كأن يشربوا مثلاً كميات إضافية من الماء أو أن يستشيروا طبيباً متخصصاً في الأمراض الجلدية في حال تغير لون شامة أحدهم.
ومن أجل الاستفادة بأكبر قدر ممكن من هذه التقنيات، ينبغي استخدام أجهزة من الماركة نفسها أي إما من ابتكار «باراكودا» أو أي ماركة شريكة لها. وبات التشغيل المتوافق بالنسبة إلى الشركات الناشئة وتلك العالمية التي تصمم الأجهزة الذكية وتبيعها منذ سنوات، أمراً مهماً جداً. ويلاحظ المحلل المستقل آفي غرينغارت أن هذه الأجهزة يمكن أن تعمل بشكل مذهل، إلا أن المعلومات قد تضيع في حال لم تكن الأجهزة قادرة على الاتصال ببعضها.
وابتكرت كل من شركات التكنولوجيا الكبرى «أمازون» و«سامسونغ» و«آبل» و«غوغل» نظاماً مترابطاً لأجهزتها وغالباً ما تستند فيه إلى نظام المساعدة الصوتي كـ «أليكسا» و«سيري». ويقول غرينغارت إن هذه الشركات تأمل في استقطاب عدد كبير من الأشخاص إليها وفي تحقيق نمو على حساب الشركات الأخرى، لكن في النهاية لم تسجل أي منها نمواً.
وتوصلت المجموعات الكبيرة إلى اتفاق، فبعد ثلاث سنوات من العمل وضعت في الخريف المنصرم بروتوكولاً للأجهزة الذكية تحت تسمية «ماتر». ويقول مارك بنسون، مدير شركة «سمارت ثينجز» التابعة لـ «سامسونغ»، يمكننا اعتبار البروتوكول بمثابة «يو إس بي» للمنزل الذكي. ويضيف: «في السابق، عندما كان يشتري الشخص كاميرا ويب، كان عليه التحقق من إمكان توصيلها بجهاز الكمبيوتر، أما اليوم فلم يعد هذا التساؤل مطروحاً حتى».
وبحسب الرؤية الخاصة بشركة «سامسونغ» والمعروضة في لاس فيغاس، يمكن للمستهلك الذي يملك جهاز تلفزيون وفرناً وغسالة وبراداً من ماركة المجموعة الكورية الجنوبية، أن يراقب من خلال تطبيق «سمارت ثينجز»، كمية الطاقة التي تستهلكها الأجهزة وهو يشاهد التلفزيون الذي ينبه بدوره إلى انتهاء دورة الغسالة.