الرئيس العالمي للتمويل الإسلامي في وكالة فيتش لـ«البيان»:

بشار الناطور: دبي تعزز مكانتها مركزاً عالمياً لإدراج الصكوك

ت + ت - الحجم الطبيعي

أفادت وكالة «فيتش» العالمية للتصنيف الائتماني أن دبي نجحت في تعزيز مكانتها مركزاً عالمياً لإدراج الصكوك، متفوقة على أغلب العواصم الاقتصادية العالمية المنافسة، مشيرة إلى أن الإمارات تعد مركزاً مهماً للبنوك الإسلامية، حيث يستحوذ التمويل الإسلامي على نحو 30 % من حجم التمويل في الدولة.

وقال بشار الناطور، المدير التنفيذي، الرئيس العالمي للتمويل الإسلامي بالوكالة في تصريحات لـ«البيان»: إن دبي عبر بورصة ناسداك- مركز دبي المالي العالمي، تعزز مكانتها، ضمن أفضل ثلاثة مراكز عالمية لاستقطاب وإدراج الصكوك، على الرغم من وجود منافسة قوية من أسواق مالية عريقة كسوق لندن المالي (London Stock Exchange)، والسوق المالي في إيرلندا.

وأضاف قائلاً : إن دبي استطاعت خلال العقد الأخير أن تحافظ على كونها مركزاً لإصدارات الصكوك على مستوى العالم، حيث تمكنت من جذب شريحة كبيرة من المصدرين والمستثمرين على المستوى الإقليمي والعالمي، الذين يثقون بالبنية التحتية وبيئة الأعمال المتطورة في الإمارة.

وذكر الناطور أن قطاع التمويل الإسلامي بدبي والإمارات في مرحلة متطورة جداً ، حيث يضم العديد من المحاور الرئيسية، تشمل الصكوك، البنوك الإسلامية، وشركات التكافل (التأمين الإسلامي) والقطاعات المرتبطة فيها مثل إدارة الصناديق والشركات، التي تعمل بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية، إلى جانب صناعة الحلال.

تطور جديد

وأوضح الناطور: لاحظنا أخيراً تطوراً جديداً على مستوى الإمارات، وهو من ضمن مبادرات الحكومة لتطوير أسواق رأس المال بالدرهم الإماراتي، فالعام الماضي شهدنا إصدارات من الحكومة لأذونات الخزينة بالعملة المحلية، وقبل أسابيع أصدرت حكومة الإمارات صكوك خزانة إسلامية (T-Sukuk) مقومة بالدرهم.

وأكد الرئيس العالمي للتمويل الإسلامي في وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني أن هذا الإصدار الأخير يحدث لأول مرة، وهو تطور مهم جداً، لكون الإمارات أصبح لديها توجه لتطوير أسواق المال ليس بالعملات الصعبة فحسب، ولكن بالعملة المحلية كذلك، وهي خطوة مهمة لفتح المجال لأطراف أخرى في القطاع الخاص مثل البنوك الشركات لإصدار سندات وصكوك بالعملة المحلية، بما يسهم في تنويع مصادر التمويل لديها.

ولفت الناطور إلى أن الكثير من الدول حول العالم تصدر سندات وصكوكاً بالعملة المحلية، ولكنها لا تلقى الإقبال المطلوب، لكون عملاتها غير مربوطة بالدولار، وبالتالي معرضة لتذبذبات وتقلبات أسعار العملات.

بالمقابل، فإن العملة الإماراتية مربوطة بالدولار، وبالتالي فإن المستثمر أو المصدر المحلي أو الأجنبي ليس لديهم مستوى آخر من المخاطر المتعلقة بتذبذب العملة، ويعتبر هذا الأمر نقطة إيجابية لتطوير سوق السندات المحلية على المدى الطويل، وجذب للمستثمرين العالميين، ومن المثير تتبع هذه الخطوة وكيفية تطورها في المستقبل.

البنوك الإسلامية

وأفاد الناطور أن الإمارات تعد مركزاً مهماً للبنوك والصيرفة الإسلامية، حيث يستحوذ التمويل الإسلامية على نحو 30 % من حجم التمويل في الدولة، ونلاحظ أن البنوك الإسلامية مقارنة بالتقليدية تنمو بمعدلات أسرع، مما يشير إلى أن حصتها في السوق سترتفع في المستقبل، حيث نمت البنوك الإسلامية في 2022 بـ8 % مقارنة بـ 3 % للبنوك التقليدية، وهذا نظراً للطلب المتزايد على المنتجات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية، ونقاط التوزيع الأسرع.

وحول العلاقة أو التأثير المتبادل بين رفع أسعار الفائدة من قبل المركزي الإماراتي وأداء البنوك الإسلامية، قال الناطور «إن البعض يظن أنه ليس هناك أي ترابط، ولكن في الواقع هناك ترابط شديد».

وتابع: «السبب أن البنوك الإسلامية تنافس البنوك التقليدية،حيث تستخدم البنوك الإسلامية معاير في تحديد نسب الربح، وتسعير عقودها معاملاتها، مع الحرص على توافق هذه العقود مع الشريعة الإسلامية، ولكن بشكل عام تأثير ارتفاع تكلفة التمويل يختلف من بنك إسلامي لآخر، ويعتمد على التوازن بين كلفة الحسابات الجارية، وحسابات التوفير من جهة، وكلفة التمويل المقدم من البنك من جهة أخرى».

الاستدامة

وأشار الناطور إلى أن قطاع التمويل الإسلامي في الإمارات يتطور في الكثير من العناصر والمنتجات الجديدة مثل الاستدامة، ولا سيما أن الإمارات تستضيف خلال العام الجاري قمة المناخ «كوب 28»، ونتوقع أن التمويل الإسلامي سيكون حاضراً وبقوة، مما قد ينتج عنه تبني العديد من المبادرات لتعزيز التوائم بين التمويل الإسلامي والاستدامة.

وخلال الفترة الماضية لاحظنا العديد من الإصدارات للصكوك الخضراء، وينمو هذا القطاع بوتيرة سريعة رغم أنه قطاع جديد، إذ بلغت قيمة الصكوك المستدامة منذ بداية 2023، 25.9 مليار دولار عالمياً بنمو 5.7 % مقارنة بالربع الأخير من العام الماضي.

منتجات جديدة

وذكر الناطور أن العروض والخدمات والمنتجات، التي تقدمها البنوك الإسلامية في الإمارات اليوم، تنافس المنتجات التقليدية، وهذا الأمر لا ينطبق على الكثير من الدول حول العالم، حيث لم تصل البنوك فيها إلى مستوى تستطيع أن تقدم منتجات متنوعة وجذابة تضاهي التقليدية، ولكن هي ميزة موجودة في بنوك الإمارات.

وأضاف «البنوك الإسلامية في الإمارات نجحت خلال العقدين الماضيين في تخطي المشاكل المرتبطة بقلة وتنوع المنتجات المشابهة للبنوك التقليدية، واليوم لدينا قطاع مصرفي إسلامي قدم الكثير من الحلول التمويلية توازي التقليدية، ولكنها تتوافق مع الشريعة».

Email