ندوة جاكسون هول الاقتصادية هي من أقدم المؤتمرات المصرفية المركزية في العالم، وتتم بتنظيم من الفيدرالي في مدينة كانساس الأمريكية منذ عام 1978، ويتم عقدها في جاكسون هول منذ عام 1981.

وتتمثل مهمة الندوة في تعزيز النقاش المفتوح بين الأشخاص البارزة في النظام المالي العالمي. ويتم اختيار الحضور بناءً على المحور الرئيسي للندوة كل عام، مع إيلاء اعتبار إضافي لخلق تنوع إقليمي بين الحضور.

وتركز الندوة كل عام على قضية اقتصادية مهمة تواجه الاقتصادات حول العالم، ومن بين المشاركين فيها محافظو بنوك مركزية حول العالم ووزراء مالية، إضافة إلى شخصيات أكاديمية ومالية واقتصادية بارزة من جميع أنحاء العالم.

ويتابع المهتمون في الأسواق أعمال الندوة عن كثب، حيث من المحتمل أن تؤثر الملاحظات غير المتوقعة الصادرة عن جهات لها وزنها في المجال في أسواق الأسهم والعملات العالمية.

ويفرض الفيدرالي في كانساس سيتي رسوماً على الحضور لتغطية النفقات المرتبطة بالندوة، إذ يحضر نحو 120 شخصية عامة يمثلون مجموعة متنوعة من الخلفيات والصناعات، لكن حضور المشاركين محدود، والتغطية الإعلامية مقتصرة على الجهات المدعوة فقط.

في كل عام، يقوم الفيدرالي في كانساس بتحديد موضوع معين للندوة، ويختار مجموعة من الحاضرين بناءً على هذا الموضوع، إذ يكتب هؤلاء الخبراء ويقدمون الأبحاث المتعلقة بموضوع الندوة. وينشر البنك الأبحاث على الإنترنت، إلى جانب النصوص الكاملة للخطابات التي يتم إلقاؤها في الندوة.

 

بداية القصة

بدأت القصة في عام 1978 عندما استضاف بنك الاحتياطي الفيدرالي في مدينة كانساس سيتي أول ندوة له بعنوان «التجارة الزراعية العالمية: إمكانات النمو» بمبادرة من وليام بول، رئيس الفيدرالي آنذاك في كانساس سيتي، ولكن في عام 1982 انتقل الحدث إلى جاكسون هول، في ولاية وايومنج الأمريكية.

وتم اختيار جاكسون هول لأن المنطقة هادئة وبعيدة عن المراكز المالية الكبرى، شيء يشبه المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، ودعا حينها رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي «روجر جوفي» رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي آنذاك «بول فولكر» لحضور الندوة التي تحمل عنوان «قضايا السياسة النقدية في الثمانينيات».

 

أبرز المحطات

في العام 1990، ركزت الندوة على «قضايا البنوك المركزية في الاقتصادات الناشئة عن الأسواق الناشئة».

وفي 2007-2008، اعتبر بعض المدعوين للندوة موضوع «الإسكان وتمويل الإسكان والسياسة النقدية» مملاً؛ ومع ذلك، عندما انطلق الحدث في أغسطس، انهار سوق الإسكان، ما جعل الموضوع مناسباً وفي الوقت المناسب.

مع احتدام تداعيات الأزمة المالية في 2008، غادر رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي «بن برنانكي» وقائع المؤتمر الرسمية لمناقشة تطورات السوق مع مساعدين رئيسيين، بينهم نائب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، دونالد كوهن، ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، ووزير الخزانة لاحقاً، تيموثي جيثنر.

قال «برنانكي» في مذكراته الصادرة في 2015 عن تلك الفترة: «حاولنا أن نظل غير واضحين من خلال مغادرة المؤتمر في أوقات مختلفة».

وفي خطابه الافتتاحي عام 2007، وضع «برنانكي» خفض أسعار الفائدة بشكل مباشر على الطاولة من خلال سرد الخسائر التي أحدثها ركود سوق المنازل على الاقتصاد، ومن خلال التأكيد على أهمية «الأسواق المالية التي تعمل بشكل جيد»، خفض البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية في الشهر التالي، الأول في سلسلة دفعت أسعار الفائدة الاتحادية في النهاية إلى ما يقرب من الصفر.

وكان من بين أهم الاجتماعات في صيف العام 2012، حيث كانت تلميحات رئيس الاحتياطي آنذاك بن برنانكي إلى استعداد الفيدرالي للقيام بدورة ثالثة من التيسير الكمي لتحفيز الاقتصاد، وبالفعل تم بعد شهر الإعلان عن ذلك.

قبلها بعامين، أعلن رئيس الاحتياطي خلال الاجتماع عن خطته في اتباع سياسة نقدية تيسيرية، وكان ذلك وقت الأزمة المالية العالمية، وكان من ضمن 5000 كلمة أدلى بها برنانكي في اجتماع 2010، يوجد 2000 كلمة حول مزيد من الخيارات نحو تخفيف السياسة النقدية.

وفي اجتماعات 2014، تحدث ماريو دراجي، رئيس الوزراء في الحكومة الإيطالية حالياً، رئيس البنك المركزي الأوروبي في حينه، عن عزم المركزي الأوروبي إغراق الأسواق في برنامج التيسير الكمي، وبالفعل ارتفعت عوائد السندات الأمريكية والألمانية بمقدار من 20 إلى 30 نقطة، في الأسابيع التي تلت تلك التصريحات، لتستأنف بعد ذلك تراجعها الحاد بفعل برنامج شراء الأصول.