أكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران المدني رئيس مطارات دبي الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة، أن دبي نجحت برؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في ترسيخ مكانتها ضمن صدارة أكثر الوجهات جاذبية للأعمال والاستثمارات والكفاءات ورواد الأعمال في العالم، وهي تمضي قدماً بثقة لصدارة مراكز المال والأعمال العالمية.
وتوقع سموه، في حوار خاص مع «البيان»، أن يتواصل الزخم الاقتصادي القوي في دبي، على المديين المتوسط والطويل، حيث أسهم زخم نمو قطاعات التجارة والسياحة والطيران والخدمات والإنشاءات في تحقيق قفزات نوعية في مختلف القطاعات الاقتصادية.
وأكد سموه أن قطاع الطيران في دبي بات أحد أهم محركات النمو الاقتصادي في الإمارة، ومساهماً رئيساً في تحقيق أجندة دبي الاقتصادية D33 التي تستهدف مضاعفة الاقتصاد وجعل دبي من أهم ثلاث مدن اقتصادية في العالم بحلول العام 2033، مشيراً إلى أن القطاع نجح منذ بداية العام الجاري في تحقيق أداء استثنائي، الأمر الذي تجسد في نمو معدلات الحركة عبر مطار دبي الدولي والنتائج المتميزة لشركات الطيران والدور المتنامي للقطاع في تنشيط الحركة الاقتصادية، وبالتالي مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي.
ورداً على سؤال حول توقعات الأرباح الخاصة بطيران الإمارات، قال سموه، إن كافة مؤشرات الأداء منذ بداية العام المالي تسجل مستويات نمو ملحوظة بالمقارنة مع العام الماضي، وتوقع أن يتواصل هذا الأداء خلال النصف الثاني من العام المالي للناقلة.
وإلى نص الحوار:
*حقق اقتصاد دبي نمواً قوياً على مدى العامين الماضيين بعد التعافي من الجائحة، هل تتوقعون استمرار هذا النمو؟
تتسم استراتيجية التنمية في دبي، بمرونة استثنائية، تتيح لها التجاوب بشكل سريع مع التحديات واستغلال فرص النمو المتاحة بالشكل الأمثل. فقد نجحت الإمارة برؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تبوؤ صدارة قائمة أسرع اقتصاديات العالم تعافياً من الجائحة، ما أتاح لها العودة إلى مسار النمو المتسارع، كما اعتمدت الحكومة على مدى العامين الماضيين استراتيجية فعالة لدعم قطاعات الأعمال وتمكينها من الانتقال من مرحلة التعافي إلى النمو، وقد أثمرت هذه الاستراتيجية تحقيق قفزات نوعية في مختلف القطاعات الاقتصادية، وهو ما تجسد في النمو القوي لقطاعات المال والأعمال والتجارة والسياحة والطيران والخدمات والإنشاءات في الأعوام الثلاثة الماضية.
وقد أسهمت هذه البيئة المحفزة لنمو وازدهار الأعمال، إلى جانب عوامل رئيسة مثل البنى الأساسية والتشريعية المتطورة، والمستويات الفريدة للأمن والأمان، وسلاسة الإجراءات ونمط الحياة الفريد الذي تتعايش فيه مختلف الجنسيات في وئام فريد، في ترسيخ مكانة الإمارة ضمن صدارة أكثر الوجهات جاذبية للأعمال والاستثمارات والكفاءات ورواد الأعمال في العالم.
وتبعاً لذلك من المتوقع أن يتواصل الزخم الاقتصادي القوي في دبي، على المديين المتوسط والطويل، فدبي باتت بالفعل من أهم مراكز المال والأعمال في العالم، وهي تمضي قدماً بثقة لصدارة مراكز المال والأعمال العالمية، وهو ما يؤكده تهافت كبرى الشركات العالمية على افتتاح مقار لها في الإمارة، حتى أننا أخذنا نشهد بشكل متزايد قيام مؤسسات دولية بنقل مقراتها العالمية إلى دبي.
*هل أنتم قلقون من تصاعد المنافسة الإقليمية؟
بالتأكيد أن ذلك لا يقلقنا، لأننا ننظر بإيجابية إلى التطورات التي تشهدها اقتصاديات المنطقة، وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في أكثر من مناسبة أن أي تطور تحققه أي مدينة أو دولة في المنطقة، وهو أمر إيجابي يسعدنا لأنه يساهم في تطور المنطقة ككل.
فدبي ليست في معرض المنافسة مع أحد، وستبقى لكل مدينة أو دولة مزايا تنافسية تميزها وتتيح لها مواصلة النمو والتطور. وكلنا ثقة بأن دبي ستحافظ على تفردها وتميزها، وستواصل تعزيز مكانتها كمركز عالمي متنامي الأهمية للمال والأعمال والسياحة والخدمات، وترسيخ سمعتها كأكثر الوجهات جاذبية للأعمال والاستثمارات والكفاءات والمكان الأفضل للعيش في العالم.
* كيف تقيمون أداء قطاع الطيران في دبي؟
واصل قطاع الطيران في دبي تحقيق أداء استثنائي خلال العام الجاري، وهو ما تجسد في معدلات الحركة عبر مطار دبي الدولي والنتائج المتميزة لشركات الطيران والدور المتنامي للقطاع في تنشيط الحركة الاقتصادية وبالتالي مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، حيث أصبح قطاع الطيران أحد أهم محركات النمو الاقتصادي في الإمارة، ومساهم رئيسي في تحقيق أجندة دبي الاقتصادية D33 التي تستهدف مضاعفة الاقتصاد وجعل دبي من أهم ثلاث مدن اقتصادية في العالم بحلول العام 2033.
فقد شهد مطار دبي الدولي خلال النصف الأول من العام الجاري انتعاشاً كبيراً مع تجاوز حركة المسافرين خلال هذه الفترة مستويات ما قبل الجائحة في عام 2019. إذ استقبل المطار 41.6 مليون مسافر في النصف الأول، بالمقارنة مع 27.9 مليون مسافر في النصف الأول من عام 2022، وبزيادة قدرها 49.1 %، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 85 مليون مسافر بحلول نهاية العام الجاري.
*من المقرر انطلاق فعاليات معرض دبي للطيران نوفمبر المقبل. كيف هي الاستعدادات لهذا الحدث؟ وهل سنشهد خلاله صفقات جديدة لطيران الإمارات أو فلاي دبي؟
يعتبر معرض دبي للطيران من أكبر معارض الطيران على مستوى العالم، ومن المتوقع أن تشهد الدورة الجديدة من المعرض مزيداً من النمو تماشياً مع الانتعاش القوي لصناعة الطيران العالمية، حيث تشارك به كبرى الشركات العالمية في القطاع لعرض أحدث منتجاتها وخدماتها، وقد اكتملت الاستعدادات لهذا الحدث منذ وقت مبكر حيث تتعاون مختلف الجهات في دبي لإنجاح هذا الحدث العالمي، وتنظيمه بالشكل الأمثل.
وبالنسبة لصفقات الطائرات، نحن نجري بشكل دائم ومتواصل محادثات مع شركتي «إيرباص» و«بوينغ» ونعمل على تقييم الفرص المناسبة وآفاق النمو المستقبلية، وتخطيط شراء طائرات جديدة تبعاً لذلك، علماً أن طيران الإمارات تمتلك بالفعل طلبيات لشراء 200 طائرة، ومن المقرر بدء تسلم وتشغيل طائرات الركاب الجديدة من طراز «إيرباص إيه 350» في أغسطس المقبل؛ أما بالنسبة لـ«فلاي دبي» فقد ارتفع عدد الطائرات في أسطولها إلى 78 طائرة، كما تسلمت مزيداً من الطائرات هذا العام، ومن المتوقع أن تتسلم الناقلة المزيد من الطائرات هذا العام.
*في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية القائمة وارتفاع مستويات التضخم.. هل تواجه طيران الإمارات أو فلاي دبي أي صعوبة في الحصول على تمويل لطائراتها الجديدة أو عملياتها التوسعية؟ وهل هناك خطط لطرح سندات أو صكوك؟
تتمتع طيران الإمارات وفلاي دبي بسجل ائتماني مشرف، يؤهلهما للحصول على التمويل بأسعار فائدة تنافسية نتيجة أدائهما المتميز وتاريخهما الإيجابي في تسجيل الأرباح، حيث أثبتت الناقلتان باستمرار قدرتهما على الوفاء بالتزاماتهما التعاقدية في مختلف الظروف الأمر الذي يعزز ثقة الممولين في نموذج أعمالهما.
وترتكز استراتيجية الناقلتين في هذا المجال على تنويع مصادر التمويل، والتي تشمل ضمانات ائتمان الصادرات الأمريكية والأوروبية والتأجير التشغيلي والقروض المضمونة بأصول تجارية والتمويل الإسلامي والسندات، إضافة إلى الصكوك الإسلامية وغيرها. وظروف السوق هي التي تحدد خيار التمويل المناسب، وتبعاً لذلك فإن طرح سندات أو صكوك يعد أحد الخيارات المتاحة إذا كانت الجدوى الاقتصادية مناسبة.
*على الرغم من انتعاش حركة السفر عالمياً إلا أن الارتفاع السريع في أسعار الوقود والفائدة باتا يشكلان عبئاً متنامياً على شركات الطيران، إلى أي درجة سيؤثر ذلك على ربحية طيران الإمارات؟ وهل تتوقعون مواصلة تحقيق نمو في الأرباح؟
بالتأكيد، تعد أسعار الوقود من أهم العوامل المؤثرة في الكلفة التشغيلية لأي ناقلة وبالتالي ربحيتها، فمع استئثار الوقود بما يصل إلى أكثر من 30 % من الكلفة التشغيلية الإجمالية، فإن من شأن أي ارتفاع في أسعاره أن يؤثر على الأداء المالي، خاصة وأنه لا يمكن تمرير كامل الزيادة في الكلفة على أسعار تذاكر السفر.
وبالنسبة لنا في طيران الإمارات، فإننا نعمل على استيعاب الارتفاع في أسعار الوقود من خلال مزيج من الإجراءات، التي تساهم في التخفيف من آثار الزيادة في الكلفة التشغيلية.
وبالنسبة لتوقعات الأرباح، أظهرت مؤشرات الأداء خلال النصف الأول من العام المالي للناقلة نمواً ملحوظاً، بالمقارنة مع العام الماضي ونتوقع أن يتواصل هذا الأداء خلال النصف الثاني من العام.
*كيف تقيمون الشراكة بين طيران الإمارات وفلاي دبي حتى الآن؟
التعاون بين طيران الإمارات وفلاي دبي أثبت بشكل مؤكد أن له مردوداً إيجابياً على الناقلتين، الأمر الذي ظهر من الأرقام التي تحققت منذ بدء الشراكة. فقد أتاحت الشراكة بين الناقلتين، لأكثر من 11 مليون مسافر مواصلة سفرهم بسلاسة على أكثر من 250 ألف رحلة خلال السنوات الخمس الأولى من الشراكة التي انطلقت في 2017.
وتشمل مزايا الشراكة المبتكرة بين طيران الإمارات وفلاي دبي مشاركة الرموز، تكامل شبكتي رحلات الناقلتين، وسلاسة الانتقال بين المبنيين 2 و3 في مطار دبي الدولي، بالإضافة إلى مزايا الولاء المتبادلة بموجب برنامج «سكاي واردز طيران الإمارات» المشترك لعملاء الناقلتين.
*كيف ساعدت الشراكات التي وقعتها طيران الإمارات مع شركات طيران أخرى الناقلة في اختراق أسواق جديدة.. وكيف انتقلت العلاقة مع شركة الطيران الأمريكية يونايتد إلى الشراكة؟
نحن نؤمن في طيران الإمارات بأهمية الشراكات في تحقيق النمو المستدام، لأنها تحقق مزايا نوعية لطرفي الشراكة، وقد نجحت طيران الإمارات في ترسيخ هذا المفهوم من خلال شراكات مع العديد من شركات الطيران العالمية، حيث أصبح لدى طيران الإمارات اليوم 29 شريكاً بالرمز و117 اتفاقية إنترلاين و11 شريكاً لخطوط السكة الحديد والنقل متعدد الوسائط في أكثر من 100 دولة، ما يوفر خيارات سفر واسعة للعملاء من خلال جداول زمنية مرنة، تغطي أكثر من 800 مدينة.
أما بالنسبة للشراكة مع «يونايتد إيرلاينز» فهي تتمتع بأهمية خاصة، لأنها تجعل السفر بين دبي ومختلف الوجهات أكثر سهولة.