ندرة شركات «يونيكورن» تقودها نساء تظهر الحاجة للتغيير

ت + ت - الحجم الطبيعي

في وقت سابق من هذا العام، أصدرت رائدة رأس المال المخاطر إيلين لي، التي ابتكرت مصطلح شركات اليونيكورن للإشارة إلى الشركات الناشئة المملوكة للقطاع الخاص، التي تقدر قيمتها بمليار دولار أو أكثر، تقريراً يعكس التغييرات التي حدثت خلال العقد الماضي منذ إطلاق هذا المصطلح.

لقد تغير الكثير بالتأكيد، فقد ارتفع عدد شركات «اليونيكورن» في الولايات المتحدة من 39 إلى 532 خلال العقد الماضي، بينما وصلت إحدى الشركات الناشئة البارزة «ميتا» إلى قيمة سوقية تبلغ 1.3 تريليون دولار، لكنْ هناك شيء واحد لم يتغير، كما تقول لي، وهو: قلة عدد النساء المؤسسات لمثل هذه الشركات.

كان هناك بعض التحسن البطيء، ولكن بمستويات منخفضة، حيث إن 14 % من شركات «اليونيكورن» لديها مؤسس مشارك من الإناث، ارتفاعاً من 5 % قبل عقد من الزمان، و5 % فقط لديها رئيسة تنفيذية مؤسسة، ارتفاعاً من العدم خلال الفترة نفسها.

وكما تشير لي، وهي نفسها مؤسسة شركة رأس المال المخاطر «كاوبوي فنشرز» ومقرها بالو ألتو: فإن «عدد المؤسسين الذين يحملون أسماء مايكل وديفيد وأندرو يفوق عدد الرؤساء التنفيذيين من النساء في شركات اليونيكورن». وينعكس هذا الخلل في تدفقات الاستثمار، فوفقاً لمزودة البيانات بيتش بوك، انخفضت حصة التمويل للشركات التي أسستها نساء فقط من 2.5 % من إجمالي تمويل المشاريع الاستثمارية في عام 2013 إلى 2 % العام الماضي.

وكانت الصورة أفضل بالنسبة للشركات التي لديها مؤسسة مشاركة واحدة على الأقل، فقد ارتفعت حصتها من صفقات تمويل رأس المال المخاطر من حيث القيمة من 16 % في عام 2013 إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في العام الماضي بنسبة 27.8 %، ومع ذلك فقد تأثر هذا الرقم جزئياً بسبب جمع التبرعات الضخمة البالغة 10 مليارات دولار لشركة «أوبن إيه أي» التي كان لديها مؤسستان مشاركتان، وباستبعاد شركة سام ألتمان، انخفضت الحصة إلى 22.8 %.

ثمّة عامل قوي وراء اختلال التوازن، حيث يمثل الرجال 85 % من محرري شيكات استثمارات رأس المال المخاطر، وفقاً لمجموعة «أول رييز أند كرانشبيز». تشير هيذر جيتس من شركة «ديلويت أند توش» إلى أنه من بين شركاء الاستثمار، تقل احتمالية تمثيل النساء لشركات رأس المال المخاطر الخاصة بهن في مجالس إدارة الشركات الاستثمارية، أو أن يكن عضوات في لجنة الاستثمار بالشركة. ومن الممكن أن يؤدي الافتقار إلى التمثيل النسائي إلى تحيزات واضحة، وتقول أليسون جرينبيرج، المؤسسة المشاركة لشركة روث هيلث، وهي شركة افتراضية تقدم خدمات رعاية الأمومة، إن أحد المستثمرين الذكور أخبرها ذات مرة أن «الحمل سوق خاص للغاية» وقرر عدم الاستثمار.

ومثل هذه القرارات قد تمثل فرصة ضائعة، فقد وجدت دراسة حديثة أجرتها مجموعة بوسطن الاستشارية وشملت 350 شركة ناشئة أن الشركات التي أسستها نساء تحقق في نهاية المطاف إيرادات أعلى، أكثر من الضعف لكل دولار مستثمر، مقارنة بالشركات التي أسسها رجال، لكن المؤسسات من النساء يصرفن الأموال بوتيرة أبطأ ويخرجن من السوق بشكل أسرع وبمعدل أعلى من المؤسسين الرجال، وفقاً لشركة بيتش بوك.

وطرح استطلاع مجموعة بوسطن الاستشارية بعض الأفكار حول أسباب النقص في تمويل رائدات الأعمال، حيث تقول الدراسة: «أولاً، تواجه المؤسسات من النساء وعروضهن التقديمية تحديات ورفضاً أكثر من الرجال». وعلى سبيل المثال، قالت المزيد من النساء إنه يُطلب منهن خلال عروضهن التقديمية إثبات فهمهن للمعرفة التقنية الأساسية، وغالباً ما يفترض المستثمرون ببساطة أن المؤسسات من النساء لا يمتلكن تلك المعرفة. وتضيف مجموعة بوسطن أنه إذا أدلى أحد الممولين المحتملين بتعليقات سلبية حول جوانب من عرض المرأة، فمن المرجح أن تقبلها كتعليقات مشروعة بدلاً من احتمالية الاعتراض عليها أكثر من الرجل.

وتشير المجموعة إلى أن مؤسسي الشركات الرجال أكثر عرضة لتقديم توقعات وافتراضات جريئة في عروضهم: «أخبرنا أحد المستثمرين أن الرجال غالباً ما يبالغون في الترويج ويبيعون أكثر»، وعلى النقيض من ذلك، تكون النساء عموماً أكثر تحفظاً في توقعاتهن وقد يطلبن أقل من الرجال. وقال أحد المستثمرين: «بشكل عام، غالباً ما تطرح النساء أفكاراً لديهن خبرة بها»، «وهذا يكون أقل مصداقية مع الرجال».

والعديد من المستثمرين الذكور ليس لديهم سوى القليل من المعرفة بالمنتجات والخدمات التي تقوم الشركات التي أسستها النساء بتسويقها لنساء أخريات. وقالت أندريا تورنر موفيت، مؤسسة شركة فيوتشر هايتس فينشرز والمؤسسة المشاركة لشركة أخرى لرأس المال المخاطر «بلام ألي»: «إن هذا يمثل فرصة للمراجحة»، أحد الأمثلة على ذلك هو الرعاية الصحية للمرأة «فأقل من 2 % من تمويل رأس المال المخاطر يذهب إلى صحة المرأة». وحسبما يقول قال نسيم السياني، المؤسس المشارك لشركة إيميلين فنتشرز: «هناك عدم انسجام».

كما تقول أليسون بوم جيتس، الشريك العام في شركة «سيمبيرفيرنس فينشر كابيتال»، إن الشركات التي تركز على المستهلك تميل أيضاً إلى أن يكون لديها مسار أفضل للمؤسسات من النساء اللائي يمكنهن الاستفادة بسهولة من تجربة المستهلك.

وأحد مصادر الأمل لرائدات الأعمال هو زيادة تمثيل المرأة في شركات رأس مال المخاطر، حيث تقول جيتس من شركة ديلويت إن 35 % من المناصب الاستثمارية على مستوى المبتدئين كانت من النساء في عام 2022، ارتفاعاً من 25 % في عام 2016. ومع ترقيهن في المناصب، قد يصبحن أكثر ميلاً إلى دعم شركات «اليونيكورن» التي تقودها نساء في المستقبل.

كلمات دالة:
  • FT
Email