المصارف المركزية نجحت في تخفيف التضخم وتقليل رفع أسعار الفائدة

10 أحداث اقتصادية هزت العالم في 2023

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد العام 2023 العديد من الأحداث الاقتصادية التي هزت العالم، أبرزها رفع أسعار الفائدة في مواجهة التضخم، وتجنب الاقتصادات العالمية السقوط في «فخ الركود» بنمو متواضع، وارتفاعات قياسية لمؤشرات الأسهم الأوروبية وانتعاش الأمريكية، وتوسع أعمال الذكاء الاصطناعي وضجة «تشات جي بي تي»، وأزمة انهيار المصارف العالمية وفوضى العملات المشفرة، وتغيير اسم «تويتر» إلى «إكس»، ومعظمها أحداث لفتت انتباه الحكومات والمستثمرين في سنة 2023. «البيان» ترصد أبرز 10 أحداث اقتصادية:

الفائدة والتضخم

حاولت المصارف المركزية العالمية مواجهة أزمة التضخم المندلعة منذ سنة 2021 بخروج الاقتصاد العالمي من جائحة كورونا، التي أدت إلى نقص الإمدادات وارتفاع الأسعار، إضافة إلى الحرب الروسية الأوكرانية، التي رفعت أسعار الطاقة والحبوب.

وبحلول نهاية سنة 2023، بدأ الاحتياط الفيدرالي والمصرف المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا التقاط أنفاسها، في محاولة لكتابة نهاية مسلسل رفع أسعار الفائدة خوفاً من الركود الاقتصادي الوشيك في سنة 2024.

ووصل التضخم في نهاية نوفمبر من سنة 2023 إلى مستويات قرب المستهدف، إذ وصل في أمريكا إلى 3.1% وفي الاتحاد الأوروبي إلى 2.4% وفي بريطانيا إلى 3.9% وفي ألمانيا 3.2%.

وفي الولايات المتحدة، أسعد صناع السياسات في بنك الاحتياط الفيدرالي مستثمري وول ستريت حينما أشاروا في اجتماعهم الأخير هذا العام في شهر ديسمبر إلى أن سنة 2024 ستكون على الأرجح عام خفض أسعار الفائدة، وليس رفع أسعار الفائدة. وتحدث بنك إنجلترا والمصرف المركزي الأوروبي بنبرة أكثر حذراً، في إشارة إلى أن التضخم سيظل، على الرغم من اتجاهه نحو الانخفاض، أعلى من هدفه، وتساءلت كريستين لاغارد، رئيسة المصرف المركزي الأوروبي «هل يجب أن نتنازل عن حذرنا؟ نحن نسأل أنفسنا هذا السؤال. لا، لا ينبغي لنا على الإطلاق أن نتنازل عن حذرنا».

الركود

ظل الركود يحوم فوق الأسواق طوال العام، ولكن المستثمرين لم يلحظوه في أي مكان تقريباً، وتم تجنبه في سنة 2023، وهو ما استفادت منه مؤشرات سوق الأسهم إلى حد كبير.

وفي الربع الثالث بلغ نمو الاقتصاد الأمريكي، وهو الأكبر في العالم، أكثر من 5% بمعدل سنوي، وفي أوروبا لم يكن الوضع واعداً، ولكن في الأرباع الثلاثة الأولى من سنة 2023 بلغ النمو في دول الاتحاد الأوروبي 0.2%، وفي منطقة اليورو 0.1%.

وترجع قوة الاقتصاد الأمريكي بشكل أساسي إلى قوة المستهلكين، الذين تجاهلوا حتى اليوم التضخم وارتفاع أسعار الفائدة على حد سواء، كما يقول فنسنت جوفينز من بنك «جيه بي مورغان».

الأسهم

بعد عام صعب في 2022 انتعشت أسواق الأسهم وسجل مؤشر «ام إس سي آي للعالم» مكاسب بنسبة 21% على مدار العام، مقارنة بخسائر تقرب من 20% في العام الماضي.

وفي أوروبا سجلت فرانكفورت وباريس ارتفاعاً مطلقاً جديداً، في حين سجلت ميلانو أعلى مستوياتها منذ سنة 2008، ومدريد منذ سنة 2018.

وفي آسيا وصلت طوكيو إلى أعلى مستوياتها منذ 30 عاماً، بينما في الولايات المتحدة انتعشت وعادت المؤشرات الرئيسة الثلاثة، لتقترب من ذروتها في سنة 2021.

«إعلان بلتشلي» لأمن الذكاء الاصطناعي

وشهدت قمة «سلامة الذكاء الاصطناعي» التي أقيمت في «بلتشلي بارك» في شمال غربي لندن، بحضور دولي كبير توقيع 28 دولة «إعلان بلتشلي» لضمان التطوير والاستخدام الآمن لتقنيات الذكاء الاصطناعي، واتفقت كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين التي تحضر القمة، على التعاون من أجل ضمان الاستخدام الآمن لتقنيات الذكاء الاصطناعي ونشره بطريقة آمنة ومسؤولة؛ نظراً للأخطار الكارثية المحتملة والعواقب غير المقصودة التي قد تشكلها هذه التكنولوجيا على البشرية، ويُعدّ هذا الإعلان خطوة جديدة نحو تعزيز التعاون بين مختلف الأطراف المعنية بتطوير واستخدام التقنيات الحديثة، ويدعو إلى مشاركة وتقديم الشفَافَة والمساءلة في مجال الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على أهمية العمل المشترك لتحقيق المصلحة العامة وتقليل الأخطار إلى الحد الأدنى.

«تشات جي بي تي»

دخل الذكاء الاصطناعي الوعي العام هذا العام، ولكن على الرغم من قدرة هذه التكنولوجيا المبهرة على استرجاع المعلومات أو إنتاج نصوص قابلة للقراءة، فإنها لم تضاهِ بعد الخيال العلمي في أذهان الناس عن الآلات الشبيهة بالبشر.

وكان «تشات جي بي تي» العامل الذي حفز عاماً من ضجة الذكاء الاصطناعي، فقد منح برنامج المحادثة الآلي العالم لمحة عن التقدم في علوم الحاسبات، وحتى إن لم يتعلم الجميع كيفية عمله أو كيفية الاستفادة منه بأفضل وجه.

وتصاعدت المخاوف حينما هددت هذه المجموعة الجديدة من أدوات الذكاء الاصطناعي سبل عيش الكتاب أو الرسامين أو العازفين أو المبرمجين. وساعدت قدرة الذكاء الاصطناعي على إنتاج محتوى أصيل على تأجيج الإضرابات التي قام بها كتاب وممثلو هوليوود، ودعاوى قانونية أقامها المؤلفون أصحاب الكتب الأكثر مبيعاً.

وبحلول نهاية العام، انتقلت أزمات الذكاء الاصطناعي إلى شركة أوبن إيه آي، مبتكرة تشات جي بي تي، وإلى غرفة اجتماعات في بلجيكا، حيث خرج قادة الاتحاد الأوروبي بعد أيام من المحادثات للتوصل إلى اتفاق ضمانات قانونية رئيسة للذكاء الاصطناعي.

فوضى العملات المشفرة

على الرغم من أنه كان عاماً مملوءاً بالأحداث، مع انهيار بورصة «إف تي اكس» وإقرار تشنغ بنغ تشاو مؤسس «بينانس» بتهم غسل الأموال، فإن عملة «بتكوين» قفزت أكثر من 160% هذا العام ما رفع قيمتها السوقية بنحو 530 مليار دولار.

ودانت هيئة محلفين سام بانكمان فرايد، المؤسس والرئيس التنفيذي السابق لبورصة العملات المشفرة إف تي إكس، بتهمة الاحتيال عبر الإنترنت وست تهم أخرى. وبعد أسابيع، وافق مؤسس منصة بينانس، تشنغ بنغ تشاو، على الإقرار بالذنب في تهم غسل الأموال في إطار تسوية بين السلطات الأمريكية والبورصة، ومن بين شركات العملات المشفرة الأخرى ذات الوزن الثقيل التي واجهت مشكلات قانونية كانت شركات كوين بيز وجيمني وجنسيس.

وقفزت شركتا تعدين بتكوين «ماراثون ديجيتال هولدينغز» و«رايت بلاتفورمز»، و«كوين بيس غلوبال»، أكبر بورصة عملات مشفرة في الولايات المتحدة، و«مايكرو استراتيجي»، وهي شركة البرمجيات التي تحولت إلى مستثمر في «بتكوين»، جميعاً مع تعافي أسواق العملات المشفرة، كما نجت مكاسب «كوين بيس» التي بلغت 400% تقريباً من دعوى قضائية رفعتها لجنة الأوراق المالية والبورصات بزعم تشغيل منصة غير مسجلة، وهو اتهام ترفضه الشركة، أما مشتقات «بتكوين» فقد شهدت طفرة في النشاط في سنة 2023، وتجاوزت الفائدة المفتوحة لخيارات «بتكوين» في «ديربيت» - أكبر بورصة لخيارات العملات المشفرة - 16 مليار دولار أول مرة في ديسمبر، بحسب «سي سي داتا»، ووصلت الفائدة المفتوحة لعقود «بتكوين» المستقبلية أيضاً لمستويات تاريخية في «سي إم إي غروب»، التي تتنافس مع «بينانس» لتكون السوق الأول لهذه الأدوات.

إفلاس المصارف

تعرضت المصارف الأمريكية لهزة هي الكبرى منذ الأزمة المالية العالمية في سنة 2008 بالربع الأول من العام الحالي، إذ تسبب ارتفاع أسعار الفائدة وسياسة التشديد النقدي في إحداث اضطرابات في القطاع المصرفي.

وبدأت الأزمة مع انهيار بنك «سيليكون فالي» في العاشر من مارس الماضي وتلاه انهيار ثلاثة مصارف أخرى وهي «سيغنتشر» و«سيلفر غيت» و«فيرست ريبابلك»، كما طالت ارتدادات هذه الحمى القارة الأوروبية لينتج عنها بيع مصرف «كريدي سويس» السويسري إلى بنك الاستثمار السويسري «يو بي إس».

ومنذ انهيار بنك سيليكون فالي في الولايات المتحدة في العاشر من مارس من سنة 2023، تخوف المستثمرون من وصول هذه العدوى إلى المصارف في أنحاء العالم، وأدى ذلك إلى بيع أسهم في مصارف في جميع بلدان العالم، ومن بينها كريدي سويس، غير أن الأزمة على مصرف كريدي سويس قد اشتدت حينما أعلن البنك الأهلي السعودي، أنه لا يفكر في زيادة استثماراته في المصرف السويسري بسبب القواعد التنظيمية، ويمتلك البنك الأهلي السعودي نحو 9.9 في المئة من الأسهم في كريدي سويس، وكانت قيمة أصول «بنك وادي السيليكون» تبلغ 209 مليارات دولار، أما ودائعه فبلغت 175.4 مليار دولار، وأعلن إفلاسه في 10 مارس من سنة 2023.

وداعاً للطائر

قبل أكثر من عام بقليل، دخل إيلون ماسك المقر الرئيس لشركة تويتر في سان فرانسيسكو، وقام بإقالة الرئيس التنفيذي للشركة وغيره من كبار المسؤولين التنفيذيين، وبدأ تحويل منصة التواصل الاجتماعي إلى ما يعرف باسم إكس.

ومنذ ذلك الحين، تعرضت الشركة لوابل من مزاعم المعلومات المضللة، وتكبدت خسائر إعلانية كبيرة، وعانت تراجع عدد مستخدميها. وبعد يوم واحد على إطلاق منصة «تويتر» شعارها الجديد «إكس»، كشف إيلون ماسك عن السبب وراء هذه الخطوة التي تستهدف تحويل منصة التواصل الاجتماعي إلى موقع شامل للاتصالات والمعاملات المالية، لتصبح ما يصفه ماسك بأنه «تطبيق كل شيء».

وقال ماسك: «في الأشهر المقبلة، سيتيح تويتر إمكان إدارة مجمل عالمكم المالي، ثم لم يعد لاسم تويتر معنى في هذا السياق، ولذا علينا أن نقول وداعاً للطائر».

توترات البحر الأحمر

ورفضت سنة 2023 أن تمر مرور الكرام على شركات الشحن، فأدت الموجة الأخيرة من الهجمات التي شنها الحوثيون على السفن التي تعبر طريق الشحن الرئيس إلى البحر الأحمر إلى تجنب العديد من شركات الشحن الكبرى العبور في هذا الممر المائي، ويعني هذا القرار الذي اتخذته أكبر 5 شركات حاويات في العالم، والتي تبلغ قدرتها 65% من السعة العالمية، بتعليق العبور في الممر المائي، ارتفاعاً في تكاليف الشحن وجداول تسليم زمنية أطول.

استقالات

شهدت السنة الجارية 2023 أرقاماً قياسية في ما يتعلق بمعدلات ترك الرؤساء التنفيذيين الأمريكيين مناصبهم، لأسباب مختلفة.

ووجد استطلاع حديث أن أكثر من 1500 رئيس تنفيذي تركوا مناصبهم حتى الآن في سنة 2023 في الولايات المتحدة، وهو ما يمثل أكبر عدد من المغادرين منذ أن بدأت شركة Challenger تتبع البيانات في سنة 2002.

وأقيل سام ألتمان، الوجه البارز في سيليكون فالي، من منصبه كرئيس لشركة «أوبن إيه آي» التي أطلقت منصة الذكاء الاصطناعي التوليدي «تشات جي بي تي» قبل عام، بعد انتقاده من مجلس الإدارة بأنه لم يكن «صريحا» معه، قبل أن يعود إلى منصبه مجدداً بضغط من المستثمرين بقيادة مايكروسوفت.

وثمة أربعة أسباب على الأقل وراء ارتفاع معدل دوران الرؤساء التنفيذيين في الأشهر القليلة الماضية، وهي: تأخير تقاعد الرئيس التنفيذي، وإرهاق الرئيس التنفيذي، والمخاوف في شأن ضعف أداء الرئيس التنفيذي، ثم أخيراً الرؤساء التنفيذيون ذوو الأداء العالي الذين يغتنمون هذه الفرصة للارتقاء إلى مستوى أكثر جاذبية، بحسب تقرير لـ«سي إن بي سي».

وأشار التقرير إلى أنه في أوقات التقلبات غير المتوقعة مثل جائحة (كوفيد 19)، عادة ما تحتفظ الشركات برؤسائها التنفيذيين للمساعدة على التغلب على تلك الأوقات. ومع ذلك، حينما تعود البيئة الاقتصادية إلى طبيعتها بعد ذلك، ثم تعود شهية مجلس الإدارة للمخاطرة، من هنا يبدأ البحث عن قيادة جديدة.

وبالنسبة للرؤساء التنفيذيين، فإن الضغط الناتج عن رئاسة الشركة في أثناء الوباء يتفاقم بسبب الرياح المعاكسة الناجمة عن التوترات الجيوسياسية المتزايدة، واستمرار التضخم واحتمال الركود.

Email