تداولات اللحظات الأخيرة تثير مخاوف كبيرة في أسواق الأسهم

ت + ت - الحجم الطبيعي

يكثف مديرو الصناديق إبرام الصفقات في أواخر جلسات التداول بالولايات المتحدة وأوروبا، ما يثير مخاوف من أن انفجار النشاط في هذه الأوقات قد يعرض بعضاً من أكبر أسواق الأسهم في العالم لمخاطر كبيرة في حالة حدوث أي خلل.

وبلغت نسبة التداول اليومي للأسهم في بورصات الاتحاد الأوروبي، خلال مزادات نهاية اليوم، مستوى قياسياً بلغ 29% في الربع الأول من العام، وفقاً لشركة التحليلات «بيج إكزيت». ويقارن ذلك بنسبة 22.5% في الربع الأول من عام 2021، وفقاً للشركة.

وتتراوح مدة مزاد الإغلاق من 5 إلى 10 دقائق يتم فيها تحديد أسعار الأسهم النهائية لهذا اليوم. ويتشابه هذا الارتفاع الحاد في أوروبا مع ما حدث في الولايات المتحدة، حيث تم تداول 19% من الأسهم بالبورصات في مزادات الإغلاق، خلال الأشهر الثلاثة حتى مارس، وذلك ارتفاعاً من 12.5% خلال فترة عام 2021، وفقاً لـ«بيج إكزيت».

وقد أثار تركيز المستثمرين على إبرام الصفقات في الدقائق الأخيرة من اليوم مخاوف من أن هذا الارتفاع الكبير في هذا الوقت المتأخر يجعل أسواق الأسهم عرضة للخطر في حالة حدوث أي خلل فني. ووصف مسؤول تنفيذي كبير في البورصة الأوروبية نهاية اليوم بأنها أصبحت «منفصلة تماماً» عن بقية التداولات، مضيفاً إن البورصة «بدأت مناقشات مع البنوك الكبيرة حول المخاطر الكبيرة للدقائق الخمس الأخيرة»، ولافتاً إلى «مخاطر التركيز» على البورصات الأوروبية.

ويأتي الازدهار في التداول في مزاد الإغلاق مدفوعاً إلى حد كبير بالشعبية المتزايدة لصناديق الاستثمار المتداولة في البورصة والاستثمار السلبي، والتي تقاس على أساس سعر إغلاق المؤشرات. ويعني النشاط المتزايد أنه يمكن لمديري الصناديق النشطين، الذين يحاولون التفوق في الأداء على المعايير القياسية، أيضاً نقل كميات كبيرة من الأسهم دون أن يكتشف المتداولون صفقاتهم. وتظهر أهمية الاستثمار السلبي بشكل خاص في الأيام التي تعاد فيها موازنة المؤشرات الكبيرة.

وفي 31 مايو، أعادت «إم إس سي أي» موازنة مؤشراتها، ما أدى إلى تداول 68% من الأسهم الأوروبية و43% من الأسهم الأمريكية عند الإغلاق في ذلك اليوم، ووفقاً لـ«بيج إكزيت» يشعر مسؤولو التداول بالقلق في الغالب حيال تأثير انقطاع التيار الكهربائي خلال مزاد الإغلاق، مثلما حدث مع مجموعة البورصة الأوروبية «يورونكست» في أكتوبر 2020.

وقال ناتان تيفينبرون، رئيس قسم الأسهم في أمريكا الشمالية وأوروبا في سبوي غلوبال ماركتس: «إن السيناريو الكارثي للسوق هو انقطاع التيار خلال التداول في البورصة في يوم إعادة التوازن الرئيسية للمؤشر، ما يحول دون إجراء مزاد الإغلاق».

وقالت هيئة السلوك المالي في المملكة المتحدة إنها على علم بالنشاط المتزايد في مزادات الإغلاق، وتقوم بتقييم الكيفية التي تدير بها هذه الأماكن انقطاعات التيار كجزء من مراجعتها للأسواق الثانوية. كما أشارت هيئة الأوراق المالية والأسواق الأوروبية، وهي الجهة التنظيمية لعموم أوروبا إلى أنه «كلما ركزت أكثر على التداول... في وقت واحد، زادت أهمية إدارة المخاطر التشغيلية». وأضافت إنها تراقب: «كيف يؤثر التداول في مزادات الإغلاق على الأسعار».

كما يتزايد قلق المسؤولين التنفيذيين من أن النشاط المتزايد يستنزف السيولة من باقي ساعات التداول، والتي تبلغ ثماني ساعات في أوروبا وست ساعات ونصف في الولايات المتحدة. وقال كيفن تيريل، رئيس قسم الأسهم في بورصة نيويورك: «أصبح المزاد الختامي الآن هائلاً». وأضاف: «يواجه الافتتاح تحدياً أكبر»، مؤكداً أن بورصة نيويورك «تعمل بنشاط مع المؤسسات لزيادة المشاركة».

ويحذر المتداولون من أن ضعف النشاط يجعل التداول أكثر صعوبة. وقال متداول كبير لدى أحد مديري الصناديق: إن التحول في حجم التداول أدى إلى «فروق أسعار أكبر خلال اليوم وزيادة التقلبات أثناء التداول المستمر».

وأضاف إن الصفقات الكبيرة أصبحت أكثر وضوحاً. وتابع «يمكن للمتداولين ذوي السرعة العالية اكتشاف أي شيء يمثل 3 أو 4 % من حجم التداول اليومي لدينا، ويتحرك السوق بعيداً عنك». وقال تيفنبرون: «إنها حلقة من ردود الفعل. المزيد من السيولة في نهاية اليوم تدفع الناس إلى التداول أكثر عند الإغلاق».

كلمات دالة:
  • FT
Email