400 مليار دولار عوائد صناعة البطاريات العالمية 2030

أظهرت دراسة حديثة، أن التوسع في صناعة البطاريات عالمياً، سيؤدي إلى توليد أكثر من 400 مليار دولار من عائدات سلسلة القيمة عام 2030، فيما ستسهم الصناعة في توفير 18 مليون وظيفة، فضلاً عن تجنب نحو 70 غيغا طن من ثاني أكسيد الكربون الناشئ من انبعاثات النقل البري التراكمية، إذا استمرت الانبعاثات حتى 2050.

وأكدت الدراسة أن صناعة البطاريات في الوقت الراهن، تحتل مكانة كبيرة، في ظل تصاعد التحديات العالمية الخاصة بالمناخ، التي تستوجب ضرورة تجنب انبعاثات الكربون، وهو ما يدعم فرص ازدهار كهربة وتخزين الطاقة في جميع أنحاء العالم، وباعتبارها المكون الرئيس في صناعات السيارات الكهربائية والإلكترونيات. 

وذكرت الدراسة أن سلسلة قيمة صناعة البطاريات العالمية، تضم فرصاً اقتصادية كبيرة، حيث يتوقع ارتفاع الطلب العالمي على بطاريات الليثيوم خلال العقد المقبل، بنسبة تزيد على 30 % سنوياً من 2022 إلى 2030، وفقاً لتحليل صادر عن «McKinsey».

وأوضحت الدراسة التي أعدها مركز «إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية»، ومقره أبوظبي، أنه، ورغم الفرص الاستثمارية الكبيرة في صناعة البطاريات، إلا أن ثمة تحديات تتطلَّب من الدول المهتمة بالصناعة تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وإيجاد مساحات للتعاون في الصناعة، لتوفير معدات التصنيع ومواد البناء والعمالة الماهرة المطلوبة. ولفتت الدراسة إلى أن النقص المحتمل في المعادن الحرجة المستخدمة في صناعة البطاريات، يمثل تحدياً آخر، يفرض على المنتجين من الشركات الخاصة والحكومات على السواء، إيجاد حلول له.

وأضافت الدراسة أن ما ساهم في جاذبية صناعة البطاريات خلال العقد الماضي، انخفاض أسعار حزم بطاريات أيونات الليثيوم بنسبة 90 %، وهو ما ساعد بدوره على تغذية النمو في الصناعة، من حيث الطلب والعرض، حتى أصبح الاستثمار في التطبيقات المختلفة التي تخدم الصناعة، أمراً مجدياً اقتصادياً عند كثير من الدول.

وأشارت دراسة «إنترريجونال»، إلى أن صناعة البطاريات تشهد تنافساً دولياً، من خلال عدد من المؤشرات، أبرزها: الاهتمام الأوروبي المتصاعد بالمعادن الحرجة، بوصفها أساساً للصناعة، ففي عام 2021، صعدت مبيعات أوروبا من البطاريات بنسبة 65 %، فيما أضحت أوروبا تضم 7 من أفضل 10 دول في الصناعة، وهي: ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والنرويج وإيطاليا والسويد وهولندا.

أما المؤشر الثاني الأبرز، فهو هيمنة الصين على صناعة البطاريات عالمياً، حيث تمتلك حالياً نحو 77 % من الطاقة الإنتاجية العالمية لبطاريات الليثيوم أيون، تليها بولندا والولايات المتحدة بنسبة 6 %، فيما تشكل أوروبا، بما في ذلك الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، نحو 14 % من إجمالي الحصص، بما يشير إلى اكتساح، بل هيمنة الصين على صناعة البطاريات عالمياً، وهي في الوقت ذاته، أكبر سوق للمركبات الكهربائية، كما تمتلك الصين نحو 6 من أصل أكبر 10 شركات كبرى لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية في العالم، كما تهيمن على سلسلة توريد الصناعة بكاملها، بدءاً من استخراج المعادن الحرجة المستخدمة في صناعة البطاريات، وصولاً إلى إنتاج المركبات الكهربائية.

أما المؤشر الثالث، فيتمثل في المساعي الأمريكية لبناء سلاسل توريد جديدة لسوق السيارات الكهربائية، وبالرغم من كون سوق البطاريات الأمريكية صغيرة الحجم، مقارنةً بالصين.

وأشارت الدراسة إلى أن عدداً من دول العالم، تحاول اقتناص الفرص التي تستطيع من خلالها إرساء وجودها في صناعة البطاريات لعدة أسباب، أهمها أن البطاريات باتت مكوناً رئيساً في صناعة المركبات الكهربائية، وعنصراً داعماً للانتقال إلى الطاقة المستدامة، فضلاً عن التنامي المتوقع لحجم سوق بطاريات الليثيوم، حيث تشهد السوق ازدهاراً كبيراً، مع ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية العالمية، حيث تمثل أكبر 10 شركات مصنعة للبطاريات في العالم، أكثر من 90 % من إجمالي سعة البطارية المثبتة.

وتشير التوقعات إلى نمو حجم سوق بطاريات الليثيوم أيون العالمية، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 10.7 %، في الفترة 2023–2028، كما يتوقع أن تسجل السوق العالمية لبطاريات الليثيوم أيون، نمواً خلال تلك الفترة، بسبب الاعتماد المتزايد على السيارات الكهربائية.

الأكثر مشاركة