بيوت المزادات تئن من تراجع الرسوم مع احتدام المنافسة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما إن تجد نفسك في إحدى صالات سوذبيز أو كريستيز، حتى تشعر بأنك انتقلت إلى عالم يفيض بالتفرد والخصوصية والثراء. ينطبق الأمر نفسه على العملاء، لكن قسوة الواقع المالي تضيق الخناق على بيوت المزادات نفسها، فالأنباء التي تتحدث عن أن البنوك تستمزج آراء عدد من المستثمرين بشأن دار سوذبيز للمزادات المملوكة للملياردير، باتريك دراهي، تثير تساؤلات حول مدى الربحية الفعلية لمثل هذه البيوت اللامعة البراقة.

لا يمكن إنكار أن سوق الأعمال الفنية يسجل نمواً واضحاً، مدفوعاً بزيادة الثروات، لكن المبيعات الرئيسية، والتي بلغت قيمتها 8 مليارات دولار لـ«سوذبيز» في عام 2022، ليست عائدات فعلية للدار، بل هي في واقع الأمر القيمة الإجمالية للقطع التي تم بيعها العام الماضي، فيما لا تحصل دور المزادات التي تلعب دور الوسيط سوى على رسوم.

ونظرياً يتم فرض رسوم تتراوح بين 15- 20 % من سعر البيع النهائي، وتقل الرسوم المطبقة حال كانت المجموعة المباعة كبيرة. كذلك، يفترض دفع البائعين لرسوم معينة.

لكن من الواضح أن الرسوم باتت تتآكل بفعل المنافسة الضارية، فللحيلولة دون تحول مجموعة من القطع المميزة إلى الجانب الآخر، حسبما تشير كل من كريستيز وسوذبيز إلى الآخر، قد لا تفرض الدار أي رسوم على البائعين، بل قد تتغاضى عن حصة من العلاوة المفروضة على المشتري.

وهكذا، فإن العمولات كحصة من مبيعات سوذبيز عانت بقوة، وذلك بالرجوع إلى الحسابات العامة المعلنة للعام 2020، وإلى الملفات المحولة إلى لوكسمبورج من جانب «بيدفير»، الشركة الأم لكل أنشطة أعمال دار سوذبيز. وتشير حسابات «ليكس»، إلى أن الرسوم تراجعت مما نسبته 15 % من المبيعات في العام 2017 إلى 13 % العام الماضي.

صحيح أن «سوذبيز» أضافت نحو 400 مليون دولار من عائدات عدد من الأنشطة الأخرى، وهو ما يرفع الإجمالي إلى 1.4 مليار دولار، لكن بعد حساب مدفوعات المقرات بمساحاتها الواسعة والموظفين بمظهرهم الباذخ إلى جانب تكاليف نقل المجموعات الفريدة حول العالم، لم يتبق للدار سوى 203 ملايين دولار أرباحاً تشغيلية، وهي أقل حتى من تكاليف الفوائد التي أعلنتها الشركة المالكة للدار حالياً.

والأسوأ من ذلك، أن العام الجاري قد يكون أكثر صعوبة، فالمبيعات المجمعة للنصف الأول لكل من «سوذبيز»، و«كريستيز» و«فيليبس»، شهدت تراجعاً بنسبة 18 %، استناداً لبيانات «آرت تاكتيك»، ولا يتوقع في المقابل أن تتراجع التكاليف هي الأخرى.

وهكذا، فإن نماذج أعمال دور المزادات لا تبدو قريبة بالمرة من فخامة تلك البسط التي تستخدمها، لكن ذلك لا يحتمل أن يبعد المشترين عن هذه الدور، فمثل هذه الأصول تعد أدوات للقوة الناعمة وبطاقة لدخول عالم من التفرد، وسيكون هناك دائماً من يزايدون في القاعة.

كلمات دالة:
  • FT
Email