عودة التنقيب عن النفط تعني تدفّقاً من العائدات على شركات الحفر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تفاؤل حيال أداء منصات الحفر في المياه العميقة وسط عمليات الاندماج وارتفاع معدلات الإيجار اليومية

قد يكون العمل على منصات النفط البحرية على بعد أميال من أي مكان عملاً مزعجاً، في ظل الإحساس الشديد بالوحدة، وربما يعاني التنفيذيون العاملون في شركات الحفر البرية من آلام مماثلة. وقد يبدو أن شركات النفط الكبرى ليست بحاجة ماسة إلى منصات الحفر في المياه العميقة، بسبب انخفاض ميزانيات التنقيب، فبالكاد تغير الطلب على أكبر سفن الحفر في العقد الماضي، في حين انهار العرض بنسبة تصل إلى 40%، ما دفع الصناعة إلى التكالب على عمليات الاندماج.

وفي هذا السياق أعلنت شركة نوبل هذا الأسبوع أنها ستستحوذ على منافستها الأمريكية «دايموند أوفشور» في صفقة نقدية وأسهم تبلغ قيمتها نحو 1.6 مليار دولار. وكانت «دايموند أوفشور» أعادت إدراج نفسها في عام 2022 بعد نجاتها من الإفلاس مع انخفاض عبء الديون، وستسيطر «نوبل» بذلك، إلى جانب شركة «ترانس أوشن» الرائدة في تشغيل منصات الحفر في المياه العميقة على هذا القطاع بثلث المعروض العالمي من هذه المعدات، وتخدم الصفقة كلا الجانبين، ما يسلط الضوء على القيمة المتاحة في هذا السوق.

وقال بارد روزيف من «باريتو»: إن شركة «نوبل» ستدفع ما يعادل 350 مليون دولار لكل منصة حفر من منصات شركة «دايموند»، كما ستدفع ما يقرب من ضعف ذلك مقابل سفينة حفر جديدة في المياه العميقة. وستغطي تخفيضات التكلفة السنوية لشركة «نوبل» قبل خصم الضرائب بقيمة 100 مليون دولار بسهولة القسط الصغير البالغ 11% المدفوع على أساس سعر الإغلاق يوم الجمعة الماضية.

وفي الواقع وعدت شركة «نوبل» بزيادة أرباحها بنسبة 25%،على أمل الحصول على المزيد من التدفق النقدي المجاني بمجرد إتمام الصفقة، ومن المفترض أن يحصل مساهمو «دايموند» على سعر بالقرب من أعلى مستويات السهم منذ إعادة إدراجه، وارتفعت أسهم كل من المشتري والبائع.

وهذا التفاؤل له ما يبرره، مع وجود عدد أقل من السفن في المياه العميقة، لذلك، فقد ارتفعت المعدلات اليومية (الإيجارات) إلى 450 ألف دولار يومياً، وفقاً لبيانات باريتو، وإذا استبعدنا نفقات التشغيل يمكن لشركات الحفر تحقيق نحو 300 ألف دولار يومياً.

وإذا احتاجت شركة نفط إلى منصة حفر في المياه العميقة في خليج المكسيك أو البرازيل أو نقطة استكشاف جديدة في ناميبيا، فيجب عليها التعامل مع التكاليف المرتفعة. ولم يكن اختيار شركة النفط الفرنسية «توتال إنرجيز» مؤخراً التحوط من هذه التكاليف المتزايدة أمراً مفاجئاً. واشترت الشركة 75% من سفينة الحفر تانجستين إكسبلورر من شركة «فانتيدج دريلينغ» في فبراير مقابل 199 مليون دولار.

تفضل شركات النفط في الأغلب استئجار منصات الحفر بدلاً من امتلاكها، وهناك شركات حفر أخرى قد تجذب اهتمام الشركات التي تسعى إلى الاستحواذ، أو صفقات الاندماج.

وتشمل قائمة الشركات، التي تمتلك أساطيل جيدة رابع أكبر شركة حفر في المياه العميقة، وهي شركة «سيدريل» المدرجة في الولايات المتحدة، وشركة الدورادو النرويجية.

وهكذا، فكما يبدو أن الأعمال قد تحسنت بالنسبة لشركات الحفر في المياه العميقة لكن ذلك يأتي بعد كثير من التقشف على مدى سنوات عديدة، ومع بدء تحسن العائدات في القطاع ستجد الشركات أنه من الأرخص شراء طاقات حفر إضافية بدلاً من بنائها.

كلمات دالة:
  • FT
Email