قالت «فرانكلين تمبلتون» العالمية للاستثمار، التي تعمل في الشرق الأوسط، منذ عقدين عبر مكتبها في دبي، وتدير أصولاً بقيمة 1.4 تريليون دولار، إن الزيادة الكبيرة، منذ بداية العام حتى تاريخه بنسبة 20% في أداء سوق دبي المالي هي انعكاس مباشر للجهود الحكومية الناجحة لإدراج الكيانات العامة الأساسية.
وأفادت الشركة، التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، أن سوق العقارات في دبي كشف عن أداء قوي منذ بداية العام الجاري، حيث وصل إلى ذروة غير مسبوقة في الطلب، ولا يزال الطلب المستمر مدعوماً بنمو سكاني يتراوح من 3% إلى 4%، ومدفوعاً بالمبادرات الحكومية وجاذبية دبي المستمرة وجهة لكل من الإقامة والمساعي التجارية، كما أن هذا الزخم استمر على الرغم من إدخال ضريبة الشركات في يونيو 2023.
إدراجات ناجحة
وتفصيلاً قال صلاح شما، رئيس استثمارات الأسهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى شركة «فرانكلين تمبلتون» للاستثمار في تصريحات خاصة لـ«البيان»: إن الزيادة الكبيرة، منذ بداية العام حتى تاريخه بنسبة 20% في أداء سوق دبي المالي هي انعكاس مباشر للجهود الحكومية الناجحة لإدراج الكيانات العامة الأساسية مثل هيئة كهرباء ومياه دبي، سالك، إمباور، وغيرها، علاوة على ذلك، نرحب أيضاً بإحياء إدراجات القطاع الخاص مثل «الأنصاري للخدمات المالية»، ويرتكز اليوم هذا الأداء القوي للسوق على الأساس الاقتصادي المرن، الذي يعززه النمو السكاني وعودة السياحة.
وأضاف صلاح شما: «وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى أن قطاع العقارات في دبي، وهو حجر الزاوية في الاقتصاد، يشهد حالياً توسعاً قوياً ويسجل معاملات مرتفعة ملحوظة، بالإضافة إلى ذلك، أظهر قطاع الخدمات، وهو ركيزة اقتصادية حيوية، قوة جديرة بالثناء على خلفية اتجاهات النمو السكاني القوية، ومع ذلك، لا يزال المشهد الاقتصادي العالمي غير مؤكد ومليء بالمخاطر المحتملة، على الرغم من ذلك لا يزال نهج سياسة دبي مرناً، حيث يقوم باستمرار بتشكيل مسارات جديدة لتعزيز المشاريع والابتكار».
وتابع شما: «برزت لدينا أيضاً أجندة دبي الاقتصادية D33، والتي تهدف إلى مضاعفة الحجم الاقتصادي للإمارة، خلال العقد المقبل، وتأمين مكانتها بين أكبر ثلاث مدن في العالم، محركاً استراتيجياً لبدء مرحلة جديدة من النمو وتوليد القيمة، وبفضل الشراكة التآزرية بين القطاعين العام والخاص، يمكن لدبي أن تعزز دورها وجهة رئيسية للشركات، والأفراد على حد سواء».
زخم عقاري
وأفاد شما: إن سوق العقارات في دبي كشف عن أداء قوي خلال النصف الأول من عام 2023، حيث وصل إلى ذروة غير مسبوقة في الطلب، وأظهرت أسعار العقارات مساراً تصاعدياً ثابتاً، مما يؤكد وجود اتجاه واضح للنمو، لا يزال الطلب المستمر مدعوماً بنمو سكاني يتراوح من 3% إلى 4%، ومدفوعاً بالمبادرات الحكومية، وجاذبية دبي المستمرة وجهة لكل من الإقامة والمساعي التجارية، كما أن هذا الزخم استمر على الرغم من إدخال ضريبة الشركات في يونيو 2023، واليوم يتم تلبية الطلب الكبير بتدفق متزايد من مشاريع التنمية الجديدة، بعد فترة طويلة من التوقف.
وأضاف: «بالنظر إلى المستقبل من المتوقع أن تلعب الاتجاهات في معدلات الرهن العقاري، والقدرة على تحمل الإيجارات دوراً مهماً في توجيه تفضيلات المستخدمين النهائيين فيما يتعلق بملكية العقارات، لا سيما في أسواق مثل الإمارات، ومن المتوقع أن تكون هذه العوامل بمثابة محركات حاسمة، ستشكل مسار نشاط المعاملات السكنية في المستقبل المنظور».
آفاق واعدة
وقال شما: إن أسواق الإمارات استفادت من التشريعات الأخيرة، التي امتدت على مدى السنوات الثلاث الماضية، إلى جانب انتعاش اقتصادي أوسع نطاقاً بعد جائحة «كوفيد 19». وأضاف شما: «أطلقت كل من دبي وأبوظبي بشكل فعال برامج الاكتتاب العام، التي تضمنت العديد من الهيئات الحكومية الرئيسية في أسواق كل منهما، وحظيت هذه القوائم باهتمام كبير من المستثمرين المحليين والدوليين، مما يعكس شهية قوية للشركات المحلية الرائدة، وهذه المبادرة التي تقودها الحكومة لم تنوع قطاعات السوق فحسب، بل عززت أيضاً السيولة الإجمالية».
وتابع، «إضافة إلى ذلك تم تسعير هذه الشركات، التي تم طرحها للاكتتاب العام بشكل جذاب، وكان أداؤها بعد الإدراج قوياً، مما أدى إلى بث حيوية جديدة في السوق، وتعزيز مشاركة المستثمرين المتزايدة، لا يزال تقييمنا لآفاق الإمارات العربية المتحدة متفائلاً، مدعوماً باقتصاد مرن ومتوسع، يستفيد من انتعاش السياحة، وتدفق المغتربين والمستثمرين الحريصين على استكشاف الفرص داخل الإمارات».
تنويع اقتصادي
وتوقع شما مواصلة الحكومة ببرنامج الاكتتابات العامة، وهو وعد يحمل إمكانات كبيرة، نحن نؤمن إيماناً راسخاً بأن عمليات الإدراج الإضافية تلعب دوراً محورياً في دفع عجلة التنمية الشاملة للسوق، مع تحويل الإمارات لتركيزها الاقتصادي بعيداً عن الاعتماد على النفط، فإنها تشجع بنشاط تنويع الاستثمار عبر مختلف القطاعات.
وأضاف: «من المتوقع أن يتردد صدى هذا المسعى الاستراتيجي في الأسواق، مما قد يوفر فرصاً للمستثمرين، للوصول إلى القطاعات الناشئة والمتوسعة مثل الخدمات اللوجستية وتجارة التجزئة وتكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا على سبيل المثال لا الحصر، في الوقت نفسه، يعد التركيز القوي على مشاركة القطاع الخاص أمراً بالغ الأهمية، بهدف تسهيل التنويع الشامل، وتعزيز الحوكمة، من خلال تعزيز قادة الصناعة المحلية».
وأشار شما إلى أنه في ظل المناخ المحلي المواتي السائد نتوقع أن تجد الشركات الخاصة، التي تسعى إلى توسيع مصادر تمويلها الدافع لدخول السوق، حيث لا تزال شهية المستثمرين، على الصعيدين المحلي والدولي قوية، كما يتضح من زيادة الاكتتاب الكبيرة، التي شهدتها القوائم السابقة، لا يزال الطلب على الامتيازات ذات السمعة الطيبة وذات المراكز المهيمنة في السوق، والمقدمة بتقييمات جذابة ثابتاً.