هل تبدأ أسواق العمل الأمريكية في التباطؤ؟

من المتوقع أن تكون بيانات يوم الجمعة عن الوظائف غير الزراعية في أمريكا هي الأبرز في أسبوع مليء بالبيانات، ستختصره احتفالات عيد الاستقلال غداً (الخميس 4 يوليو). ويتوقع محللون استطلعت رويترز آراءهم إضافة 180 ألف وظيفة جديدة في يونيو، وثبات معدل البطالة عند 4%، وهو أعلى مستوى له منذ فبراير 2022.

وأحدثت 272 ألف وظيفة أعلن عنها في مايو مفاجأة، لأن الرقم جاء أعلى بكثير من التوقعات، ما وفر بعض الطمأنينة على صحة الاقتصاد، إلا أن الاقتصاديين أشاروا إلى الفروق الدقيقة في بيانات لاحقة، تشير إلى تباطؤ النمو. وقالت يلينا شولياتيفا، كبيرة الاقتصاديين الأمريكيين في بنك «بي إن بي باريبا»: «لا يزال الأمريكيون يرون أن الحصول على وظائف أمر سهل بشكل عام»، مضيفة أن النمو في قطاعات الرعاية الصحية والترفيه والضيافة، وكذلك الوظائف الحكومية المحلية وحكومات الولايات، يجب أن يدعم الرقم الرئيسي.

ويمكن أن يؤدي رقم يقل عن التوقعات إلى إثارة قلق المستثمرين الذين يخشون أن يفقد الاقتصاد الأمريكي زخمه. وأظهرت البيانات في شهر يونيو أن طلبات الحصول على معونة بطالة وصلت إلى 1.84 مليون طلب، وهو أعلى مستوى لها منذ نوفمبر 2021، ما يشير إلى أن الباحثين عن عمل يجدون صعوبة في الحصول على وظائف، حتى وإن كان العاملون مرتاحين بشأن مستقبلهم الوظيفي.

وسيهتم المتداولون أيضاً بمتوسط نمو الأرباح في الساعة وإشاراته للتضخم. وأظهرت بيانات شهر مايو انخفاضاً تدريجياً في الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي، وهو مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، ما يدعم من يأملون خفض أسعار الفائدة في الأشهر المقبلة. ومن المتوقع انخفاض معدل نمو الأرباح لشهر يونيو إلى 3.9% على أساس سنوي ليصل إلى أدنى مستوى جديد بعد الوباء.

وقالت شولياتيفا: «تاريخياً، كان نمو متوسط الدخل في الساعة في حدود 3%، ما يتوافق بشكل أكبر مع نمو التضخم (الاستهلاك الشخصي) بنسبة 2%».

وتجاهلت الأسواق التقلبات والمنعطفات التي شهدتها حملة الانتخابات العامة في المملكة المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة، حيث يتوقع على نطاق واسع أن يفوز فيها حزب العمال المعارض الحكومة بأغلبية المقاعد في البرلمان بعد أن يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع غداً.

ومنذ الإعلان المفاجئ لرئيس الوزراء ريشي سوناك في مايو عن إجراء انتخابات في 4 يوليو، انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.6% مقابل الدولار. ويعزى هذا الانخفاض في الغالب إلى قوة الدولار، الذي ارتفع بنسبة 1% مقابل سلة من 6 عملات خلال الفترة نفسها، في حين تأثرت أسعار السندات الحكومية في المملكة المتحدة بتوقعات البيانات الاقتصادية بشأن موعد بدء بنك إنجلترا خفض أسعار الفائدة.

من ناحية أخرى، أدى بداية موسم السياحة الصيفية إلى ارتفاع أسعار العديد من الخدمات من عروض العطلات إلى الفنادق، ما يهدد بتأخير انخفاض التضخم في منطقة اليورو الذي توقعه العديد من المحللين.

ويتوقع الاقتصاديون الذين استطلعت رويترز آراءهم انخفاض التضخم الكلي في منطقة اليورو بشكل طفيف، من 2.6% في مايو إلى 2.5% في يونيو، كما تشير المؤشرات الأولية من الأرقام الصادرة في فرنسا وإسبانيا وإيطاليا يوم الجمعة إلى انخفاض ناتج عن تراجع أسعار الطاقة والغذاء، وهو أقوى قليلاً من الارتفاع في أسعار الخدمات الثابتة.

وانخفض التضخم بشكل طفيف في فرنسا وإسبانيا، لكنه ارتفع بشكل طفيف في إيطاليا، وبعد استبعاد الطاقة والغذاء، كان التضخم الأساسي إما ثابتاً أو انخفض بشكل طفيف في البلدان الثلاثة. وقال جورج موران، الخبير الاقتصادي في نومورا: «تشير الدلائل المتعلقة بالتضخم الأساسي إلى مخاطر ارتفاع طفيفة».

ومن المتوقع أن توفر هذه الأرقام بعض الطمأنينة للبنك المركزي الأوروبي، الذي خفض أسعار الفائدة أخيراً للمرة الأولى منذ خمس سنوات، في حين أعرب عن قلقه بشأن ثبات أسعار الخدمات.

وقالت فرانزيسكا بالماس من كابيتال إيكونوميكس: «بشكل عام، لن تثير هذه البيانات قلق مسؤولي البنك المركزي الأوروبي بشكل مفرط، لكن توقف التضخم في الخدمات سيعزز عزمهم على توخي الحذر».

وتوقعت فرانزيسكا أن يبقي البنك المركزي الأوروبي على الأرجح على أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه المقبل في يوليو، على أن يخفضها مرتين بإجمالي نصف نقطة مئوية بحلول نهاية العام.

الأكثر مشاركة