أكد محمد علي راشد لوتاه، المدير العام لغرف دبي قدرة دبي على مواصلة تعزيز مكانتها ضمن صدارة أكثر الوجهات العالمية المفضلة للأعمال والاستثمارات خلال السنوات المقبلة.
وقال لوتاه في حوار مع «البيان» إن السمعة العالمية الرفيعة التي باتت تحظى بها الإمارة في مختلف أنحاء العالم عززت قدرتها التنافسية إلى مستويات غير مسبوقة.
وأكد أن افتتاح 4 مكاتب خارجية جديدة لغرفة دبي العالمية، إحدى الغرف الثلاث العاملة تحت مظلة غرف دبي، في شهر يونيو الماضي وحده، يعد رسالة ثقة لمجتمع الأعمال بالتزام الغرفة دعم مصالحهم، وتعزيز وجودهم وتوسعهم الخارجي، ودعم جهود الإمارة في استقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة النوعية في القطاعات والمجالات الحيوية والتقليدية والمستقبلية، مشدداً على أن غرف دبي ماضية في جهودها لتحقيق أولوياتها الاستراتيجية في خدمة مجتمع الأعمال، ودعم أجندة دبي الاقتصادية «D33» في ما يختص بالقطاع الخاص.
وأوضح أن غرفة دبي العالمية افتتحت في النصف الأول من العام الجاري 6 مكاتب جديدة، توزعت على هونج كونج وأستراليا وإندونيسيا وسنغافورة والمملكة المتحدة وجنوب أفريقيا، ليبلغ مجمل عدد المكاتب الخارجية للغرفة 21 مكتباً، مشيراً إلى أن الغرفة تعتزم افتتاح 6 مكاتب جديدة في النصف الثاني من العام الحالي، ليصل مجمل عدد المكاتب الخارجية للغرف إلى 27 مكتباً في نهاية سنة 2023. وتعد هذه المكاتب جزءاً أساسياً من جهود صناعة مستقبل دبي ومجتمع أعمالها في ظل رؤية القيادة الرشيدة وتوجيهاتها الحكيمة.
قوة الاقتصاد
ونوّه لوتاه بتنافسية اقتصاد دبي، مشيداً بقدرته على تخطي كل التوقعات العالمية والتحديات التي يمر بها الاقتصاد العالمي، وخصوصاً أن قطاعاته الاقتصادية تشهد نمواً غير مسبوق تخطى في العديد منه مستويات ما قبل الجائحة وخصوصاً في قطاعي التجارة والسياحة والعقارات والخدمات اللوجستية والمالية إضافة إلى الاقتصاد الرقمي، عادّاً أن رؤية القيادة الرشيدة، وتضافر الجهود بين جميع الجهات المعنية، والسياسات المرنة التي تعتمدها الإمارة أسهمت جميعها في توطيد مكانة الإمارة عاصمة اقتصادية عالمية.
بوابة للاستثمارات
وأوضح المدير العام لغرف دبي أن مكاتب الغرفة الخارجية في الأسواق الدولية بوابة لشركات دبي إلى العالمية، وعامل جذب مهم للاستثمارات الأجنبية المباشرة التقليدية والمستقبلية إلى الإمارة، متحدثاً على سبيل المثال أن مكاتب الغرفة الثلاثة في الصين نجحت في الفترة بين يناير وأبريل 2023 في استقطاب 7 شركات صينية، 3 منها متعددة الجنسيات، و4 شركات صغيرة ومتوسطة، مؤكداً أن عدد الشركات الصينية المسجلة في عضوية الغرفة في تزايد مستمر وتخطى عددها مع نهاية مايو الماضي أكثر من 8,100 شركة صينية، والأرقام مرشحة للارتفاع مع تكثيف جهود الغرفة للاستفادة من السوق الصينية في تعزيز تنافسية دبي وقدرتها على استقطاب الاستثمارات.
دراسات دقيقة
ولفت لوتاه إلى أن اختيار أسواق المكاتب الخارجية يقوم على دراسات دقيقة ومعمقة للفرص والإمكانات التي قد تضيف قيمة مضافة لشركات دبي في توسعها الخارجي، أو للقطاعات الاقتصادية المتنوعة التي تستقطب الاستثمارات الأجنبية، عادّاً أن الدور الأساسي لهذه المكاتب يتركز في جذب الشركات العالمية متعددة الجنسيات والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة الرقمية إضافة إلى استقطاب أصحاب المواهب والثروات والمبدعين في مجالات عملهم، معتبراً أن دور هذه المكاتب أساسي في تحقيق مستهدفات خطة دبي للتجارة الخارجية برفع قيمتها إلى 2 تريليون درهم بحلول سنة 2026.
وتحدث لوتاه عن دور المكاتب في توسيع شبكة علاقات دبي التجارية والاستثمارية بالأسواق المستهدفة في جميع أنحاء العالم بفضل مواقعها الاستراتيجية عبر منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والهند والصين وأوراسيا وأمريكا اللاتينية ودول آسيان، حيث يتمحور تركيز هذه المكاتب على بناء العلاقات بالأطراف المعنية في القطاعين العام والخاص، وتحديد الأسواق الواعدة والفرص التجارية التي تنطوي على إمكانات عالية، مع إقامة شراكات عابرة للحدود، إضافة إلى تسهيل تجارة دبي الخارجية ودفع عجلتها نحو الأمام، وجذب الشركات والاستثمار الأجنبي المباشر إلى الإمارة، ومساعدة أعضائها على التوسع في الأسواق العالمية.
دبي جلوبال
وأشار المدير العام لغرف دبي إلى الدور المهم الذي تؤديه شبكة مكاتب غرفة دبي العالمية ضمن مبادرة «دبي جلوبال» التي أطلقها في سنة 2022 سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز مكانة دبي واحداً من أفضل مراكز الأعمال في العالم. وفي غضون السنوات القليلة المقبلة، سيتم تأسيس 50 مكتباً خارجياً ضمن المبادرة، التي تقودها غرفة دبي العالمية لدعم مصالح الشركات التي تتخذ من الإمارة مقراً لها وذلك في 30 سوقاً خارجية رئيسة ذات أولوية لإمارة دبي.
إندونيسيا
وأشار المدير العام لغرف دبي إلى أن إندونيسيا تعد سوقاً مهمة بالنسبة لدبي، إذ بلغ مجمل تجارة دبي غير النفطية مع إندونيسيا في العقد الماضي (2013 - 2022) نحو 75.3 مليار درهم، في حين بلغ عدد الشركات الإندونيسية الجديدة التي انضمت لعضوية غرفة تجارة دبي في الربع الأول من العام الحالي 13 شركة، بنمو بنسبة 62.5% مقارنة بعددها في الربع الأول من سنة 2022، إذ ارتفع العدد الإجمالي للشركات الإندونيسية المسجلة في عضوية الغرفة إلى 205 شركات مع نهاية الربع الأول من العام الحالي.
سنغافورة
ولفت لوتاه إلى أن مجمل تجارة دبي غير النفطية مع سنغافورة في العقد الماضي (2013 - 2022) بلغ نحو 143.2 مليار درهم، في حين بلغ عدد الشركات السنغافورية الجديدة التي انضمت لعضوية غرفة تجارة دبي في الربع الأول من العام الحالي 28 شركة، فارتفع العدد الإجمالي للشركات السنغافورية المسجلة في عضوية الغرفة إلى 715 شركة مع نهاية الربع الأول من العام الحالي.
المملكة المتحدة
وأشار المدير العام لغرف دبي إلى أن المملكة المتحدة تعد شريكاً تجارياً استراتيجياً لدبي، وتعد ضمن قائمة أهم 20 شريكاً تجارياً للإمارة باحتلالها المرتبة 14 في سنة 2022، في حين بلغ مجمل تجارة دبي غير النفطية مع المملكة المتحدة في العقد الماضي (2013 - 2022) نحو 321.9 مليار درهم، في حين بلغ عدد الشركات الجديدة من المملكة المتحدة التي انضمت لعضوية غرفة تجارة دبي في الربع الأول من العام الحالي 461 شركة، بنمو بنسبة 36% مقارنة بعددها في الربع الأول من سنة 2022 والذي بلغ آنذاك 336 شركة، فارتفع العدد الإجمالي لشركات المملكة المتحدة المسجلة في عضوية الغرفة إلى 9661 شركة مع نهاية الربع الأول من سنة 2023.
جنوب أفريقيا
وأكد لوتاه أهمية مكتب جنوب أفريقيا، وخصوصاً أن البلاد تعد الشريك التجاري الثاني لدبي في القارة الأفريقية في سنة 2022، إذ بلغ مجمل تجارة دبي غير النفطية مع جنوب أفريقيا في العقد الماضي (2013 - 2022) نحو 127.8 مليار درهم، في حين بلغ عدد الشركات الجديدة من جنوب أفريقيا التي انضمت لعضوية غرفة تجارة دبي في الربع الأول من العام الحالي 59 شركة، بنمو بنسبة 47.5% مقارنة بعددها في الربع الأول من سنة 2022 والذي بلغ آنذاك 40 شركة، إذ ارتفع العدد الإجمالي لشركات جنوب أفريقيا المسجلة في عضوية الغرفة إلى 836 شركة مع نهاية الربع الأول من سنة 2023.
القارة الأفريقية
ولفت لوتاه إلى أهمية السوق الأفريقية بالنسبة لغرف دبي، إذ تمتلك الغرفة 5 مكاتب خارجية في القارة الأفريقية، مع بلوغ عدد الشركات الأفريقية المسجلة في عضوية الغرفة مع نهاية العام الماضي أكثر من 32,000 شركة، ما يعكس أهمية هذه السوق التي تتمتع بمزايا استراتيجية مهمة كالموقع الجغرافي وتوافر الفرص الاستثمارية في مجالات النقل والخدمات اللوجستية والأمن الغذائي والتعدين، إضافة إلى الشركات الناشئة الرقمية، كاشفاً أن الغرفة تعتزم افتتاح مكتب جديد في العام الحالي في القارة الأفريقية وتنظيم بعثة تجارية إلى أسواق دول شرقي وغربي أفريقيا في نهاية العام الحالي، لدعم توسع شركات دبي في هذه الأسواق الاستراتيجية التي تشمل كينيا ورواندا ونيجيريا وكوت ديفوار.
وأشار لوتاه إلى المكانة المتنامية للإمارة وجهة عالمية للأعمال، واحتلالها مراتب متقدمة في معظم المؤشرات الاقتصادية العالمية، وجاذبيتها المتزايدة للأعمال والاستثمارات، عادّاً أن هذه المكانة تسهل على الغرف ممارسة نشاطها في هذا المجال، وخدمة المتطلبات الاستراتيجية والترويج للإمارة، كاشفاً عن تركيز الغرف على تنظيم لقاءات أعمال ثنائية بين شركات من دبي ونظرائها في الأسواق العالمية، إذ نجحت الغرفة في النصف الأول في إيجاد منصة مثالية للقاءات الأعمال ونسج شراكات اقتصادية، فنسقت على هامش بعثتها التجارية إلى دول آسيا الوسطى أكثر من 430 لقاء أعمال ثنائياً، ونظمت في مشاركتها في معرض في لندن أكثر من 50 لقاء أعمال ثنائياً للشركات المشاركة ضمن الوفد، في حين نجحت في مشاركتها الأخيرة في معرض سايتكس في جنوب أفريقيا في تنظيم نحو 50 اجتماع عمل ثنائياً لسبع شركات من دبي كانت في عداد وفد بعثة غرفة دبي العالمية إلى المعرض، عادّاً أن هذه اللقاءات أثمرت عدداً من الصفقات وأبرزها صفقة تم توقيعها بين شركة من دبي وأخرى من أوزبكستان في مجال الطاقة، ما يؤشر إلى نجاح جهود الغرفة في دعم التوسع الخارجي لشركات دبي.
وختم لوتاه بالتأكيد على التزام غرف دبي تكريس كل جهودها لتحقيق أولوياتها الاستراتيجية المنسجمة والمتلائمة تماماً مع خطط الإمارة الاستراتيجية والاقتصادية، مثمناً دعم القيادة الرشيدة اللامحدود وحرصها على خلق بيئة محفزة لنمو الأعمال في الإمارة.