التداول على «مقياس الخوف» عند أعلى مستوياته مع تحوط المستثمرين ضد هشاشة الأسواق

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتجه التداولات في عقود الخيارات في الأسهم المرتبطة بمؤشر فيكس للتقلبات، المعروف شعبياً في وول ستريت باسم «مقياس الخوف»، نحو بلوغ مستوى قياسي هذا العام.

حيث يتطلع المستثمرون الحذرون إلى حماية أنفسهم من خطر الانعكاس المفاجئ في سوق الأسهم. وقد تداول المستثمرون نحو 742 ألفاً من عقود الخيارات المرتبطة بمؤشر فيكس في المتوسط يومياً، وذلك منذ بداية العام حتى الآن، وفقاً لما أعلنته شركة سي بوي، بزيادة أكثر من 40% على أساس سنوي وأعلى من الرقم القياسي البالغ 723 ألفاً، والذي سُجل في عام 2017.

ويُظهر مؤشر فيكس توقعات التقلبات في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 خلال الشهر التالي، وقد جاء الجزء الأكبر من الزيادة في التداول هذا العام من المستثمرين المتعاملين على عقود خيارات الشراء المشروط، وهو نوع من المشتقات المالية التي من شأنها أن تؤتي ثمارها إذا ارتفع المؤشر. وتعكس القفزة في تداولات فيكس الحاجة المتزايدة للمستثمرين للتحوط وسط ارتفاع هش في سوق الأسهم.

لقد ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 12% هذا العام، غير أن المكاسب كانت قد تركزت في عدد قليل من شركات التكنولوجيا الكبرى، بينما يواصل المستثمرون مواجهة عدم اليقين بشأن أسعار الفائدة المرتفعة وتأثيرها على النمو الاقتصادي.

وقد صرح تشارلي ماكيليجوت، خبير في استراتيجيات المشتقات المالية في بنك نومورا، بأن الارتفاع قد أجبر المستثمرين، بما في ذلك المتشككون منهم، على زيادة التداول عقب عمليات البيع في عام 2022، ولكن الحقيقة هي أنه لا يزال هناك عدد من (المخاطر) القائمة. فقد ظهرت الحاجة إلى التحوط مجدداً بعد أن عاد الناس إلى تداول الأسهم ومع تدفق الأموال من الخطوط الجانبية. وحظيت عقود الخيارات على مؤشر فيكس بشعبية خاصة؛ لأن المؤشر كان منخفضاً بشكل غير عادي في معظم أيام العام، مما يزيد من فرصة الحصول على عوائد كبيرة في حالة تحقيقه لقفزات فجائية.

جدير بالذكر، أن متوسط مؤشر فيكس على المدى الطويل حوالي 20 نقطة، ولكن منذ بداية عام 2023 وحتى الآن بلغ متوسطه حوالي 17 نقطة، وسجل انخفاضاً وصل إلى 12.7 نقطة في وقت سابق من سبتمبر، بينما كان المتوسط في العام الماضي نحو 26 نقطة. وقال ماندي شو، رئيس إدارة أبحاث سوق المشتقات المالية في بنك شيكاغو المركزي:

«عندما يبلغ مؤشر فيكس المنتصف أو ينخفض، فإن وصول التقلبات إلى ضعفين أو حتى ثلاثة أضعاف تكون أسهل بكثير. وفي السابق، عندما كان المؤشر يصل إلى 25 نقطة، كانت مضاعفة هذا الرقم بمثابة حدث يقع مرة واحدة في الجيل. ويمثل النمو في تداول مؤشر فيكس هذا العام تحولاً حاداً بعد سنوات عدة من النمو الهزيل وزيادة التساؤلات حول فعالية المؤشر وأهميته.

ورغم أن المؤشر يميل إلى الارتفاع عندما تنخفض الأسهم، فإن العلاقة لن تكون قوية إذا تراجعت الأسواق ببطء كما حدث في عام 2022، الأمر الذي خيب آمال المستثمرين عندما اعتمدوا عليه كبديل للتحوط ضد التراجع.

وفي الوقت ذاته، تتركز نسبة متزايدة من أنشطة المستثمرين في الخيارات قصيرة الأجل للغاية، والتي لا يغطيها مؤشر فيكس الرئيسي. كما انهار العديد من الشركات التي كانت تلعب أدواراً مهمة في مؤشر فيكس منذ آخر مرة ارتفعت فيها أحجام التداول بشكل كبير. وحذر ماكيليجوت من أن هذا قد يثقل على البنوك مهمة بيع خيارات مؤشر فيكس للمستثمرين كآلية تحوط لتأمين مراكزهم، مما يعرضهم للخطر وقت الأزمات.

كلمات دالة:
  • FT
Email