قال تقرير لـ«ستاندرد آند بورز» إنه يمكن للوقود الاصطناعي، أو الوقود الإلكتروني، أن يدعم أهداف إزالة الكربون في قطاعات عدة، وسيكون قطاع الطيران والشحن المستهلكين الرئيسيين للوقود الإلكتروني في المستقبل.
ورجح التقرير أن تؤدي التحركات السياسية في أوروبا لخلق سوق لذلك الوقود، مشيراً إلى أنه لحدوث ذلك فلا بد من ضخ استثمارات ضخمة لتوفير المدخلات التي تجعله حلاً منخفض الكربون.
ولا تزال النماذج الاقتصادية للوقود الإلكتروني غير مؤكدة حالياً، حيث تمثل المتطلبات العالية من مدخلات الطاقة عائقاً كبيراً من حيث التكلفة على المنتجين والمستهلكين، فهو يحتاج إلى 6 أضعاف الطاقة التي تحتاجها صناعة الوقود الطبيعي، ولا تزال هناك عقبات تكنولوجية أيضاً يجب التغلب عليها فهو غير متوافق بشكل جيد مع تقنيات السفن والطائرات الحالية. وبعيداً عن الكربون، فلا يزال الوقود الإلكتروني يصدر ملوثات أخرى.
وقال التقرير إنه نظراً للطموحات الإقليمية المتواضعة فيما يتعلق باستخدام الوقود الإلكتروني، سيكون لديهم الوقت للتخطيط، لكن شركات الطيران والشحن في أوروبا قد تحتاج إلى اتخاذ خيارات صعبة في العقد المقبل مع دخول اللوائح التنظيمية حيز التنفيذ.
وحسب التقرير، فقد وصل استخدام النفط إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، ومن المرجح أن يظل مهماً لنظام الطاقة العالمي لمزيد من الوقت بعد، رغم تشديد العديد من الدول والمنظمات والشركات سياسات إزالة الكربون. وفي حين أن بعض استخدامات الوقود السائل لها بدائل قابلة للتطبيق، فإن البعض الآخر، مثل توفير الحرارة للعمليات الصناعية أو وقود الطيران عالي الكثافة للطاقة، أكثر صعوبة من الناحية الفنية لاستبدالها بحلول كهربة منخفضة الكربون.
ومن إنتاج الطاقة إلى الاستخدام في الصناعة والنقل، فمن المرجح أن تظل مجموعة واسعة من المنتجات القائمة على النفط مستمرة ومتوافرة في الأسواق لسنوات عديدة.
ويظهر الوقود الإلكتروني المعتمد على الكربون، الذي يشار إليه أيضاً بالوقود الكهربائي أو الوقود الاصطناعي أو تحويل الطاقة إلى سوائل، كبدائل محتملة للوقود الأحفوري السائل. وهو يحتوي على تركيبة كيميائية مشابهة للوقود الأحفوري السائل التقليدي، لكن يتم تصنيعها من خلال عمليات تستخدم الهيدروجين مع الكهرباء وثاني أكسيد الكربون ومدخلات أخرى.
نتيجة لذلك، فإن الوقود الإلكتروني المعتمد على الكربون لا يعتمد على استخراج الهيدروكربونات الأحفورية، ويمكن استخدامه بمفرده أو مزجه مع الوقود الأحفوري التقليدي. وهي تشمل بدائل الوقود التقليدي المعتمد على الكربون مثل الديزل الإلكتروني، والكيروسين الإلكتروني (الذي يمكن تصنيفه كوقود طيران مستدام) والميثانول الإلكتروني. ويمكن أيضاً إنتاج الوقود الإلكتروني الذي لا يحتوي على الكربون، على سبيل المثال الأمونيا الإلكترونية، التي تعتمد على النيتروجين.
وتتمثل إحدى الفوائد الرئيسية في احتمالية استخدام الوقود الإلكتروني بشكل عام في محركات الاحتراق الداخلي الحالية والبنية التحتية للوقود المصممة للوقود الأحفوري التقليدي.