مجموعات الأسهم الخاصة تتأهب لامتلاك ثلث شركات المحاسبة الأمريكية الرائدة

تشير تقارير، إلى أن 10 من أكبر 30 شركة محاسبة في الولايات المتحدة قد تنتقل ملكيتها قريباً إلى شركات الأسهم الخاصة، وذلك وفقاً لمصادر مطلعة على المفاوضات، حيث تجري 4 مجموعات على الأقل محادثات لإبرام صفقات في أعقاب الاستحواذ على شركتي «غرانت ثورنتون»، و«بيكر بيلي» هذا العام.

وقالت المصادر، إن عمليات الاستحواذ التي نفذها المشترون للشركتين، وهما ضمن العشرة الأوائل من حيث الإيرادات، فتحت الباب على مصراعيه لإبرام صفقات أخرى، ما يعني أن شركات الأسهم الخاصة في موضع يسمح لها بزيادة سيطرتها على مهنة المحاسبة في أمريكا بشكل كبير.

وتشير المصادر، إلى أن شركة «أبريو» ومقرها أتلانتا، وهي من بين أكبر 30 شركة للمحاسبة، تخطط لإبرام صفقة لبيع حصة أغلبية لشركة الأسهم الخاصة «تشارلزبانك كابيتال». علاوة على ذلك، استعانت شركتا «بي كيه إف أوكونور ديفيز» من نيويورك، و«كار ريغز آند إنغرام» من ألاباما، بمصرفيين لإدارة عمليات للبيع، على حد قولهم.

كذلك فإن شركة «أرمانينو» ومقرها كاليفورنيا، وهي الشركة رقم 19 من بين أكبر شركات المحاسبة في البلاد، وفقاً لمجلة «أكاونتنغ توداي»، تجري محادثات مع شركة لرأس المال الخاص بشأن بيع حصة أقلية، وتصدرت أرمينينو العناوين كمدقق حسابات العمليات الأمريكية لبورصة العملات المشفرة «إف تي أكس»، التي انهارت عام 2022. وهكذا، تشير هذه الموجة من الصفقات التي تجتاح القطاع، إلى أن واحدة من كل 3 شركات من الشركات الـ 30 الكبرى للمحاسبة إما قبلت استثمارات لشركات الأسهم الخاصة أو أنها على وشك القيام بذلك.

وقال آلان ويتمان، الرئيس التنفيذي السابق لشركة بيكر تيلي: «بدأ الشركاء يفيقون لحقيقة أن هناك فوائد يمكن الاستفادة منها من خلال الدخول إلى أسواق رأس المال، وقد نمت متطلبات رأس المال لهذه الشركات في السنوات الأخيرة، خصوصاً فيما يتعلق بتكاليف القوى العاملة والاستثمار في نقل الأنشطة إلى الخارج والتكنولوجيا».

إضافة إلى ذلك، يمكن أن تعني الصفقات جني مكاسب غير متوقعة للشركاء، وإمكانية زيادة رأس المال من خلال حصصهم، إلا أن الهيئات التنظيمية أعربت عن قلقها من أن تملك شركات الأسهم الخاصة يمكن أن يغير «المناخ في المناصب العليا» في شركات المحاسبة ويؤثر على جودة عمليات التدقيق.

وخلال الشهر الماضي، قال بول مونتر، كبير المحاسبين في لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، إن قادة الشركات بحاجة إلى مراعاة الرسالة التي قد تنقلها هذه الترتيبات، وأن يكونوا على استعداد لتصحيح أي انطباعات خاطئة.

لقد اقتحمت شركات الأسهم الخاصة قطاع المحاسبة بقوة كبيرة وحماس شديد. وكان استحواذ شركة «نيو ماونتن كابيتال» على حصة 60% في «غرانت ثورنتون» مقابل 1.4 مليار دولار، إلى جانب اثنين من المستثمرين المشاركين، بمثابة ثاني صفقة لها في هذا القطاع. وقام رؤساء «غرانت ثورنتون» بتسوية نزاع مع الشركاء السابقين يتعلق باستحقاقات التقاعد، وأغلقت عملية الاستحواذ الشهر الماضي. كما كان هناك إقبال قوي من سوق القروض لبيع ديون بقيمة 1.9 مليار دولار لإعادة تمويل التزامات غرانت ثورنتون، والتي تم تسعيرها بمعدل فائدة 325 نقطة أساس أعلى من مؤشر سوفر، وفقاً لشخص مطلع على عملية البيع.

وقال مستشار الصفقات لشركات المحاسبة، آلان كولتين: «رأس المال الخاص يتغلغل في قطاع المحاسبة بطريقة لم نتوقعها قط.. وأصبح يتغلغل في شركات القطاع من جميع الأحجام». وقامت شركة «كار ريغز آند إنغرام»، التي بلغت إيراداتها 455 مليون دولار خلال السنة المالية الماضية، بتضييق نطاق المستثمرين المحتملين إلى 3 بعد الموعد النهائي لتقديم العروض الأولية الشهر الماضي، وفقاً لمصادر مطلعة على الوضع. ويتولى بنك الاستثمار ويليام بلير إدارة عملية البيع.

كما قامت شركة «بي كيه إف أوكونور ديفيز»، التي تقدر إيراداتها السنوية بـ 380 مليون دولار، وفقاً لمجلة «أكونتنغ توداي»، بالاستعانة بشركة «كابستون بارتنرز» للإشراف على عملية البيع. ولجأت شركة «أبريو» التي بلغت إيراداتها السنوية 420 مليون دولار، إلى مجموعة فالكون الاستشارية.