خفضت شركة «أكسنتشر»، توقعاتها للإيرادات السنوية، في أحدث إشارة إلى تباطؤ سوق الاستشارات التي كانت سابقاً تشهد نمواً سريعاً.

وفي إشارة إلى البيئة الكلية غير المستقرة، قالت المجموعة المدرجة في نيويورك، إن إيراداتها السنوية ستنمو بنسبة تتراوح بين 1 ـ %3، وهي أقل من التوقعات السابقة التي كانت بين 2 ـ %5، ما يؤكد التحديات التي تواجه قطاع الاستشارات.

وتضطر شركات الخدمات المهنية، إلى التعامل مع تباطؤ الطلب من العملاء وارتفاع التكاليف، في خضم مناخ اقتصادي شديد الصعوبة، حيث تدفع مجموعة من العوامل، مثل: ارتفاع أسعار الفائدة، وعدم اليقين الجيوسياسي، الشركات إلى تقليص إنفاقها على الخدمات الاستشارية.

كما توقعت المجموعة الاستشارية، أرباحاً للسهم بين 11.41 ـ 11.64 دولاراً، وهو أقل من النطاق السابق الذي يتراوح بين 11.41 ـ 11.76 دولاراً.

وقالت الرئيسة التنفيذية للشركة جولي سويت في اتصال مع المحللين: «في يناير نكتسب نظرة ثاقبة على ميزانيات عملائنا، ومع دخولنا العام الجديد، لاحظنا مزيداً من التشديد في الإنفاق من عملائنا وهذا يؤثر على خدماتنا». وأضافت أن تقييد الإنفاق كان مرتبطاً بوضع الاقتصاد الكلي غير المستقر.

وكانت شركة أكسنتشر قد بدأت، مثل العديد من منافسيها، حملة توظيف خلال جائحة كورونا لتلبية الطلب المتزايد من الشركات التي تواجه صعوبة في التكيف مع التغييرات التي أحدثتها أزمة كورونا.

وتوظف الشركة نحو 740 ألف شخص في 120 دولة، وتقدم خدمات استشارية في مجال تكنولوجيات المعلومات واستراتيجيات الأعمال والتعهيد مثل مراكز خدمة العملاء.

وفي العام الماضي، أعلنت شركة أكسنتشر، خططاً لإلغاء 19 ألف وظيفة، بينما بدأت الشركات، خاصة العاملة في قطاع التكنولوجيا، خفض الإنفاق على الخدمات الاستشارية على خلفية الظروف الاقتصادية العصيبة.

وأعلنت شركة أكسنتشر، أن الإيرادات خلال الأشهر الثلاثة حتى فبراير كانت مستقرة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، عند 15.8 مليار دولار.

وانخفضت إيرادات قسم الاستشارات بنسبة %3 إلى 8 مليارات دولار، بينما نمت مبيعات قسم الخدمات المدارة، أو التعهيد، بنسبة %3 إلى 7.8 مليارات دولار. وكان قسما الاتصالات ووسائل الإعلام والتكنولوجيا والخدمات المالية للمجموعة، الدافع وراء الانخفاض العام، حيث انخفضت المبيعات بنسبة %8 و%6 على التوالي خلال الربع، في حين ارتفعت الأرباح التشغيلية بنسبة %5.7 إلى 2.05 مليار دولار خلال الربع.

وقالت «أكسنتشر»، إن الطلب على مشاريع الذكاء الاصطناعي التوليدي ظل قوياً، حيث بلغت قيمة الحجوزات أكثر من 600 مليون دولار خلال الربع، ما يرفع إجمالي الحجوزات في هذا المجال إلى 1.1 مليار دولار خلال النصف الأول من السنة المالية.

كما كشفت شركة ديلويت هذا الأسبوع، عن أكبر عملية إصلاح لعملياتها منذ عقد، حيث تتأهب الشركة التي تعد من بين الأربعة الكبار، وتتنافس مع «أكسنتشر» في بعض قطاعات سوق الاستشارات، إلى تباطؤ السوق.