قد لا يفنى الألماس للأبد، إلا أن أسعاره تشهد انخفاضاً حاداً، إذ انهارت أسعار الألماس الخام بنسبة 26% خلال السنوات القليلة الماضية. كما أن ضعف الطلب في الولايات والصين على مجوهرات الألماس فاقم من الأزمة. ومع ذلك، يتم توجيه اللوم إلى زيادة شعبية الألماس الصناعي أو المزروع في المختبرات (LGD) الأرخص تكلفة. وهذا القصور في سوق الألماس من المتوقع أن تستمر.

وبعد طفرة وجيزة خلال الجائحة لمجوهرات الألماس، تصارع شركات التعدين لتقليص تخمة المعروض من الأحجار الكريمة. وتسيطر شركة «دي بيرز» الأنجلو-أمريكية، إلى جانب شركة «ألروسا» الروسية، على ثلثي إمدادات الألماس الخام. وقالت شركة «دي بيرز» هذا الأسبوع، إن مبيعاتها من الألماس الخام انخفضت نحو 23% في الربع الأول.

وعلى الرغم من استقرار مخزونات الأحجار الكريمة الخام في الآونة الأخيرة، تظل مخزونات الألماس المصقول مرتفعة، إذ بلغت أكثر من 20 مليار دولار في نهاية العام 2023، وهي قريبة من أعلى مستوياتها في 5 سنوات، ما يمثل زيادة بمقدار الثلث منذ نهاية العام 2022، حسبما أفاد «بنك أوف أمريكا».

والأسوأ من ذلك، أنه مع استحواذ الألماس الصناعي على حصة من السوق، تراجعت أسعاره أيضاً إلى نحو 15% أو أقل من المثيل الطبيعي.

وقضت شركات تعدين الألماس سنوات في التأكيد على أن المشترين الرومانسيين سيظلون على تفضيلهم لسحر الأحجار الطبيعية النادرة، لكن أصبح من الواضح أنهم كانوا على خطأ، فالألماس الصناعي ليس بالشيء الجديد، حيث ظهر قبل نحو 70 عاماً في الغالب لأغراض صناعية، لكن في العقد الماضي، ازدادت شعبية الألماس الصناعي. وفي عام 2015، كانت إمدادات الألماس الصناعي تشكل أكثر من 10% من سوق مجوهرات الماس العالمية، وفقاً للخبير بول زيمنسكي.

وأثار ذلك منافسة شديدة بين المنتجين، إذ  ساهمت التكاليف المنخفضة للألماس الصناعي في خفض الأسعار. وفي أكتوبر، قدمت شركة دبليو دي لاب غرون دايموندز، ثاني أكبر منتج للألماس الصناعي في أمريكا، بطلب لإشهار إفلاسها. ومنذ ذلك الحين، اضطرت إلى تحويل أعمالها بعيداً عن البيع بالتجزئة إلى خدمة العملاء الصناعيين. كما ساهمت الإمدادات الروسية في زيادة خفض أسعار الأحجار الكريمة الطبيعية. وخلال العام الماضي، وفرت روسيا قرابة 27% من إمدادات الألماس الخام العالمية. ووفق ما أفادت شركة بيل هانت، لم تشارك الدول الآسيوية والشرق الأوسط في العقوبات التجارية التي فرضتها مجموعة الدول السبع على الألماس الروسي. واستمر الماس الخام الروسي في التدفق إلى الهند، أبرز المراكز لقطع وصقل الأحجار.

في غضون ذلك، تتخبط أسعار الألماس بالقرب من المستويات نفسها التي شهدتها مطلع العام 2011، فشركات التعدين تواجه صعوبات. وتبلغ القيمة السوقية للشركات الصغيرة المنتجة، مثل شركة لوكارا الكندية، وبيترا وجيم دايموندز، المدرجتين في المملكة المتحدة، نحو 100 مليون دولار أو أقل أي تعادل قيمة 3 أو 4 من الأحجار الكريمة الضخمة التي تهدف إلى العثور عليها، فهل من الممكن أن تصبح المناجم نفسها أصولاً مميزة للمليارديرات؟، بأي حال، تبدو السوق العامة للأحجار أقل صلابة من الصخور.