وصلت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 2111.39 دولاراً، خلال تداولات أمس، قبل أن تتراجع بضغط من ارتفاع الدولار. وجاءت ارتفاعات أسعار الذهب بتزايد الرهانات على أن البنك المركزي الأمريكي قد يخفض أسعار الفائدة أوائل العام المقبل.
انخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.4 في المئة لاحقاً إلى 2062.80 دولاراً للأوقية في التداولات، وانخفضت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.4 في المئة إلى 2082.40 دولاراً.
ومن بين الأسباب الرئيسة وراء تراجع الذهب ارتفاع مؤشر الدولار 0.3 في المئة ما يجعل المعدن الأصفر أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى.
وفي وقت سابق من الجلسة الآسيوية، قفز الذهب اثنين في المئة تقريباً إلى مستوى قياسي بلغ 2111.39 دولاراً وسط تجدد التوقعات بخفض أسعار الفائدة بعد تعليقات رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي جيروم باول يوم الجمعة والذي قال إنه لا تفكير حالياً في خفض أسعار الفائدة.
ذروة الفائدة
وقال تيم وترر كبير محللي السوق في كيه. سي. إم تريد «بعد خطاب (باول)، أصبح المتداولون أكثر اقتناعاً بأننا عند ذروة أسعار الفائدة الأمريكية، وبذلك فإن المسار التالي من المرجح أن يكون هبوطياً وليس صعودياً».
وقال باول يوم الجمعة إن بنك الاحتياط الاتحادي لا يفكر في خفض أسعار الفائدة في الوقت الحالي. ويؤدي انخفاض أسعار الفائدة إلى تقليل تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر الذي لا يدر فائدة.
ومن الممكن أن تؤثر بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية يوم الجمعة أيضاً في توقعات أسعار الفائدة.
وحصل تهافت في الأسابيع الماضية على شراء الذهب الذي يشكل ملاذاً آمناً في ظل التوترات العالمية والإقليمية.
وتعزز هذا التوجه مع ورود سلسلة من البيانات تفيد بتباطؤ التضخم في أكتوبر في الولايات المتحدة، ما أثار توقعات بخفض الاحتياط الفدرالي معدلات الفائدة.
وانسحبت هذه التوقعات على الدولار أيضاً، ما جعل الذهب أقل تكلفة، وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة 1.3 في المئة إلى 25.13 دولاراً للأوقية، وانخفض البلاديوم 2.6 في المئة إلى 974.12 دولاراً، وهبط البلاتين 1.3 في المئة إلى 920.39 دولاراً.
ملاذ آمن
ويعتقد كثير من المستثمرين أن سوق الذهب تشهد حالياً نشاطاً محموماً، بعد أن لامست أسعار المعدن النفيس رقماً قياسياً في منتصف تعاملات أمس عندما سجلت الأونصة 2135.39 دولار. يعد الذهب ملاذاً آمناً، إذ إنه يميل إلى تحقيق أداء أفضل كلما زادت أحوال العالم اضطراباً.
ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 16 % تقريباً منذ أوائل أكتوبر، وهي زيادة أطلقت شرارتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في البداية، ومع ذلك، أصبحت منذ ذلك الوقت مدفوعة بالرهان على أن الاحتياطي الفيدرالي سوف يتحول إلى سياسة نقدية توسعية في أوائل العام المقبل، بحسب «بلومبرغ».
وفي أغسطس 2020، سجلت أسعار الذهب رقماً قياسياً بلغ 2075.47 دولاراً للأونصة، عندما تسبب وباء «كوفيد 19» في زيادة الطلب على سلع الملاذ الآمن. أما الزيادة الحالية في الأسعار، فترجع إلى تصاعد الأخطار الجيوسياسية ومراهنة المتعاملين بقوة على تخفيض أسعار الفائدة بداية من شهر مارس من العام المقبل.
أوضاع داعمة وقالت سوني كوماري، خبيرة أسواق السلع في مجموعة «إيه إن زي بانكينغ غروب»: أوضاع سوق الذهب حالياً تبدو داعمة لارتفاع أسعاره في 2024، مدفوعة بوجهة أسعار الفائدة عند الاحتياطي الفيدرالي وزيادة المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية.
تؤكد كوماري: «علاوة على ذلك، فإن مشتريات البنك المركزي من الذهب سوف تدعم أسعاره السنة المقبلة، وتستطيع تعويض أي ضعف في الطلب الحقيقي».
ارتفاع أسبوعي
وعلى صعيد تعاملات الأسبوع الماضي، حققت أسعار الذهب ارتفاعاً بنسبة 3.45 %، في ثالث مكسب أسبوعي على التوالي، وبأكبر مكسب أسبوعي منذ أوائل أكتوبر الماضي، بسبب تسارع مستويات الطلب على المعدن الثمين، حيث حققت أسعار الذهب يوم الجمعة ارتفاعاً بنسبة 1.8 %، في خامس مكسب يومي في غضون الستة أيام الأخيرة، بسبب تراجع دولار وهبوط عوائد الولايات المتحدة، بعد بيانات ضعيفة وتعليقات رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي جيروم باول.