تعتبر الحساسية مرضاً مُنهكاً ومميتاً في بعض الأحيان. ويتأثر بها أكثر من خمس سكان العالم بدرجة ما. وعلى الرغم من ذلك، فإنها كانت مجالاً مهملاً نسبياً من مجالات البحث.لكن هذا الأمر قد بدأ يتغير أخيراً، حيث حصل عقار زولير، الذي تم اعتماده في الأصل في عام 2003 كعلاج الربو الشديد، على الموافقة مؤخراً باعتباره أول عقار معتمد من قِبَل إدارة الغذاء والدواء لتقليل ردود الفعل التحسسية تجاه أنواع متعددة من الأطعمة.

وقد مكن العقار، الذي يتم تسويقه بشكل مشترك في الولايات المتحدة من قِبَل شركتي نوفارتيس وروش، لأكثر من ثلثي المشاركين في التجارب الذين يعانون من حساسية تجاه الفول السوداني بتحمل ما يعادل حبتين ونصف من الفول السوداني بعد حوالي أربعة أشهر من العلاج.

ومن الأمثلة الأخرى للعقاقير التي يمكن إعادة توجيهها لاستخدامات أخرى عقار دوبيكسنت، وهو عقار للإكزيما والربو تنتجه شركة سانوفي الفرنسية وشركة ريجينيرون الأمريكية. ووصف جورج يانكوبولوس، كبير مسؤولي العلوم في شركة ريجينيرون، إمكانية علاج الحساسية الشديدة بأنها «الشيء الكبير القادم» في مجال الأدوية لدواء، لكن لا يزال البحث، الذي يتضمن عدداً من الأدوية، في مرحلة مبكرة.

وتستهدف هذه الأساليب جسماً مضاداً معيناً يتسبب في أعراض الحساسية. والنهج التقليدي لعلاج الحساسية ــ والذي يعود تاريخه إلى عام 1908 ــ يقوم على العلاج المناعي، وهو عملية للتخلص من حساسية المريض لكميات ضئيلة من المواد المسببة للحساسية. وفي الولايات المتحدة، يتم ذلك عادة باستخدام مزيج معين من المستخلصات، يتم حقنه تحت جلد المريض المستهدف.

لكن في شمال ووسط أوروبا، يستخدم المرضى عادة تركيبات موحدة. والشركة الرائدة في السوق في إنتاج المواد الموحدة لعلاجات الحساسية هي شركة «ألك- أبيلو» ALK-Abelló، وهي شركة دنماركية مسجلة منذ 101 عام، وتعتبر مؤسسة لوندبيك المساهم المسيطر فيها.

وتبلغ حصة الشركة 45% من السوق المتخصصة التي من غير المرجح أن تواجه منافسة عامة بسبب المبيعات المحدودة والتعقيد الكبير لعمليات التصنيع. وهي تستهدف تحقيق نمو بالمبيعات السنوية بنسبة 10% على الأقل خلال السنوات الخمس المقبلة.

وتعد «ألك- ابيلو» واحدة من عدة شركات تبحث في مجال علاجات الحساسية تجاه الفول السوداني، وهو النوع الأكثر شيوعاً من حساسية الطعام. وتقوم شركة دي بي في تكنولوجيز الفرنسية بتسجيل الأطفال الصغار في المرحلة الثالثة من تجربة تكنولوجيا رقعة جديدة خاصة بها.

ويتم تقديم العلاج المناعي لإزالة التحسس من جانب شركة «انتروميون ثيرابيوتيكس» Intrommune Therapeutics ومقرها نيويورك في شكل معجون أسنان، وهو النهج الذي تقول إنه يحسن الفعالية والسلامة.

كما أن شركة «اليرجي ثيرابيوتيكس» ومقرها المملكة المتحدة، وهي شركة فرعية من شركة «جي إس كيه» وانضمت إلى سوق «الاستثمار البديل» في عام 2004، لديها لقاح جديد للحساسية تجاه الفول السوداني في المرحلة الأولى من التجارب السريرية.

وتبقى مخاطر المستثمرين كبيرة في هذا المجال. وحتى الشركات التي تنجح فيها تجارب علاجات الحساسية قد تحتاج للكفاح بقوة لبناء سوق لها. لذلك، وعلى سبيل المثال، اضطرت شركة نسله في سبتمبر الماضي للتخلي عن شركة «بالفورزيا» المتخصصة في علاج الحساسية تجاه الفول السوداني.

والتي كانت استحوذت عليها قبل ثلاث سنوات كجزء من صفقة بقيمة 2.6 مليار دولار وذلك بعد إقبال ضعيف ومخيب للآمال على العلاج. ومع ذلك، توفر العلاجات التي تستهدف أمراض الحساسية نطاقاً هائلاً من الإمكانات التي كانت السمنة تتمتع بها ذات يوم، رغم أنها كانت نطاقاً تم استبعاده لفترة طويلة باعتبارها فئة من الأدوية من غير المرجح أن تزدهر. والآن تقدم الأبحاث الجديدة رؤى جديدة. ورغم أن الحاجة الكبيرة التي لا تتم تلبيتها حالياً لا تشكل ضمانة لسوق كبيرة، لكنها تشكل نقطة بداية مهمة.