صناعة السيارات الذكية تجذب مصنّعي الهواتف الصينية مع انسحاب «أبل»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تمتلك شركات مثل شاومي مجموعة واسعة من التقنيات التي يمكن أن تساعد في السباق على تطوير سيارات ذكية.

ربما تكون شركة «أبل» قد أوقفت جهودها لتطوير سيارة كهربائية، لكن شركة تصنيع الهواتف الذكية الصينية «شاومي»، تسرع في ذلك المجال، وحتى مع سيطرة شركتي «تسلا» و«بي واي دي» على السوق المحلية، فإن كونها شركة مصنعة للهواتف الذكية، يمنحها القدرة على اقتطاع مساحة في سوق السيارات الكهربائية المشبعة في الصين.

وارتفعت أسهم شاومي بنسبة 12 % الثلاثاء الماضي، بعد أن أعلنت أنها ستبدأ هذا الشهر في بيع سياراتها الكهربائية «إس يو 7»، التي طال انتظارها. وأنفقت الشركة أكثر من 10 مليارات ين (1.4 مليار دولار)، وأكثر من 3 سنوات لتطوير هذه السيارة.

وخلال تلك السنوات الثلاث، استحوذت «بي واي دي» الصينية على السوق المحلي بنسبة تجاوزت ثلث القطاع. وانتهى نظام تعويضات الحكومة السخية عن شراء السيارات الكهربائية عام 2022. وفي العام الماضي، اشتدت حرب الأسعار بين الشركات المحلية وشركة «تسلا»، ما وضع ضغطاً على هوامش الربح.

في الوقت نفسه، ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية التي تعمل بالبطاريات بنسبة 18.2% في الشهرين الأولين من العام، وهو معدل أبطأ من نسبة 21% للعام بكامله في العام الماضي، وفقاً لبيانات من الجمعية الصينية لمصنعي السيارات.

ورغم التحديات المتزايدة، فإن سيارة «إس يو 7» من شركة شاومي، لديها العديد من العوامل المميزة. أحد هذه العوامل، هو شراكتها مع مجموعة بكين للسيارات المملوكة للدولة، لإنتاج السيارات الكهربائية، ما يمنحها ميزة في التصنيع. والثاني هو الأداء، إذ يمكن لسيارة «إس يو 7»، أن تنطلق من 0 إلى 100 كيلومتر في الساعة في 2.8 ثانية، ويبلغ مداها 800 كيلومتر. على أية حال، تأتي ميزتها الأكبر من قدرتها على الوصول إلى التكنولوجيا الذكية، والقدرة على دمج السيارة مع هواتفها الذكية، والإلكترونيات الأخرى في محفظتها.

وحتى الآن، يركّز صناع السيارات الكهربائية المحليون، إما على السيارات الكهربائية ذات الأسعار الجيدة في السوق الرئيسة، أو على الشرائح عالية الجودة، من خلال طرح سيارات رياضية فائقة الأداء، أو سيارات دفع رباعي فاخرة كاملة الحجم، وبالتالي، ثمّة فرصة لتبوؤ مكانة مربحة، عبر إضافة ميزات جديدة للمركبات الكهربائية، باستخدام البرامج والوظائف الذكية. ويمتلك صناع الهواتف الذكية، الذين يمتلكون مجموعة واسعة من التقنيات، مثل الكاميرات وأجهزة الاستشعار والاتصال عبر الأقمار الصناعية، ميزة في سباق صناعة السيارات الذكية. على سبيل المثال، تمتلك شاومي تقنية قيادة ذاتية خاصة بها، تستخدم خوارزميات الإدراك والكاميرات عالية الدقة والرادارات فوق الصوتية، لتحسين الرؤية ودقة القيادة وتجنب الاصطدامات.

كما أطلقت شركة الهواتف الذكية «هواوي» أيضاً، سيارة «أيتو إم 9»، بسعر يقارب 66 ألفاً و500 دولار، أواخر العام الماضي.

ارتفعت أسهم شركة شاومي بنسبة 30% تقريباً خلال العام الماضي، وتتداول بمعدل 20 مرة ضعف الأرباح الآجلة، وهو أعلى من كل منافسيها في مجال الهواتف الذكية والسيارات الكهربائية، ويعكس ذلك توقعات النمو لأعمالها في السيارات الكهربائية.

يجدر بشركة شاومي استغلال الولاء لعلامتها التجارية لدى الملايين من مستخدمي الهواتف الذكية، للتغلب على دخولها المتأخر في سوق السيارات الكهربائية.

كلمات دالة:
  • FT
Email