قد تكون عمليات الإنقاذ المصرفي أسهل، وأحياناً أصعب الصفقات التي تخوضها شركات الأسهم الخاصة. ودائماً ما تضخ الأموال الجديدة تقريباً بسعر خصم مقارنة بسعر التداول الحالي، الذي غالباً ما يكون قد تعرض للتداعي. لذلك، تميل الحسابات لصالح الذين يضخون رأس المال.

لكن صائدي الصفقات في «وول ستريت» عندما يخوضون الرهان، فإنهم لا يخاطرون بالشراء في سوق متراجعة بسرعة. وفي أحدث الصفقات، أبرمت مجموعة تقودها «فورترس إنفستمنت غروب» و«كانيون كابيتال» صفقة استثمارية بقيمة 228 مليون دولار لشراء حصة في مصرف «فيرست فاونديشن» الإقليمي الذي يتخذ من دالاس مقراً له. وكان حجم الأموال جيداً بما يكفي للحصول على حصة قدرها 50% تقريباً، واشترت المجموعة هذه الأسهم بخصم بنحو 40% مقارنة بسعر السوق في اليوم السابق. وكانت أسهم «فيرست فاونديشن» قد تراجعت بالفعل بقرابة النصف هذا العام.

وقاد ستيفن منوشين، وزير الخزانة في عهد دونالد ترامب، عملية إنقاذ بقيمة مليار دولار في وقت مبكر من العام لصالح «نيويورك كوميونيتي بنك»، الذي كان استحوذ على حصة في «سيغنتشر بنك» الذي ضربته أزمة خلال العام الماضي. واشترى منوشين الأسهم بخصم قدره 40% مقارنة بسعر تداول أسهم «نيويورك كوميونيتي بنك»، وما زال يحقق أرباحاً كبيرة حتى يومنا هذا.

ويمكن أن يكون التوقيت الخاطئ للتدخل كارثياً. فقد ضخت مجموعة «تي بي جي كابيتال» للاستحواذ نحو ملياري دولار في «واشنطن ميوتشوال» في وقت مبكر من 2008، لكن المجموعة فقدت المبلغ كاملاً بنهاية ذلك العام بعد إفلاس المصرف.

ويتمثل الجزء الأكبر من سجل قروض «فيرست فاونديشن» في شقق تسكنها عائلات متعددة، وهو الانكشاف الذي يسعى إلى تقليصه في الوقت الراهن. وبالمثل، يتمثل الانكشاف الكبير لـ «نيويورك كوميونيتي بنك» في مبانٍ سكنية بمدينة نيويورك.

يمكن لرؤوس الأموال الجديدة أن تمد المصارف بمتنفس على هيئة تحصينات تستوعب الخسائر للتعاطي مع ميزانياتها العمومية. ومع ذلك، فالأموال الجديدة تعد أقل فاعلية في مواجهة هروب الودائع. لكن تكمن الفكرة أيضاً في أن رؤوس الأموال الجديدة بإمكانها تهدئة روع المودعين القلقين.

لذلك، يتوجب على المسؤولين التنفيذيين للمصارف التحرك سريعاً لجمع تمويلات جديدة، لأن أقل المعنويات قتامة من شأنها التسبب في هرب العملاء والشركاء. وبالمثل، بإمكان شركات الأسهم الخاصة الحصول على شروط جذابة، بما في ذلك القدرة على الاستثمار بخصم، وكذلك الحصول على شهادات شراء أسهم إضافية إما بتكلفة ضئيلة أو دون أي تكلفة.

من الطبيعي أن يشعر المساهمون العاديون بخيبة الأمل بسبب تقليص حصصهم القائمة إلى حد كبير، وربما يفضلون إبرام المسؤولين التنفيذيين صفقات أصعب مع شركات الأسهم الخاصة. والبديل الوحيد الحقيقي أمامهم هو الوقوف متفرجين بينما تتآكل استثماراتهم إلى الصفر.