ثمة مخاوف تراود الكثيرين من أن جزءاً كبيراً من مكاسب سوق الأسهم الأمريكية يعود إلى شركة واحدة، فقد بلغت قيمة شريكة نفيديا قبل عامين 400 مليار دولار، والآن تبلغ قيمتها 3.3 تريليونات دولار، ما يجعلها أعلى الشركات قيمة في العالم. لكن ماذا إذا حدث مكروه لصانع رقائق الذكاء الاصطناعي، فكيف سيكون التأثير في سوق الأسهم بشكل عام؟، القلق له ما يبرره، لكن الوضع معقد.

إنني أُرجع تاريخ بدء الارتفاعات الراهنة في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 إلى أواخر أكتوبر من العام الماضي، بالتزامن مع نهاية 3 أشهر من الانخفاض بنسبة 10%. ومنذ ذلك الحين، ارتفعت الأسواق بنسبة 33%، وزادت قيمتها بنحو 12 تريليون دولار. ويمكن تقسيم هذه المكاسب إلى 4 فئات:

نفيديا تقف وحدها في فئة، وتتضمن الفئة التالية شركات التكنولوجيا الخمس الرائدة (مايكروسوفت، وألفابت، وأمازون، وأبل وميتا- وعذراً لتيسلا، أنتِ خارج القائمة). بعد ذلك، ثمة مجموعة من 10 شركات في صناعة أشباه الموصلات التي استفادت من صعود مجد نفيديا وآمال بحدوث طفرة عامة في الاستثمار الرقمي. وتحتوي الفئة الأخيرة على الشركات الـ484 المتبقية في المؤشر.

ومن المثير للقلق بعض الشيء أن تسهم شركة واحدة لأشباه الموصلات بنحو 20% من مكاسب المؤشر على مدى فترة طويلة. وحقيقة أن 10% أخرى من المكاسب تأتي من شركات في الصناعة نفسها يزيد الأمر سوءاً.

فقد ارتفعت أسهم شركات برودكوم، وكوالكوم، وميكرون، وأبلايد ماتيريالز، وأدفانسد مايكرو ديفايسز، لام ريسيرش، وكيه إل إيه، وتكساس إنسترومنتس، أنالوغ ديفايسز، وإن إكس بي، بمتوسط 84% منذ أكتوبر (ومن غير الواضح ما إذا كانت جميعها ستستفيد من طفرة الذكاء الاصطناعي، على الأقل لي).

ويعزى 25% إضافية من المكاسب إلى شركات التكنولوجيا الخمس الكبرى، والتي ارتفعت جميعها بدرجات متفاوتة، على أساس الوعد بنفس التكنولوجيا التي عززت أداء شركة نفيديا وشركات أشباه الموصلات. إذن، نحو 56% من مكاسب السوق مرتبطة بالذكاء الاصطناعي. فماذا يحدث لو قررت الأسواق إجمالاً أن شركات الذكاء الاصطناعي أقل ربحية مما هو مقدر حالياً؟.

الأمر المطمئن هو أنه حتى مع استبعاد جميع هذه الشركات، فإن بقية الشركات بالسوق حققت أداءً جيداً. وارتفعت قيمة الشركات الـ484 المدرجة في المؤشر بنسبة 20% كما أنها تشهد ارتفاعاً كبيراً، لكنه لم يكن بالقدر الذي نشهده عند إدراج شركات الذكاء الاصطناعي.

ويمثل ذلك مزيجاً رائعاً من الشركات: الترفيه، السلع الأساسية، الأعمال المصرفية، التكنولوجيا، وتطوير المنازل، والمدفوعات. وكان أداء الشركات الكبيرة عالية الجودة من مختلف القطاعات جيداً للغاية منذ أكتوبر، وبالتالي، فقد كان هذا انتعاشاً واسع النطاق بالفعل.

الأمر ليس بهذه البساطة!، لأن الأشهر الثمانية الماضية اتسمت بمرحلتين مختلفتين، إذ استمر الارتفاع واسع النطاق حتى أواخر مارس فقط. ومنذ ذلك الحين، كان التراجع ملحوظاً، كما يظهر من أداء مؤشر ستاندرد آند بورز 500 لوزن السوق والوزن المساوي. وقد انخفض مؤشر الوزن المساوي خلال الأسابيع الـ12 الماضية.

وجاءت جميع مكاسب السوق وأكثر من الشركات المستفيدة من الذكاء الاصطناعي. وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ككل بأكثر من 4%، أما الشركات الـ484 غير المرتبطة بالذكاء الاصطناعي فقد انخفضت بنسبة 2%.

من المثير للاهتمام أن شركة إنتل، شركة الرقائق التي يعتقد السوق أنها لن تستفيد من الذكاء الاصطناعي، هي صاحبة الأداء الأسوأ. والأهم من ذلك، أن شركة إنتل والشركات الثلاث الأخرى ذات الأداء الأسوأ ديزني، وأكسنتشر، وسيلزفورس، انهارت جميعها بعدما قدمت أهداف أرباح مخيبة للآمال عند إعلان أرباح الربع الأول. وفي هذه السوق، لا يمكن للشركات التي تفتقر إلى هالة الذكاء الاصطناعي تحمل الفشل في تحقيق التوقعات.

عموماً، فإنه حال ساد تصور مفاده أن الذكاء الاصطناعي لن يكون عملاً تجارياً كبيراً لجميع المشاركين، فقد تكون نهاية هذا الانتعاش سيئة.