خطة ائتمانات الكربون الأمريكية تجتذب اهتمام شركات التكنولوجيا العملاقة

انضمت شركات تكنولوجية كبرى، من بينها «ميتا» و«نتفليكس»، إلى مجموعة الشركات التي أعربت عن اهتمامها بدعم برنامج ائتمانات الكربون، الذي يقوده المبعوث المناخي الأمريكي السابق، جون كيري، وذلك في ظل ما تسجله هذه الشركات من زيادة كبيرة في الانبعاثات الناجمة عن مراكز البيانات المتعطشة للطاقة والذكاء الاصطناعي.

لكن كيري حذّر، في الوقت ذاته، من وجوب خفض الشركات لانبعاثاتها بصورة مباشرة، حتى مع تأهب عدد متزايد من الشركات لضخ أموال في تعويض الكربون. وبحسب كيري: «ليس من السهل أن تتسبب في كل هذه الانبعاثات، ثم تقول، حسناً، سندفع مقابل تعويضها». وكان جون كيري أول من أطلق خطة وزارة الخارجية الأمريكية بخصوص الائتمانات الكربونية، في ما يسمى «مسرّع انتقال الطاقة»، وذلك في عام 2022.

وبموجب الخطة، تحصل الحكومات الإقليمية أو الهيئات الحكومية على ائتمانات كربونية بتقليل انبعاثات قطاع الطاقة، من خلال تقليص البنية التحتية للطاقة، التي يشغلها الوقود الأحفوري، مثل المحطات العاملة بالفحم، وزيادة عدد مصادر الطاقة المتجددة. ومن شأن بيع الائتمانات للشركات الملوثة، المساعدة في تمويل الانتقال إلى الطاقة المتجددة.

ويُعد تجدد التوجه نحو سوق الائتمانات الكربونية، واحداً من الموضوعات الأساسية التي سيناقشها أسبوع المناخ في نيويورك، في سياق مجموعة من النقاشات التي ستُعقد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع.

وقد اكتسب الموضوع زخماً متزايداً، في ضوء الضغوط الاقتصادية التي تقع تحتها الحكومات في أرجاء العالم، ومع مواجهة الشركات صعوبة في خفض انبعاثاتها. وتعد شركات «أمازون» و«سيلز فورس» و«بيبسي» و«ماكدونالدز»، من بين أوائل الداعمين لمسرّع انتقال الطاقة، إلى جانب مصارف تشمل «بنك أوف أمريكا» و«مورغان ستانلي» و«ستاندرد تشارترد»، علاوة على انضمام «سانتاندر» إليهم مؤخراً. وتنضم إلى هذه القائمة 20 شركة أخرى، بينها «نايكي» و«آر إي آي»، وتعقد اجتماعاً في نيويورك لمناقشة الخطوات التالية على صعيد خطة مسرّع انتقال الطاقة، وأبدوا اهتماماً مبدئياً بدعم البرنامج.

وفي وقت مبكر من العام، أعلنت «غوغل» أن التوسّع في إنشاء مراكز البيانات التي تدعم طفرة الذكاء الاصطناعي، تسبب في ازدياد انبعاثاتها بنسبة 48 %، على مدى الأعوام الخمسة الماضية. وبالنسبة لشركة «مايكروسوفت»، فقد أفادت بتزايد انبعاثاتها بمقدار الثلث تقريباً منذ عام 2020، ما يعود إلى إنشائها لمراكز البيانات.

ولطالما روّج كيري للائتمانات الكربونية، باعتبارها طريقة لاجتذاب أموال من القطاع الخاص تجاه مشروعات طاقة نظيفة في البلدان النامية، خاصة في أفريقيا وجنوب شرق آسيا، وفي أمريكا الجنوبية، وسيكون أحد أبرز المتحدثين عن الموضوع في مناقشات أسبوع المناخ في نيويورك.

وصرح وزير الخارجية الأسبق، باعتقاده أن ازدياد الطلب العالمي على الطاقة يطرح سؤالاً عمّا إذا كان من الممكن أن تكون المشاركة في سوق الكربون حلاً للمشكلة. وقال: «الإجابة: نعم، لكنها تجتذب تقنيات أخرى إلى دائرة الضوء، بصورة أكثر سرعة مما كان ممكناً لولا هذا». ويدرس مسرّع انتقال الطاقة مشروعات تجريبية لإزالة الكربون في كل من تشيلي وجمهورية الدومينيكان والفلبين. وحضر وزراء من تلك الدول اجتماعاً عُقِدَ في نيويورك هذا الأسبوع.

الأكثر مشاركة