تناقضات كثيرة بشأن المخاطر المناخية في رسالة لوارين بافيت

في رسالته الأخيرة إلى المساهمين، قال وارين بافيت إن شركته، بيركشاير هاثاواي، نظراً لحجمها ونضجها، يجب أن «تعمل مع أخطار أقل كثيراً لفقدان دائم لرأس المال» وبعد بضع صفحات، بدا وكأن «عراب أوماها» - كما يلقب بافيت- يناقض نفسه.

وتعد شركة بيركشاير هاثاواي إنرجي، واحدة من أكبر شركات مرافق الطاقة في أمريكا، وقد أشار بافيت إلى أن شركات البنية التحتية هذه تدار في أغلب الأحيان باعتبارها احتكارات طبيعية، حيث تكون العوائد على الأسهم إلزامية من قبل الهيئات التنظيمية بالولايات.

ويتيح هذا النظام للمرافق إجراء استثمارات آمنة وطويلة الأجل ومكلفة لتوليد الكهرباء والغاز، وكذلك معدات النقل.. إنه أمر ثابت وروتيني قدر الإمكان.

والآن، تواجه شركة باسيفيكورب التابعة لشركة بيركشاير، في أسوأ الأحوال، مطالبات بعشرات المليارات من الدولارات، كمسؤولية مدنية عن الدور المزعوم الذي لعبته معداتها في التسبب في عدة حرائق هائلة اندلعت في كاليفورنيا وأوريغون في السنوات الأخيرة، بعد صواعق البرق. وحتى مع ارتفاع إجمالي الأرباح التشغيلية لشركة بيركشاير في عام 2023، انخفضت أرباح وحدة الطاقة لديها بأكثر من 40 %، والتي تضمنت ما يقرب من ملياري دولار من «الخسائر المحتملة المقدرة بسبب حرائق الغابات».

وقد ألمح بافيت بشكل مقلق إلى نوع من الإنقاذ أو الإغاثة من جانب الجهات التنظيمية، مشيراً إلى المعضلة التي تتمثل في حاجة أمريكا المتزايدة إلى المزيد من الطاقة، فيما يمكن أن تؤدي المسؤولية المترتبة عن تغير المناخ إلى تقليص الاستثمارات الضرورية.

ولحسن الحظ، كان 2023 عاماً هادئاً نسبياً بالنسبة للأعاصير، وقد ساعد ذلك في تخفيف أي خسائر فادحة لشركة بيركشاير المهمة في قطاع تأمين الممتلكات والمسؤولية. وقفزت الأرباح هنا، لكن حتى مع استفادة شركات التأمين من رفع أقساط التأمين بشكل حاد، فإن زيادة العواصف الرعدية (الشديدة) أو الأعاصير، تجعل التأمين قطاعاً آخر يواجه أخطاراً مناخية يومية.

في الرسالة نفسها، تباهى بافيت بحصته في شركة أوكسيدنتال بتروليوم، وهي حصة يتوقع الاحتفاظ بها «إلى أجل غير مسمى». وكتب أن التنقيب عن النفط والغاز ضروري لاستقلال الطاقة في أمريكا، ولم يتم الاعتراف بالدور الذي يلعبه التنقيب عن النفط والغاز، واستهلاكهما بسبب أزمة المناخ، وكذلك المخاطر التي تنشأ عنها.

وقد واجهت شركتان أمريكيتان للمرافق في الغرب، وهما «بي جي آند إيه» و«هاواي إلكتريك»، ضائقة مالية حادة، بسبب التزامات حرائق الغابات في السنوات الأخيرة. وتقدمت شركة «بي جي آند إيه» بطلب للإفلاس، وقد تضطر شركة هاواي إلكتريك في النهاية أن تفعل الشيء نفسه، من أجل تسوية فعالة للمطالبات.

وسيكون الأمر استثنائياً، إذا أجبرت بيركشاير هاثاواي للطاقة على القيام بمناورة مماثلة، وحذر بافيت من أن تكاليف تغير المناخ على شركات المرافق، مثل شركته، قد تكون ضخمة وغير مؤكدة، لدرجة أن الحكومات بدلاً من الاكتفاء بتنظيم شركات القطاع الخاص، قد تجبر على أن تصبح شركات عاملة بنفسها من أجل ملء الفراغ.

لطالما كان لدى مستثمر نبراسكا نظرة متفائلة للولايات المتحدة، وبالتالي، لقوته الاقتصادية. وعلى الرغم من التناقضات، ينبغي التعامل مع قلقه حيال العواصف المناخية كعلامة تحذير.