مطار هيثرو.. رحيل في التوقيت المناسب

حينما تتحدث إلى اللندنيين الذين يستمتعون بالسفر سيكون مطار هيثرو من بين أكثر الأشياء التي تُزعجهم، فلَدى مُعظمهم قصة ما عن أمتعة مفقودة أو تأخير، أو ما شابه. ومع ذلك، فإن مركز السفر المُكتظ هذا من الأصول القيمة للغاية.

وهذا يبرز في العرض الذي قدّمه صندوق الاستثمارات العامة السعودي ومجموعة الأسهم الخاصة الفرنسية أرديان لشراء حصة فيروفيال البالغة 25 % ، ويُمكن للمساهمين الآخرين في مطار هيثرو، ومن بينهم: هيئة الاستثمار القطرية، وصندوق كيبيك للودائع والاستثمار، وصندوق الثروة السيادية في سنغافورة جي آي سي، الاحتفاظ بحصصهم، أو شراء حصة فيروفيال، أو الانضمام إليها وبَيع حصصهم في العَرض.

وخروج فيروفيال بعد 17 عاماً يأتي في وقتٍ مُناسب ويُقدر صندوق الاستثمارات العامة وأرديان قيمة أسهم مطار هيثرو بمبلغ 9.5 مليارات جنيه إسترليني، وإذا أضفنا إليه صافي الدين في نهاية العام، والذي تُقدره شركة ميديوبانكا ريسيرش بنحو 16.3 مليار جنيه إسترليني، فإن قيمة المؤسسة الإجمالية تكون بحدود 26 مليار جنيه إسترليني.

ويُمثل ذلك زيادة تقترب من 30 % على قاعدة الأصول المُنظمة بمطار هيثرو، كما أنها تُعادل نحو 13 ضعف أرباح العام المُقبل قبل حسم الفوائد والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين، ومن المتوقع أن تتراجع بسبب خفض رسوم الهبوط، فيما المُنافسون المدرجون في البورصة يتداولون بنحو 10 أضعاف. وقد دفعت فينشي التي اشترت 50.1 % من مطار جاتويك في سنة 2018، أكثر ولكن ذلك كان لشراء حصة أغلبية وفي فترة ما قبل الوباء.

وقد ينتهي الأمر باحتفاظ أرديان وصندوق الاستثمارات العامة بنسبة 25 % فقط، وتستهدف أرديان عوائد في المنتصف من 13 - 19 % بالنسبة إلى استثمارات في البنية التحتية مثل هذه، ولكن لن يكون من السهل تحقيق ذلك، ولنفترض جدلاً أن مطار هيثرو سيعمل على مدى العقد المُقبل لزيادة أرباحه، قبل حسم الفوائد والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين بنسبة 3 % ، ويخفض تكاليف الفائدة تدريجياً. وإذا ظل الإنفاق الرأسمالي السنوي والضرائب ثابتين من 800 - 900 مليون جنيه إسترليني، فبمُضاعف خروج يبلغ 12 ضعفاً للأرباح قبل حسم الفوائد والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين، فبإمكان أرديان تحقيق مُعدل عائد داخلي بأرقام أحادية عالية.

وقد يرتفع الرقم ليُصبح من خانتين إذا عزز المُستثمرون الجُدد استثماراتهم، وقد يكون هناك حينها مجال لزيادة التدفقات النقدية لمطار هيثرو، وتُشير تحليلات «سيتي جروب» إلى أن المطار يؤدي أداءً أقل من المطلوب في إيرادات التجزئة مُقارنة بمطاري زيورخ وإيه دي بي (مطارات باريس سابقاً).

أخيراً، فإن هذه الأرقام التقريبية لا تأخذ في الحسبان احتمال إنشاء ممر ثالث في مطار هيثرو، وهو احتمال يبدو أكثر بُعداً يوماً بعد يوم. وعلى الرغم من ذلك، استطاعت فيروفيال في هذه المرحلة الحصول على سعر جيد مُقابل حصتها.

الأكثر مشاركة