مركبات الطرق الوعرة توفر إثارة أكبر بمجال صناعة السيارات الكهربائية

ت + ت - الحجم الطبيعي

شركة بأيرلندا تصنع حزم بطاريات ضخمة تحتاج إلى سلم للوصول إلى قمتها

في مصنع هادئ في غرب أيرلندا، يضع العمال اللمسات الأخيرة على حزمة بطاريات ضخمة لدرجة أنهم يحتاجون إلى سلم للوصول إلى قمتها. وبوزنها الذي يصل إلى نحو 1.5 طن، تقول الشركة إنها أكبر حزمة فردية في سوق السيارات الكهربائية اليوم، حيث توفر ما يقرب من 300 كيلو واط/ ساعة من الطاقة.

وبمجرد تركيبها في غلافها المعدني الأبيض، يتم توجيه هذه الحزمة التي تبلغ قيمتها 150 ألف يورو، وست حزم أخرى مماثلة، تحتوي كل منها على 16128 خلية فردية أطول وأكبر قليلاً من بطاريات إيه إيه، إلى شاحنة منجم في استراليا.

إن هذه ليست سوى واحدة من المركبات التي تزودها شركة زيروتيك الأيرلندية بهذه البطاريات حيث تسعى شركات التعدين والبناء والصناعات الأخرى إلى خفض انبعاثات الكربون. يتسارع اعتماد سيارات الركاب الكهربائية، لكن الرئيس التنفيذي باري فلانيري قال إن زيروتيك كانت تستهدف «الصورة الأكبر لكيفية تحول كل هذه المركبات الأخرى إلى كهربائية؟» إنها سوق متخصصة، لكن مع المتوقع تحقيق نمو قوي على مدى العقد المقبل.

إنها أيضاً صناعة جديدة لأيرلندا، التي تعد موطناً لشركات التكنولوجيا والرقائق الكبيرة، ولكنها موطن لشركة واحدة فقط لحزم البطاريات، وهي شركة لي جين، التي تزود حلول تخزين الطاقة المتجددة، وعربات الغولف، وعربات التخييم، وبعض الرافعات الشوكية.

تُصنّع معظم خلايا البطاريات في الصين وأماكن أخرى في آسيا، فيما يتركز منافسو «زيروتيك» بشكل أساسي في الولايات المتحدة. وشركة البطاريات الأوروبية الرائدة هي شركة نورث فولت السويدية، التي تخطط لطرح عام بقيمة 20 مليار دولار.

وكان فلانيري البالغ من العمر 32 عاماً، أسس زيروتيك كطالب دكتوراه انطلاقاً من مرآبه في غالواي على ساحل المحيط الأطلسي لأيرلندا في عام 2015، بعد أن اكتشف فجوة في السوق، فالأحجام الكبيرة تحقق وفورات بالحجم في بطاريات السيارات الكهربائية، خاصة عندما يتعلق الأمر «بالمركبات غير المخصصة للطرق السريعة» مثل الشاحنات والحفارات والمعدات الثقيلة. وقال فلانيري: «ثمّة المئات من منصات المركبات المختلفة والهياكل والأشكال والأحجام، بدءاً من نظام يحتاج إلى بطارية 5 كيلو واط في الساعة إلى 5 آلاف كيلو واط في الساعة وجميع الأحجام بينهما».

وكان الحل الذي توصل إليه عبارة عن حزم البطاريات التي يمكن تكديسها داخل غالبية المركبات غير المخصصة للطرق السريعة، بحيث «لا يكون لديك ألف خط إنتاج مختلف، وألف نوع مختلف من المنتجات»، ويمكن بيعها «بأحجام منخفضة تصل إلى خط واحد». ويشعر مصنعو المركبات بأنهم «حصلوا على منتج مصنع خصيصاً لهم لكنه في الأساس منتج جاهز».

ومع ذلك، فقد وجد البعض أنها صناعة صعبة، فقد تقدمت شركة بروتيرا الأمريكية، وهي شركة لصناعة الحافلات الكهربائية انتقلت إلى بطاريات المركبات غير المخصصة للطرق السريعة وتم طرحها في عام 2021، بطلب لإشهار الإفلاس العام الماضي بعد أن سعت جاهدة لتوسيع نطاق المنتجات المختلفة، وقد تم شراؤها من قبل شركة صناعة السيارات السويدية فولفو.

واشترت شركة نيكولا الناشئة للشاحنات الكهربائية شركة روميو باور لصناعة البطاريات في عام 2022 لكنها قامت بتصفيتها بعد أقل من عام، في ظل ارتفاع أسعار السلع وأوضاع السوق الرأسمالية الصعبة. وثمّة أمثلة أخرى لجأت إلى الاندماج، فقد استحوذت شركة كوماتسو، وهي شركة يابانية لتصنيع المعدات، على الشركة الأمريكية لحلول البطاريات. واشترت شركة جون دير الأمريكية لتصنيع الآلات والمعدات الثقيلة العام الماضي شركة كريسيل لصناعة البطاريات، واستثمرت شركة كاتربيلر في شركة ليثوس لصناعة البطاريات.

ويُعد تلبية التباينات الهائلة في متطلبات حجم حزم البطاريات لمختلف المركبات غير المخصصة للطرق السريعة تحدياً كبيراً للصناعة، أما التحدي الآخر فهو السلامة، وتحديداً الحرائق. وتقول زيروتيك إن حزم البطاريات الخاصة بها تحتوي على رغوة عازلة تمنع انتشار الحريق. كما أنه يمكن ثقبها دون أن تنفجر. وقد نجحت الشركة في تطوير تقنية سلامة للبطاريات لوكالة الفضاء الأوروبية. وتنتج الشركة المئات من البطاريات سنوياً، بأحجام مختلفة. وهي ترى شركات مثل بروتيرا وأمريكان باتيري وليثوس من بين منافسيها المباشرين في سوق الطرق الوعرة التي يبرز فيها 30 منتجاّ عالمياً لحزم البطاريات.

وتحافظ الشركة على انخفاض التكاليف من خلال تصنيع الآلات لتجميع الحزم بنفسها، ومع نحو 40 عميلاً، حققت زيروتيك «نمواً في الإيرادات بنسبة 800% خلال العام الماضي وهي تسيرعلى المسار الصحيح لتحقيق نمو إضافي بنسبة 250% هذا العام»، وفقاً لما ذكره أندرو كروس، الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية.

قال فلانيري: «على الأقل للسنوات الخمس المقبلة، ليس من الجنون أن نحقق نمواً مضاعفاً على أساس سنوي»، وهو ما أشار كروس إلى إنه سيضع الشركة على «مسار شركات اليونيكورن» بتقييم يزيد عن مليار دولار.

ويمكن للشركة أن تحقق التعادل بحلول نهاية عام 2026، وقال فلانيري إنها جمعت «أقل من 100 مليون دولار» دون أي تمويل من رأس المال الاستثماري. وقال إن البنك الأوروبي للاستثمار قدم 30 مليون يورو؛ أما الباقي، فقد تم جمعه من مكاتب شركات العائلات في أيرلندا. وأضاف: «لو كنت في كاليفورنيا، لكنت جمعت بسهولة مليار دولار في هذه المرحلة».

تأتي عروض الاستحواذ «مرة واحدة في الشهر»، كما ذكر فلانيري، الذي سيتوسع في موقع ثانٍ في غالواي العام المقبل، كما يفتتح أيضاً مكتباً لدعم المبيعات في الولايات المتحدة هذا العام، ويخطط لمنشأة تصنيع في الولايات المتحدة في عام 2026.

وفي حين أن أوروبا كانت تمثل 60% من المبيعات قبل عام ونصف، فإن الولايات المتحدة وكندا تشكلان الآن 60%، وأوروبا بنسبة 30% وأستراليا وآسيا بنسبة 10%.

وقال فلانيري، الذي درس الفيزياء التطبيقية قبل حصوله على درجة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية التي أنهى دراستها في غضون عام ليتمكن من التركيز على زيروتيك، إن سوق الطرق الوعرة كان «أحد أكثر المجالات إثارة بمجال صناعة السيارات الكهربائية».

ومن منظور هندسي، قال: «المركبات الكهربائية باتت مملة.. فقد تم إنجاز كل شيء، وحُلّ كل شيء. لذا، هنا يكمن كل العمل الهندسي الجديد. وتقفز في ذهنك أسئلة مثل: كيف يبدو القطار الكهربائي بالكامل؟ وكيف ستبدو شاحنة النقل الكهربائية بالكامل؟»

كلمات دالة:
  • FT
Email