أثار انهيار جسر تسبب بإغلاق مرفأ بالتيمور مخاوف بشأن التداعيات المحتملة للكارثة على سلاسل الإمداد العالمية.

وحذرت السلطات من أن "الطريق طويل" قبل إعادة فتح الميناء الكبير عقب انهيار جسر جراء اصطدام ناقلة حاويات به الأربعاء ما تسبب بإغلاق مدخل المرفأ.

في ما يلي لمحة لما يمكن أن يمثله ذلك للتجارة العالمية:

- ميناء رئيسي للسيارات - 

بالتيمور من بين أكبر 20 مرفأ في الولايات المتحدة من حيث الحمولة وعدد الحاويات التي يمكن مناولتها، بحسب المكتب الأميركي لإحصاءات النقل.

العام الماضي عبرت في المرفأ 1,1 مليون وحدة مكافئة لعشرين قدما من الحاويات، وهو مقياس لحجم حاويات الشحن، في رقم قياسي.

ومثّلت واردات الحاويات عبر بالتيمور 2,1 بالمئة من إجمالي جميع الموانئ الأميركية، بحسب أليانز تريد.

وقال مدير معهد المعهد العالي للاقتصاد البحري بول توريه إن موقع المرفأ في عمق خليج تشيسابيك، يجعله "ميناءً أميركيا من الدرجة الثانية".

وأضاف أن الميناء يستقبل حركة الملاحة عبر المحيط الأطلسي، بما فيها السفن الصغيرة من شمال أوروبا والبحر الأبيض المتوسط بالإضافة إلى بعض خطوط الشحن من المحيط الهندي.
لكنه مركز رئيسي لقطاع السيارات.

واستقبلت محطات الميناء الخاصة والعامة 847,158 سيارة وشاحنة خفيفة العام الماضي، أي أكثر من أي ميناء أميركي للعام الثالث عشر على التوالي، وفقًا لأرقام ولاية ماريلاند.

واحتل المرفأ المركز الأول بالنسبة للآلات الزراعية وآلات البناء، وكذلك السكر والجبس المستورد، والمركز الثاني في صادرات الفحم.

- طرق بديلة -

 قال عملاقا السيارات الألمانيان فولكسفاغن وبي إم دبليو إن أنشطتهما لم تتأثر إذ لا يزال باستطاعة السفن الوصول إلى مواقع مرافقهما.

من جهته قال المنافس الأمريكي فورد إنه وجد طرقا بديلة.

لكن القسم المخصص لمرسيدس بنز لم يعد بالإمكان الوصول إليه بحرا، إذ يقع خلف الجسر المنهار.

وقالت الشركة لوسائل إعلام ألمانية إنها تبحث عن طرق بديلة.

وقال باتريك ليبرهوف من مؤسسة إنفرتو للاستشارات في مذكرة إن "إغلاق مرفأ بالتيمور لن يكون له تأثير يذكر على التجارة بين الولايات المتحدة وأوروبا".

وأضاف "في الربع الأخير من 2023، تم تحميل وتفريغ قرابة 260,000 حاوية ذات المقاييس التقليدية في المرفأ".

و"هذا الحجم يمكن تحويله إلى مرافئ مجاورة" مثل نيويورك ونورفولك وفرجينيا، كما قال.

 التداعيات على الفحم والكوبالت 

 ويُتوقع أن يؤثر إغلاق الميناء بشكل أساسي على صادرات الولايات المتحدة من الفحم وواردات الكوبالت، بحسب وكالة ستاندر آند بورز للتصنيف الائتماني.

ولم يعد بالإمكان الوصول إلى جناحي "سي إس إكس كورتيس باي" و"كونسول مارين ترمينال" المخصصَين لصادرات الفحم، وفق الوكالة.

وأضافت ستاندرد آند بورز أنه من المتوقع أن يعطل الحادث صادرات الفحم من بالتيمور لمدة 10 إلى 15 يومًا، لكن خبراء السوق أشاروا إلى أنه سيكون له "تداعيات محدودة على الأسعار وسط أسواق ذات مخزونات كافية".

وارتفعت صادرات الفحم من بالتيمور إلى 28 مليون طن قصير في عام 2023، ويرجع ذلك أساسًا إلى الطلب المتزايد من آسيا، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

و"حتى قبل إغلاق الميناء، كنا نتوقع نموًا أبطأ بكثير في إجمالي صادرات الفحم الأميركية في 2024، بنسبة واحد بالمئة فقط"، وفق إدارة المعلومات.

 وأضافت أن "تعطل العمليات في بالتيمور قد يؤثر على حجم الصادرات هذا العام".

وكانت مخزونات الكوبالت في بالتيمور تشهد ضغوطا بسبب الطلب القوي على المعدن، وهو مكون رئيسي لبطاريات السيارات الكهربائية والأجهزة العالية التقنية.

كما تسببت الهجمات  على سفن في البحر الأحمر في تأخر الإمدادات، مع اضطرار شركات الشحن إلى تحويل مسارات السفن إلى الطريق الأطول والأكثر تكلفة حول أفريقيا الجنوبية.

وبينما لن يكون لحادثة الجسر "تأثير يذكر" على المنتجات النفطية المكررة في الولايات المتحدة، إلا أن إمدادات وقود الشحن "قد تتقلص" على ساحل المحيط الأطلسي مع تزود السفن بالوقود خارج بالتيمور، وفق ستاندر آند بورز.