أكد كامل العوضي، نائب الرئيس الإقليمي للاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، أن عدد التذاكر التي تم بيعها في الإمارات خلال العام الماضي 2022 وصل إلى أكثر من 4.420 ملايين تذكرة، بقيمة إجمالية وصلت إلى 10.272 مليارات درهم.

وقال العوضي، في حوار مع «البيان»، إن دولة الإمارات استحوذت على 20.45% من إجمالي عدد التذاكر التي تم بيعها في دول مجلس التعاون الخليجي الذي وصل إلى 21.605 مليون تذكرة، وعلى نسبة 26.99% من إجمالي قيمة التذاكر في منطقة الخليج التي بلغت 38.046 مليار درهم.

وعن أداء قطاع الطيران وحجم الطلب على السفر ومستوى التعافي في دولة الإمارات، توقع العوضي أن حجم الطلب على السفر في السوق الإماراتي خلال العام 2023 سيصل إلى 106% من مستويات ما قبل الجائحة في 2019، وسيبلغ خلال 2024 نحو 121% من مستويات 2019 ، الأمر الذي يعطي فكرة واضحة عن طبيعة أداء قطاع الطيران في الإمارات خلال العام الجاري والعام المقبل.

منطقة الشرق الأوسط

وقال العوضي إن قطاع النقل الجوي في منطقة الشرق الأوسط يعد واحداً من أهم القطاعات على مستوى العالم، إذ تضم منطقة الشرق الأوسط مجموعة من شركات الطيران التي تعتبر الأهم على مستوى قطاع الطيران عالمياً، مشيراً إلى أن القطاع يواصل تسجيل مستويات قياسية لناحية التعافي من التحديات التي واجهته خلال السنوات القليلة الماضية، حيث تشير التوقعات إلى أنّ المنطقة ستصل خلال عام 2023 إلى 98% من مستويات الطلب قبل جائحة «كوفيد 19»، وكذلك 95% من معدلات السعة قبل الجائحة.

وأضاف العوضي أنه رغم التحديات التي واجهها القطاع خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أنه يواصل مسيرة تعافيه من التداعيات التي رافقت جائحة «كوفيد 19». وتشير التوقعات إلى أن قطاع الطيران سيعود إلى مسار تحقيق الأرباح في عام 2023. كما يتوقع أن تسجل شركات الطيران على المستوى العالمي أرباحاً صافية بقيمة 7.4 مليارات دولار، مع إجمالي إيرادات تبلغ 779 مليار دولار، مشيراً إلى أن هذا التحسن المتوقع يأتي رغم تنامي حالات عدم اليقين الاقتصادي، والتي تأتي بالتزامن مع تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى 1.3% مقارنة مع 2.9% في عام 2022. وقال العوضي إن منطقة الشرق الأوسط تعد من المناطق الهامة على مستوى القطاع، نظراً لموقعها الجغرافي الهام، فضلاً عن بنيتها التحتية المتطورة، مما يجعلها من اللاعبين الأساسيين على مستوى قطاع النقل الجوي العالمي. حيث يساهم النقل الجوي في توفير 3.4 ملايين وظيفة، فضلاً عن مساهمته بـ 213 مليار دولار في الناتج الإجمالي المحلي لدول منطقة الشرق الأوسط.

ازدحام الأجواء

وعن مشكلة ازدحام الأجواء، قال العوضي إن منطقة الشرق الأوسط تعد بمثابة نقطة اتصال بين قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا، وإن الزيادة المتوقعة في الطلب على السفر قد تؤثر على الحركة الجوية وتسبب الازدحام في الأجواء، لذلك يجب القيام بمجموعة من التدابير التي يمكن اتخاذها لتخفيف الازدحام مثل التعاون والتنسيق في إدارة الحركة الجوية بين الحكومات، إضافة إلى تحسين الكفاءة والفعالية من خلال تقليل حالات التأخير، وتحسين استخدام المجال الجوي المتاح.

الشحن الجوي

وأضاف نائب الرئيس الإقليمي للاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، أنه نظراً لحالة عدم اليقين الاقتصادي على مستوى العالم، انخفضت مستويات الأداء في مجال الشحن الجوي خلال العام الماضي مقارنة بالمستويات غير العادية لعام 2021. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع الطلب على الشحن الجوي إلى 1.6%، دون مستويات عام 2019 ما قبل الجائحة، في حين من المتوقع أن تؤدي الإجراءات المستمرة التي تتخذها الحكومات الرئيسية لمكافحة التضخم من خلال إبطاء النمو الاقتصادي إلى مزيد من الانخفاض في أحجام الشحن في عام 2023، لتصل إلى -5.6% مقارنة بعام 2019. وقال إن الخبر السار بالنسبة لقطاع الشحن الجوي هو أن متوسط العائدات وإجمالي الإيرادات لعام 2023، سيظل أعلى بكثير مما كان عليه قبل تفشي الجائحة.

أسعار النفط

وقال العوضي إن ارتفاع أسعار النفط قد يؤخر جهود شركات الطيران لإعادة التوازن إلى قوائمها المالية التي تأثرت بشدة خلال الجائحة الصحية، كما ستضيف العديد من التحديات والضغوط على شركات الطيران التي ترزح تحت عبء الديون، مشيراً إلى أن شركات الطيران تحقق ما يقرب من دولار واحد لكل راكب، ومن غير المعقول أن نتوقع منهم استيعاب زيادة بنسبة 50 % في تكلفة الوقود منذ بداية الأزمة الأوكرانية، ومع ارتفاع سعر النفط، يتعين على شركات الطيران أن ترفع أسعار التذاكر لاستيعاب هذه الزيادة.

وأضاف أنه من المتوقع أن تصل التكلفة الإجمالية للوقود المستهلك في عام 2023 إلى 229 مليار دولار، وهو ما يشكل نسبة 30 % من إجمالي النفقات. وأوضح العوضي أن الاضطرابات الجيوسياسية تؤثر بلا شك على قطاع الطيران، وساهمت الحرب الروسية الأوكرانية في التسبب بأزمة اقتصادية ناتجة إلى حد كبير من ارتفاع أسعار النفط والغاز، ما أدى إلى ارتفاع معدلات التضخم وضعف القوة الشرائية لدى المستهلكين، كما ارتفعت التكلفة التشغيلية لشركات الطيران، وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار تذاكر السفر. أما بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط بالتحديد، فقد استفادت المنطقة إلى حد ما من تعديل مسارات الطيران الناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية.