تكنولوجيا إعادة تدوير المواد البلاستيكية لا تزال قيد التطوير| أرشيفية

إعادة التدوير.. البلاستيك عقبة في وجه المعركة مع النفايات

هل قرر العالم فجأة التوقف عن الحرب ضد البلاستيك؟ لقد عرض الجزء الثاني من المسلسل التلفزيوني الشهير الكوكب الأزرق (بلو بلانت) للمخرج ديفيد اتينبورو 2019، مشاهد لمحيطات مختنقة وحيتان في لحظاتها الأخيرة قبل أن تموت.

لقد أثار المسلسل موجة من القلق تجاه المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد. وأثار موجة قلق كبيرة، ما دفع الشركات لأن تضع أهدافاً عاجلة لتخفيض إنتاج المواد البلاستيكية وإعادة تدويرها. كما أن الأفراد تعهدوا بتجنب استخدام مواد التغليف البلاستيكية.

وفي لندن اُستبدلت شفاطات الشراب البلاستيكية بشفاطات المعكرونة لكن هذه الجهود المتسارعة لتقليص استخدام وإعادة تدوير المواد البلاستيكية لم تسفر سوى عن نتائج ضئيلة. ولم نتوقف عن استخداماتنا للبلاستيك، بل على العكس من ذلك، تقول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إنّ استهلاك المواد البلاستيكية تضاعف أربع مرات خلال العقود الثلاثة الأخيرة، عبر أنشطة التعبئة والتغليف والمنتجات الاستهلاكية والمنسوجات. ولم ننجز تقدماً ملحوظاً في مجال إعادة الاستخدام والتدوير، في الوقت الذي ما زال أكثر من 80 % من نفايات البلاستيك خارج نطاق إعادة التدوير.

إن ندرة المواد البلاستيكية مُعادة التدوير تمثل مشكلة رئيسية لشركات إنتاج السلع الاستهلاكية، وخاصة في قطاعات مثل المشروبات. ووفقاً لفريق الأبحاث المستدامة في باركليز، فإن الوصول للأهداف المنشودة يزداد صعوبة. والسعة المحدودة تعني أن المواد البلاستيكية معادة التدوير يتم تداولها بعلاوة سعرية تتراوح بين 20 و30 %، مقارنة مع تداول المواد الأولية.

وفي ذات الوقت، لا تزال تكنولوجيا إعادة تدوير المواد في قيد التطوير. وعلى سبيل المثال، أعلنت شركة ليغو تحولها عن استخدام المواد البلاستيكية مُعادة التدوير في إنتاج مكعبات اللعب التي تنتجها. ذلك أن إعادة تدوير المواد البلاستيكية تسفر عن كمية أكبر من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، خلال عملية التصنيع، أكثر مما توفره.

رغم ذلك، ما زالت هناك فرصة ممكنة في الأسواق، فإعادة تدوير المواد البلاستيكية ضرورة بيئية. وبحسب شركة ماكينزي للأبحاث، فإن الوصول لأهداف الشركة يتطلب إمداداً يبلغ 40 مليون طناً في كل سنة من مواد الخام مُعادة التدوير، لاستثمار يقدر بنحو 100 مليار دولار. الأفضل من ذلك، هو أن توسيع أنظمة إعادة التدوير يمكن أن يوفّر مواد بلاستيكية بثمن أقل من المواد الجديدة.

إن هذه التكنولوجيا تزداد تطوراً. كما تعد عملية إعادة التدوير الميكانيكية ـ والتي تقوم أساساً على غسل القوارير البلاستيكية وصهرها ـ منخفضة التكلفة، بحيث تستطيع إنتاج مواد بلاستيكية بنصف ثمن المواد البلاستيكية الجديدة؛ لكنها ليست ذات فعالية إلا لعدد محدود من أنواع البوليمرات، كما تتطلب مدخلات عالية الجودة. ومن الممكن التفوق على هذه الآلية، عبر تقنيات متقدمة لإعادة التدوير، عبر تحليل المواد البلاستيكية على المستوى الجزيئي باستخدام مواد كيميائية، وهو ما تقلل من الحاجة للفرز الأولي الدقيق.

إن ذلك يسلط الضوء على الشركات التي تعمل على زيادة السعة الممكنة في هذا المجال، ومن بينها شركة تومرا النرويجية، التي تنشط في مجال التوريد، وشركة أجيلكس العاملة في مجال تطوير تقنيات إعادة التدوير. وكذلك تنشط مجموعات إنتاج المواد الكيمياوية، مثل شركة إيستمان الابتكارية في التخطيط لإقامة مرافق في هذا المجال، وكذلك تدير شركات الهندسة والبناء مثل ماير تكنيمونت مرافق خاصة بها.

لا يزال قطاع إعادة تدوير المواد البلاستيكية في مراحله الأولى، ولكن إزالة العُقد في سلسلة إنتاج وتوريد المواد البلاستيكية مُعادة التدوير، بإمكانها أن تصنع الفرق وتحقق مكاسب مرجوة.

الأكثر مشاركة