المستثمرون يرحبون بالأسهم البريطانية في تحول مفاجئ

ت + ت - الحجم الطبيعي

مديرو الصناديق مثل بلاك روك وأليانز وروفر يراهنون على أن الاستقرار السياسي سينهض بسوق لندن.

يهيئ كبار المستثمرين أنفسهم «لتغير اتجاه المد» في سوق الأسهم غير المحببة بلندن، آملين أن يؤدي تحسن الاقتصاد، وانخفاض سعر الفائدة، والاستقرار السياسي في نهاية الأمر إلى تعزيز قيمة الأسهم البريطانية الرخيصة.

وانضمت شركات إدارة الأصول العالمية، مثل بلاك روك وأليانز، إلى شركات إدارة الصناديق البريطانية، مثل روفر وراثبونز، في زيادة استثماراتهم بالأسهم المدرجة في المملكة المتحدة. وبعد سنوات من الاستثمار المخيب للآمال مقارنة بالأسواق الأوروبية والأمريكية، يرى المستثمرون الآن أن تقييمات المملكة المتحدة جذابة.

ووفقاً لبيانات التدفق من بنك أوف أمريكا تحول عملاؤه المؤسسون منذ شهر مايو، من بائعين للأسهم البريطانية إلى مشترين، في عكس الاتجاه السائد منذ فترة طويلة بالقطاع.

وتشير بيانات «مورنينغ ستار» إلى أن الأسهم البريطانية متوسطة الحجم شهدت تدفقات واردة لمدة 3 أشهر متتالية، وهو قطاع وثيق الصلة بالوضع الاقتصادي البريطاني، وهي أول تدفقات واردة منذ نوفمبر 2022.

وقالت ريبيكا ماكلين، مديرة الاستثمار لدى شركة أبردن، إنه «طرأ تحول ملحوظ حيال الحديث عن المملكة المتحدة».

وأوضحت أن انخفاض التضخم والتوقعات الإيجابية بالفوز الساحق لحزب العمال في الانتخابات هذا الشهر سيؤدي إلى تشكيل حكومة تتسم بالاستقرار، مضيفة أن «المؤشرات الأولية تشير إلى حدوث تحول في تدفقات إلى الأسهم البريطانية». ويأتي هذا التحول في معنويات السوق بعد 8 سنوات مريرة للأسهم البريطانية منذ استفتاء الاتحاد الأوروبي عام 2016.

وقد تجنب المستثمرون، سواء من المؤسسات أو الأفراد، الأسهم البريطانية منذ ذلك الحين، كما أدى هروب الشركات المستمر من بورصة لندن إلى تفاقم المخاوف حيال مستقبل الحي المالي. وقد أصيب المستثمرون الباحثون عن الصفقات الرخيصة، الذين جذبتهم التقييمات المنخفضة، خيبة أمل عموماً. وعلى مدار السنوات الخمس الماضية، حقق مؤشر فايننشيال تايمز 100 عائدات بنسبة 30 %، في حين حقق مؤشر ستوكس أوروبا 600 مكاسب بنسبة 45 % على مستوى القارة، وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في وول ستريت بنسبة 94 %.

وربما بدأت سوق الأسهم في لندن تظهر أولى علامات الانتعاش. فقد أعلنت مجموعة فيفيندي الفرنسية هذا الأسبوع عن خطط لإدراج وحدتها التلفزيونية الفرنسية «كنال +» في بورصة لندن. ومن المتوقع أن تحذو حذوها شركة التجزئة الصينية للموضة السريعة «شي إن» في وقت لاحق من العام.

وخلال الأشهر الماضية، ضاعفت شركة روفير، التي تتخذ من لندن مقراً لها، انكشافها على الأسهم البريطانية من 5 % إلى نحو 10 % من محفظتها. وقال ألكسندر شارتر مدير صندوق روفير إن «التقييمات في المملكة المتحدة جذابة، وهناك المزيد من الاستقرار السياسي مع الحكومة الجديدة، إنه سوق مثير للاهتمام».

وفي مطلع يوليو، اتجهت بلاك روك، أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم بقيمة 10.6 تريليونات دولار، صوب زيادة مراكزه ا في الأسهم البريطانية.

وقال فيفيك بول، كبير خبراء الاستثمار في المملكة المتحدة بمعهد بلاك روك للاستثمار إنه «رغم الجاذبية الواضحة لتقييمات الأسهم البريطانية، لكن لم يكن لدينا حافز كافٍ لزيادة الاستثمار.. ويوفر احتمال وجود مناخ سياسي أكثر استقراراً هذا الزخم».

وقارن بول النتيجة الحاسمة للتصويت في المملكة المتحدة بالفوضى السياسية في فرنسا، حيث حقق اليسار المتطرف واليمين المتطرف مكاسب كبيرة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

وذكر جيمس طومسون، مدير صندوق راثبون غلوبال أوبورتيونيتيز بقيمة 4 مليارات جنيه إسترليني، أن مخصصاته الحالية للأسهم البريطانية هي الأعلى منذ عام 2026، بنسبة 6 %. وأضاف أنه يفضل المملكة المتحدة، لأنها «لم تعد منعزلة سياسياً أو اقتصادياً مع عودة التضخم إلى المستوى المستهدف.. فالجنيه الإسترليني هو أقوى عملة بين عملات مجموعة العشرة الكبار هذا العام، وعلى وشك الاستفادة من سلسلة التخفيضات المقبلة في أسعار الفائدة».

وقبل أشهر من الانتخابات، قرر بعض مديري المحافظ الاستثمارية العالمية ببساطة أن الأسعار في المملكة المتحدة منخفضة إلى حد لا يسمح بتجاهلها. وبدأ أليك كاتلر، المقيم في برمودا، في شراء الأسهم البريطانية لصندوق أوربيس غلوبال بالانسيد البالغ قيمته 5 مليارات دولار منذ 18 شهراً، و10 % من استثماراته في السوق البريطانية الآن.

وقال «الوضع وكأنه جنة للمستثمرين في الأسهم». وهو يمتلك أسهم في شركة رولز رويس، ذات الأداء الأفضل في مؤشر فوتسي 100، إضافة إلى شركات أصغر، مثل مجموعة البناء كيلر، التي شهدت ارتفاعاً بنسبة 67 % منذ بداية العام.

إلا أن تجدد اهتمام المستثمرين لم ينتج عنه ارتفاع ملموس في سوق لندن، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن التوقعات الإيجابية حيال المملكة المتحدة عززت قيمة الجنية الإسترليني، ما يؤثر سلباً على أرباح الشركات متعددة الجنسيات التي تهيمن على مؤشر فايننشيال تايمز 100.

وفي الوقت نفسه، يواصل مستثمرو التجزئة البيع من صناديق الأسهم في المملكة المتحدة، حيث قاموا بسحب ما يقرب من 1.8 مليار جنيه إسترليني في شهر مايو - وهو مبلغ شهري قياسي. ومنذ عام 2016، سحب المستثمرون الأفراد نحو 54 مليار جنيه إسترليني، وفقاً لبيانات «إنفستمنت أسوسيشن»، وهي هيئة تجارية.

رغم ذلك، يجادل مديرو الصناديق بأن السلبية المحيطة بالسوق البريطاني تجعله مستعداً لفترة من التعافي لمواكبة الأسواق الخارجية، حتى لو لم يحدث نهضة كاملة. وعلق سايمون جيرجيل، كبير مسؤولي الاستثمار في المملكة المتحدة لدى شركة أليانز غلوبال إنفستور، قائلا «لم يتم إثبات وجهة نظر أن المملكة المتحدة رجل أوروبا المريض».

كلمات دالة:
  • FT
Email