عيّنت «مايكروسوفت»، «مصطفى سليمان»، المؤسس المشارك لشركة «ديب مايند- DeepMind» التابعة لـ «غوغل»، مديراً لوحدة جديدة للذكاء الاصطناعي للمستهلكين.

وسليمان رائد أعمال بريطاني، شارك في تأسيس شركة ديب مايند في لندن عام 2010، سيكون تحت إشراف الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت، ساتيا ناديلا، وسيقوم بإطلاق قسم جديد في مايكروسوفت، يجمع منتجات موجهة للمستهلكين، بما في ذلك «مايكروسوفت كوبيلوت»، و«بينغ»، وإيدج»، و«جين إيه آي»، تحت فريق واحد يُسمى «مايكروسوفت إيه آي»، حسب ما أعلنت شركة مايكروسوفت.وتعد هذه أحدث خطوات مايكروسوفت للاستفادة من الطفرة في الذكاء الاصطناعي التوليدي، بعد أن استثمرت 13 مليار دولار في «أوبن إيه آي»، الشركة المصنعة لـ «تشات جي بي تي»، ودمجت تقنيتها سريعاً في منتجات مايكروسوفت.

وبفضل استثمارها في «أوبن إيه آي»، أصبحت مايكروسوفت رائدة في سباق وادي السيليكون لنشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي، تاركة منافستها الأكبر، غوغل، تكافح للحاق بالركب، كما استثمرت مايكروسوفت في شركات ناشئة أخرى في الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك شركة التطوير التكنولوجي ميسترال الفرنسية.

وبدأت مايكروسوفت في إدراج مساعد الذكاء الاصطناعي في منتجاتها، مثل: نظام التشغيل ويندوز وبرامج أوفيس وأدوات الأمن السيبراني. وستعمل وحدة سليمان على مشروعات تشمل دمج نسخة الذكاء الاصطناعي «كوبيلوت» في نظام تشغيل ويندوز الخاص بها، وتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في محرك بحث بينج.

وفي بيان لشركة مايكروسوفت، قال ناديلا «أعرف مصطفى منذ عدة سنوات، وأعجبت به كثيراً كمؤسس لشركتي ديب مايند وإنفليكشن، وبصفته رائداً ومبتكراً للمنتجات، ومؤسساً للفرق الرائدة التي تسعى إلى تحقيق مهام جريئة».

واستحوذت غوغل على شركة ديب مايند عام 2014، مقابل 500 مليون دولار، ما يعتبر أولى المغامرات الكبرى التي قامت بها شركة تقنية عملاقة على مختبر ناشئ للذكاء الاصطناعي.

وواجهت الشركة جدلاً بعد بضع سنوات، بشأن بعض مشاريعها، بما في ذلك عملها في قطاع الرعاية الصحية في المملكة المتحدة، والذي وجدت هيئة حكومية رقابية أنه قد مُنح حقاً غير مناسب للوصول إلى سجلات المرضى.

وحصل سليمان، الذي كان الواجهة الرئيسة للشركة، على إجازة إجبارية عام 2019، وقد اشتكى موظفو «ديب مايند» من أنه كان يتبع أسلوب إدارة شديد القسوة.

وفي بداية حديثه عن شكاوى الموظفين في ذلك الوقت، قال سليمان «لقد أخطأت حقاً، كنت صعب الإرضاء، وغير مرن على الإطلاق».

وانتقل سليمان بعد ذلك بعدة شهور إلى غوغل، حيث قاد إدارة منتجات الذكاء الاصطناعي. وفي عام 2022، انضم إلى شركة «جرييلوك» لرأس المال المخاطر في وادي السيليكون، وأطلق شركة إنفليكشن في وقت لاحق من ذلك العام.

وستوظف مايكروسوفت معظم موظفي شركة إنفليكشن، بمن فيهم كارين سيمونيان المؤسس المشارك، ورئيس العلماء في «إنفليكشن»، والذي سيتولى منصب كبير العلماء في مجموعة الذكاء الاصطناعي في مايكروسوفت.

ولم توضح مايكروسوفت عدد الموظفين الذين سينتقلون إليها، لكنها ذكرت أنهم يشملون مهندسي الذكاء الاصطناعي والباحثين وبناة النماذج اللغوية الكبيرة، الذين صمموا وشاركوا في تأليف «العديد من أهم المساهمات في تطوير الذكاء الاصطناعي على مدار السنوات الخمس الماضية».

وستحول شركة «إنفليكشن»، وهي شركة منافسة لـ «أوبن إيه آي»، تركيزها بعيداً عن برنامج المحادثة الآلي الخاص بالمستهلكين، وبدلاً من ذلك ستنتقل إلى بيع برامج الذكاء الاصطناعي للمؤسسات التجارية، وفقاً لبيان على موقعها الإلكتروني. وانضم إليها شون وايت، الذي شغل مناصب مختلفة في مجال التكنولوجيا، كرئيس تنفيذي جديد لها.

وسيظل ريد هوفمان المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة لينكد إن، وهو المؤسس المشارك الثالث في شركة «إنفليكشن»، عضواً في مجلس إدارة الشركة. وكانت «إنفليكشن» قد جمعت 1.3 مليار دولار في يونيو، ما رفع قيمة المجموعة إلى 4 مليارات دولار، في واحدة من أكبر الجوالات التمويلية لشركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، وسط تزايد الاهتمام بالقطاع.

وتمثل الوحدة الجديدة تحولاً تنظيمياً كبيراً في مايكروسوفت، وسينتقل ميخائيل باراخين رئيس خدمات الويب، مع فريقه بكامله لتقديم تقارير إلى سليمان.

وقال ناديلا «لدينا فرصة حقيقية لبناء تقنية كان يعتقد في السابق أنها مستحيلة، والتي ترقى إلى مستوى مهمتنا المتمثلة في ضمان وصول فوائد الذكاء الاصطناعي إلى كل شخص ومؤسسة على هذا الكوكب، بأمان ومسؤولية».

في الوقت نفسه، تفحص الجهات التنظيمية للمنافسة في الولايات المتحدة وأوروبا، العلاقة بين مايكروسوفت وأوبن إيه آي، وسط تحقيقات أوسع نطاقاً في استثمارات الذكاء الاصطناعي.