ازدهار كبير لعمل فناني المكياج المحترفين مع كثرة متطلبات الرؤساء التنفيذيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

في غرفة يملؤها الضوء جنوبي غرب لندن، تتأمل ناتالي جيمس وجهي قبل تصريحها بأنها تحتاج إلى القليل من العمل «لإفاقة» وجهي الشاحب، وكانت من الأدب بما يكفي لكيلا تصرح بأني أبدو منهكة للغاية.

لم تكن ناتالي جيمس تقوم على تجهيزي لحفل ما، وإنما تجدد حقيبتي من مستحضرات التجميل لتحديث أسلوب عملي وإضفاء طابع احترافي عليه. وتعد ناتالي جيمس، التي تصف نفسها بأنها «خبيرة تجميل المسؤولين التنفيذيين»، واحدة من خبراء التجميل الذين يزداد الطلب كثيراً عليهم من جانب مسؤولين تنفيذيين ورواد أعمال قبل التقاط الكثير من الصور التي تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي والبيانات الصحافية، بالإضافة إلى الظهور في العروض التقديمية وإلقاء الكلمات الرئيسة، إنها كذلك تقدم استشارات شخصية لتجميل موظفي الشركات.

لقد شهد تطبيق روبي لحجز مواعيد التجميل زيادة لافتة في الحجوزات لتقديم خدمات المكياج للمحترفين على مدى الـ 18 شهراً الماضية، وتشهد فترة ما قبل العمل الواقعة بين الساعة السادسة والسابعة صباحاً أكبر حجم للحجوزات.

وقالت فينيتا آرشر، مؤسسة التطبيق، إن المحترفين يميلون إلى شغل الفرص المتاحة للحجز مع تأهبهم للذهاب إلى العمل أو حضور الفعاليات الإعلامية. ثمة معايير أعلى الآن، في ضوء انتشار دروس عن التجميل على شبكات التواصل الاجتماعي وطول أمد بقاء الصور المنشورة على الإنترنت. وفي حين يشعر الكثير من الشباب بالإلهام ليفعلوا ذلك بأنفسهم، لكن العملاء من الكبار سناً أقل ثقة ويطلبون خدمات المحترفين.

من الواضح أن العمل من خلال الإنترنت فتح مجالاً أمام شعور البعض بانعدام الأمان والثقة بسبب المظهر، خصوصاً خلال مكالمات الفيديو، ما أدى إلى انتشار ما يعرف بتشوه «زووم». وفي هذا الصدد، قالت جيمس: «تأثرت الطريقة التي نبدو عليها في أماكن العمل كثيراً مع البروز القوي لوسائط الإعلام الرقمي». لذلك، توصلت دراسة أجراها مشروع دبليو إف إتش ريسيرش للاستطلاعات الأكاديمية هذا العام، إلى استخدام 47% من أصحاب الياقات البيضاء المكياج عند توجههم إلى العمل، مقارنة بنسبة 31% عند عملهم من المنزل.

وقد يثير الحديث عن استخدام مستحضرات التجميل في سياق العمل، شعوراً بالرعب لدى البعض. وقد ذكرت فيف غروسكوب، مؤلفة كتاب «كيف تهيمن على الغرفة» ومقدمة بودكاست، أنها تميل إلى تفادي الحديث عن الأمر. ومع ذلك، تؤكد أن الكثير من النساء يشعرن «بارتياح كبير» في مناقشة الضغوط التي تقع عليهن ليبدين على هيئة معينة في العمل.

وأشارت إلى أن هيلاري كلينتون تتلقى الكثير من ردود الفعل على تجفيفها شعرها واستخدامها مستحضرات التجميل، حتى أدرك فريقها أن الاستجابات ليست متسمة بالاتساق وغير مفيدة بالمرة. وأضافت: «الناس يرغبون فقط في إصدار الأحكام». وتتفق سكارليت غراي، الرئيسة التنفيذية ومؤسسة خدمة غلو أند دراي للتجميل مع هذا الرأي. وتؤكد: «لن يكون بإمكانك الفوز في كل الأحوال، سينتقدك الناس إن كنت متأنقة للغاية، وإن لم تكوني متأنقة، فسيقولون أنك لم تبذلي أي جهد بالمرة».

من جانبها، أشارت إحدى رائدات الأعمال، إلى أنها لا تستخدم مستحضرات التجميل في سياق عملها المصرفي، لأنها ترغب في أن تعامل «على مجمل الجد». لكن في كل الأحوال، لا يمكن التقليل من تزايد أهمية التجميل والميل لدفع المال مقابل الحصول على استشارات ذات صلة بمستحضرات التجميل، في ظل الزيادة الهائلة لاستخدام مكالمات الفيديو.

من الواضح أيضاً أن السلوكيات في هذا السياق «جيلية». وتعتقد غروسكوب، أن «هؤلاء الذين تتخطى أعمارهم الخمسين يعتبرون التجميل ضرورياً». وبالنسبة لسايلر دي، أخصائية المكياج التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، وتعمل مع عدد كبير من المسؤولين التنفيذيين، تشير إلى أن النساء المحترفات يملن إلى أن يكن أكثر مرحاً في استخدامهن لمستحضرات التجميل. وتضيف: «استخدام الكثير من مستحضرات التجميل قد ينظر إليه على أنه نوع من العبث». وبالنسبة للعالمات، توصلت ورقة بحثية أجرتها جامعة كولورادو إلى أن التفاصيل التي تبدو هامشية مثل استخدام مستحضرات التجميل أو تصفيف الشعر قد تؤدي إلى استنتاجات بشأن الجدارة العلمية لأي منهن.

عموماً، تعد بودرة الوجه أساسية بالنسبة للنساء والرجال على حد سواء، وتعد جيمس الكثير من المسؤولين التنفيذيين للعروض التقديمية. وتقول: «إذا بدا أحدهم لامعاً على المسرح في أثناء عرض أرقام، فقد تظن بأنه متوتر».

وسلطت سايلر بي الضوء على أبرز الطلبات قبل العروض التقديمية: «لا تجعليني أبدو مجنوناً، ولا تجعليني أبدو ملوناً، أرجوكِ، لا تجعليني أبدو كما المهرج». وتشدد على ضرورة الاهتمام بالعناية بالبشرة قبل العروض التقديمية، حيث يبرز تصوير الفيديو عالي الجودة أو العروض في المسرح مشكلات المكياج وأوجه العيوب. وتتمثل أفضل نصائح غروسكوب في ضرورة الثقة في حكم المرء على نفسه. وتضيف: «الاتساق هو أكثر ما يهم، بإمكان مظهركِ أن يبدو كما يحلو لكِ، سواء بتدخل أم لا، لكن ما يهم هو إبقائك على مظهر واثق».

كلمات دالة:
  • FT
Email