عانت أسواق الأسهم العالمية من ضغوط ملحوظة في الآونة الأخيرة، حيث أبقى بنك الاحتياطي الأمريكي على الفائدة دون تغيير، لكنه تبنى لهجة أكثر تشديداً، ما يشير إلى أن هناك احتمالية لرفع أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، وأن الفائدة من المرجح أن تظل مرتفعة لفترة طويلة، حيث يتطلع الفدرالي إلى بذل المزيد من الجهد للسيطرة على التضخم.
وانخفضت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات، بعد تجاوزها مستوى 4.5 % لفترة وجيزة، لأول مرة منذ 2007 وسجل مؤشر «ستاندرد أند بورز 500» و«ناسداك» أسوأ أداء أسبوعي منذ مارس الماضي.
وسجل مؤشر ستاندر آند بورز ومؤشر ناسداك خسائر 2.9 و3.6 % على الترتيب الأسبوع الماضي للأسبوع الثالث على التوالي، وأسوأ أداء أسبوعي منذ مارس الماضي لكلا المؤشرين. في المقابل، تراجع مؤشر داو جونز الصناعي 1.9 % خلال الأسبوع.
وتفوق أداء أسهم التكنولوجيا، التي تحملت العبء الأكبر في موجة الهبوط الأخيرة، فقفز سهم «أبل» بعد طرح أحدث هواتف الشركة وساعاتها في الأسواق، وارتفع مؤشر للأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة، بعد أنباء عن أن واشنطن وبكين تشكلان مجموعات عمل لمناقشة القضايا المالية والاقتصادية.
وانتعشت أسعار سندات الخزانة الأمريكية، في حين عانت الأسهم في نهاية أسبوع مضطرب، شهد تعديل المستثمرين مراكزهم، استعداداً لسياسة الاحتياطي الفيدرالي بالإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة طويلة.
قلق
وقال فواد رزاق زاده محلل السوق في «سيتي إندكس» و«فوركس دوت كوم»: لا يزال المستثمرون يشعرون بقلق بالغ بسبب التضخم، ومسار السياسة النقدية، وسط الارتفاع الأخير في أسعار النفط، وتلميح الاحتياطي الفيدرالي بأن أسعار الفائدة لن تنخفض في المدى القريب. وأضاف : «من السابق لأوانه أن نقول إن الأسواق بلغت نقطة القاع، لأن شيئاً لم يتغير من الناحية الأساسية».
بنوك مركزية
وأبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، معدلات الفائدة دون تغيير، بين نطاق 5.25 و5.50 %، عند أعلى مستوياتها منذ 22 عاماً. وهي الزيادة الـ 11 منذ بداية العام الماضي، مع تباطؤ معدلات التضخم. وقال مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي، إن هناك احتمالاً برفع الفائدة مرة واحدة على الأقل، وقد نحتاج إلى إبقاء تكاليف الاقتراض مرتفعة لفترة طويلة، حتى يستطيع البنك المركزي تخفيض معدل التضخم إلى مستهدف 2 %.
وفي حين قالت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن، سوزان كولينز، إن «تشديد السياسة النقدية أكثر من ذلك» ما زال بالتأكيد مطروحاً ، ألمحت عضوة مجلس محافظي البنك، ميتشيل باومان، إلى احتمال أن يحتاج البنك إلى زيادة أسعار الفائدة أكثر من مرة، مؤكدة على مركزها بوصفها واحدة من أكثر الأعضاء تشدداً في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة.
وقالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، إنها غير مستعدة لإعلان الانتصار في مواجهة التضخم، وإن البنك المركزي ما زال ملتزماً بتخفيض الضغوط السعرية «بطريقة لطيفة وهادئة».