تحسين فهم المسائل المالية مدخل لفوائد مجتمعية واسعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كما هو متوقع وسط كل هذا الحماس حول انخفاض معدل التضخم واتفاق مؤتمر الأطراف«كوب 28» في الإمارات، لم يحتل تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، الذي صدر منذ أيام، حول مستويات الثقافة المالية الدولية سوى القليل من العناوين الرئيسية. ومع ذلك، بالنسبة إلى معظم الناس، فإن مثل هذه المواضيع المتواضعة، على شاكلة فهمهم الشخصي للتضخم والفائدة والمخاطر المالية تحدث تأثيراً على صعيد الرفاهية الشخصية، لا تقل قوته عن أي خبر مهيمن عالمياً.

يكشف تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، الذي غطى 39 دولة، (ليس منها المملكة المتحدة التي لم تفصح عن السبب) بما في ذلك معظم أعضاء المنظمة ومجموعة صغيرة من دول مجموعة العشرين والدول النامية، بعض الحقائق المقلقة. فقد كانت نسبة البالغين الذين استوفوا معايير اعتبارهم ذوي ثقافة مالية 34 % فقط، في جميع أنحاء الدول المشاركة. وقد وقع واحد من كل ستة أشخاص تقريباً ضحية للاحتيال المالي. وأقل من نصفهم (41 % تحديداً) قالوا إن العملات المشفرة ليست وسيلة دفع قانونية.

وتأتي الدراسة لتؤكد الأبحاث السابقة التي عززت قرار فاينانشال تايمز لمحاولة فعل شيء حيال هذه المسألة قبل ثلاث سنوات. وفي سبتمبر عام 2021، وافق مجلس إدارة فاينانشال تايمز على إنشاء مؤسستها الخيرية: حملة محو الأمية المالية والإدماج المالي. كان هناك أولويتان لحملة محو الأمية المالية والإدماج المالي، الأولى هي الضغط على صناع السياسات لأخذ التعليم المالي بجدية أكبر، والثانية هي بذل قصارى جهدنا لتثقيف أكبر عدد ممكن من الأشخاص داخل النظام القائم. فهناك إدراك تام بأن تحسين فهم المسائل المالية سيكون له فوائد مجتمعية واسعة النطاق.

ويعتبر فهم الأساسيات المالية أمراً مفروغاً منه بالنسبة إلى الغالبية العظمى من قراء فاينانشال تايمز. ومن المهم تماماً أن ندرك الفجوة بين أولئك الذين يمتلكون فهماً مالياً والذين يفتقرون إليه. ولا تزال حملة محو الأمية المالية والإدماج المالي مؤسسة خيرية شابة (فقد أتممنا فقط عامين ونصف الشهر الماضي) لكننا طموحون للغاية. ونرغب في أن يكون التعليم المالي عنصراً إلزامياً في المناهج الدراسية في مدارس المملكة المتحدة وجميع أنحاء العالم.

وخلال العام الماضي، نعتقد أننا لعبنا دوراً فعالاً في إدراج الثقافة المالية في النقاش السياسي اليومي في المملكة المتحدة، جزئياً عبر العمل الصحافي القوي مثل فيلم ميراندا جرين، حول لماذا لدى البريطانيين مشكلة مع الرياضيات. وقد جعل نيكولاس ليونز، عمدة لندن السابق، هذا الموضوع جزءاً أساسياً من حملته الانتخابية، وأخيراً فتحت لجنة التعليم المختارة في مجلس العموم تحقيقاً حول هذا الموضوع. وإلى جانب تجارب الدروس في الفصول، أنتجت حملة محو الأمية المالية والإدماج المالي مقاطع فيديو قصيرة مشوقة عبر منصات التواصل الاجتماعي. وفي إطار عملنا مع البالغين، فقد ساعدنا النساء في التفكير في أولوياتهن المالية.

العام المقبل سيكون حاسماً بالنسبة لنا، حيث سنأخذ المناهج المالية التي اختبرناها مراراً وتكراراً في برامج تجريبية في جميع أنحاء المملكة المتحدة، لننشرها على مستوى البلاد. ونهدف إلى أن نكون بدأنا المرحلة التالية من تكييف هذه المواد وترتيب شراكات مع منظمات في بلدان أخرى حول العالم، بحلول نهاية العام. سينصب معظم التركيز في عام 2024 على برامجنا للمدارس الثانوية في المملكة المتحدة. لكننا سنكثف عملنا بشكلٍ جذري مع العمال ذوي الأجور المنخفضة، بالتعاون مع أرباب العمل والنقابات التي تمثلهم.

كلمات دالة:
  • FT
Email