«الأسهم الخاصة» تتجه لجمع الأموال في الأسواق الصعبة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعمل شركات الأسهم الخاصة بجمع الأموال بشكل متزايد على شراء شركات فردية على أساس كل صفقة على حدة، في إطار كفاحها مع تراجع السوق، وبحث المستثمرين في طرق لخفض رسوم الإدارة.

وضخ المستثمرون في استثمارات «كل صفقة على حدة» رقماً قياسياً بلغ 31 مليار دولار العام الماضي، وفقاً لبيانات أصدرتها شركة استشارات الأسهم الخاصة «ترياجو»، وهو رقم يتحدى الركود الأوسع نطاقاً في عقد الصفقات وجمع الأموال في هذه الصناعة. ويتجاوز هذا الرقم خمسة أضعاف المبلغ الذي تم جمعه واستثماره عام 2019، وقد استحوذت شركات الأسهم الخاصة بهذا النوع من الصفقات على أكثر من 700 شركة العام الماضي، وهو أكثر من ضعف كل صفقات الاستحواذ التي تمت خلال السنوات الخمس السابقة.

وكشف مطلعون على التفاصيل أن بين من يدرسون القيام بهذه الصفقات أو عرضوا القيام بها، بعض من أكبر الأسماء في عالم التمويل، بما في ذلك صندوق التحوّط «إليوت» وشركة الاستثمار الأمريكية العملاقة «هاملتون لين»، إضافة إلى شركة الائتمان الأوروبية «هايفين».

وقال ويليام كليج، شريك في شركة كولمار كابيتال الاستشارية للأسهم الخاصة «يكاد يكون من النادر إجراء محادثة مع المستثمرين ولا يكونون منفتحين أو متطلعين للقيام باستثمار من نوع كل صفقة على حدة»، «وهذا يشمل الجميع، من شركات التأمين إلى المكاتب العائلية الراقية وصولاً إلى صناديق الثروة السيادية».

والإجراءات التقليدية هي أن تقوم شركات الأسهم الخاصة بجمع أموال من مستثمرين وحجزها في صناديق استثمارية لأكثر من عقد، وتستخدم هذه الأموال لشراء محفظة شركات، وتتقاضى شركات الأسهم الخاصة رسوم إدارة تراوح بين 1.5 و2%. كما تأخذ 20 % من الأرباح عند بيع المحفظة الاستثمارية.

ويتيح هذا الهيكل الاستثماري للمديرين التنفيذيين في هذه شركات الأسهم الخاصة تحقيق أرباح جيدة حتى لو لم يحققوا عوائد كبيرة على استثمارات عملائهم.

على أية حال، بعد ازدهار هذه الصناعة لعقد كامل، تكافح شركات الأسهم الخاصة لتتمكن من بيع محافظها الاستثمارية، وإقناع المستثمرين بحجز الأموال لفترات طويلة مع فرض رسوم إدارة عالية. وجمعت هذه الصناعة 803 مليارات دولار العام الماضي، بما في ذلك رأس المال المغامر، وهو أقل مستوى منذ عام 2017. كما يواجه صناع الصفقات صعوبة في العثور على صفقات جديدة جذابة في بيئة ذات أسعار فائدة مرتفعة، ما يجعلهم يملكون 4 تريليونات دولار من «البارود الجاف» أو أموال العملاء غير المستثمرة.

ويمكن أن يكون بيع نهج كل صفقة على حدة أسهل في إقناع المستثمرين فهو غالباً ما يعني رسوم إدارة أقل وأكثر تخصيصاً، رغم أن صانعي الصفقات يمكنهم المطالبة بنسبة أكبر من الأرباح عند بيع الاستثمار. إلا أن المستثمرين يعرفون أيضاً كيف يتم إنفاق أموالهم منذ بداية العملية.

وقالت سونينا سينها هالديا، رئيس قسم رأس المال الخاص في رايموند جيمس «يفضل المستثمرون المؤسسيون الاستثمار في كل صفقة على حدة لأنها تمنحهم الفرصة لاختيار الشركات المفضلة لديهم، كما أن هذه الصفقات عادة ما تكون مصحوبة برسوم أقل من الاستثمار في الصناديق التقليدية».

ويمكن أيضاً توظيف أموال المستثمرين واستعادتها بشكل أسرع من الصناديق المجمعة التقليدية، وهو أمر مهم بشكل خاص في سوق أبطأ، تجني فيه الشركات رسوماً على كميات هائلة من الأموال غير المستثمرة.

وقال مات سوين، الرئيس التنفيذي لشركة ترياجو «يملك العديد من الشركاء مبالغ غير مستثمرة»، وأضاف «لن يبقى فريق إدارة كل صفقة على حدة محتفظاً بأمواله دون استثمار، وهو أمر مهم في هذا المناخ».

وتسعى بنوك الاستثمار إلى المشاركة في هذه الأعمال. وفي ديسمبر الماضي، أعلنت شركة «هوليهان لوكي»، ومقرها كاليفورنيا، عن صفقة لشراء شركة «ترياجو».

وزادت صعوبة سوق جمع التمويلات جاذبية الاستثمار على أساس كل صفقة على حدة بالنسبة للمديرين التنفيذيين الذين يرغبون في تأسيس أعمالهم الخاصة.

وقال آندي لوند، الشريك الرئيسي لمجموعة صناديق الاستثمار الخاصة في «هوليهان لوكي» إن «السوق الرئيسي لجمع التمويلات كان صعباً على الجميع، بما في ذلك العلامات التجارية المعروفة، وكان مغلقاً تقريباً أمام صناديق الاستثمار التي تبدأ للمرة الأولى»، وأضاف «لكن كان هناك نشاط أكبر بكثير على صعيد كل صفقة على حدة».

وبالنسبة لصانعي الصفقات الذين بدؤوا العمل بمفردهم، يمكن أن يساعدهم الاستثمار في كل صفقة على حدة في بناء سجل وعلاقات مع مستثمرين محتملين للاستفادة منها إذا أرادوا جمع تمويل في المستقبل.

كلمات دالة:
  • FT
Email