أكد أحمد عبدالعال الرئيس التنفيذي لمجموعة «المشرق»، أن التوقعات الاقتصادية للإمارات ومنطقة دول مجلس التعاون تبدو أكثر تفاؤلا مقارنة بغيرها من المناطق حول العالم.

وأشار إلى أن عوامل عديدة، مثل توقعات أسعار النفط، واعتدال مستوى التضخم، والاستراتيجيات الإقليمية التحوّلية، مثل رؤية الإمارات، تسهم في تعزيز هذه النظرة الإيجابية، وإتاحة بيئة ملائمة لنموّ العمليات المصرفية.

وأوضح في حوار مع «البيان» أن البنك يستهدف توفير تسهيلات تمويل مستدام، تصل إلى 30 مليار دولار، بحلول عام 2030، بحسب ما أفاد به.

وشدد على أن الودائع في البنوك المحلية تشهد نمواً يستحق التقدير، بما يشمل المشرق أيضاً، وهو الأمر الذي يعكس قوة القطاع المصرفي ومرونته في دولة الإمارات. ومنذ بداية العام وحتى الآن، شهدنا نموّاً بنسبة 16.7 % في ودائع العملاء لدى المشرق، بإجمالي قيمة وصلت إلى 132.9 مليار درهم. أما نسبة الحسابات الجارية وحسابات التوفير التي تعتبر المؤشر الرئيس على حجم السيولة لدى البنك، فلا تزال مرتفعة عند 63 %، ما يشير إلى قوة الثقة لدى عملائنا في خدماتنا المصرفية.

ولا يقتصر مدلول هذا النموّ على أهمية مبادراتنا الاستراتيجية وجاذبية المنتجات المصرفية لدى المشرق فحسب، بل يعكس أيضاً النظرة الإيجابية العامة، والثقة في القطاع المصرفي على مستوى الدولة. ويتعزز هذا الشعور بصورة أكبر، من خلال الدعم الحكومي، والأسس الاقتصادية القوية، والبيئة الملائمة للمستثمرين.

ويلتزم المشرق بدعم التوطين على مستوى الوظائف، ونفخر بمبادراتنا التي تعطي الأولوية للمواطنين. وقد نجحنا حتى الآن في توظيف 1.856 إماراتياً، متجاوزين هدفنا المحدد، وهو 1,632 موظفاً.

وأكد الرئيس التنفيذي لمجموعة «المشرق» حضور البنك في 14 دولة من الأسواق الرئيسة، في الشرق الأوسط والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والهند وهونغ كونغ والصين. ويتوجه تركيزنا الاستراتيجي على دولة الإمارات ومصر وباكستان، الأمر الذي يعكس التزامنا بالنموّ الإقليمي والدولي.

ويتيح هذا الحضور العالمي واسع النطاق، فرصة لتمكين وضع البنك، حيث يستفيد من الأسس الاقتصادية القوية، والحوكمة الشفافة، والاستقرار الجيوسياسي الراسخ في هذه المناطق. ومن الجدير بالذكر، أن دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي عموماً، قد أكدت مكانتها الهامة كمحطات بارزة للمرونة والاستقرار، بالاعتماد على الدعم الحكومي، والأسس الاقتصادية القوية والبيئة الاستثمارية الملائمة، والتي ستسهم بمواصلة مسيرة نموّنا في المشرق، في ظلّ الظروف العالمية الصعبة.

توسع

وعن خطط التوسع، قال عبدالعال، تقوم خططنا للتوسع في مصر على استراتيجية متعدّدة الأوجه، حيث نعطي الأولوية في «المشرق مصر»، لتقديم تجربة مصرفية استثنائية، من خلال الخدمات الرقمية المصممة خصيصاً لتلبية الاحتياجات الفريدة لعملائنا. ويعتمد هذا النهج على محاور متعدّدة، تهدف جميعها إلى تسخير القدرات الكاملة للبنك في الاستفادة من الفرص العديدة في السوق المصرية. 

وبعيداً عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تمثل آسيا فرصة كبيرة للمشرق، حيث ندرك إمكانية ضخّ المزيد من السيولة، وتقديم حلول تمويل التجارة المتقدمة، وإدخال أحدث الحلول المصرفية الرقمية في تلك السوق. ويؤكد إنجازنا الأخير في باكستان، على التزامنا تجاه السوق الآسيوية، حيث حصلنا في سبتمبر 2023 على الموافقة المبدئية من بنك الدولة الباكستاني، للبدء بخدماتنا المصرفية الرقمية، وهو إنجاز مهم، يعقب الدخول الناجح للمشرق في السوق في أغسطس 2023.

وأتاح تحقيق هذا الإنجاز فرصاً لنا لإحداث تغيير جذري على مستوى الخدمات المصرفية في باكستان، من قطاعات التجزئة والشركات الصغيرة والمتوسطة، إلى الزراعة والمدفوعات. ويتمثل هدفنا في رقمنة أنظمة العمل، وتمكين قدراتنا المصرفية الجديدة القوية، مع تلبية الاحتياجات المتنامية لدى العملاء، إلى جانب دعم استراتيجية الشمول المالي الوطنية في باكستان. علاوة على ذلك، فقد حصلنا أيضاً على موافقة رسمية لترخيص خدماتنا المصرفية في سلطنة عمان.

تحول رقمي

وعن خطط البنك للاستثمار في التحول الرقمي خلال السنوات الخمس القادمة، قال نحن حريصون في «المشرق»، على تعزيز قدراتنا الرقمية، عبر دمج حلول الذكاء الاصطناعي، والتوسّع بمنصاتنا المصرفية الرقمية الرائدة، مثل «نيو» و«نيو بيزنس» و«نيو باي». وتمثل مبادرتنا الأخيرة في باكستان، بعد حصولنا على خطاب عدم ممانعة وموافقة مبدئية للبدء بتقديم خدماتنا المصرفية من بنك الدولة الباكستاني، مثالاً يؤكد على خططنا الطموحة نحو التوسّع الرقمي.

وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ تركيزنا على الخدمات المصرفية المفتوحة، و«البرمجيات كخدمة» (BaaS)، يوضح رؤيتنا الطموحة نحو الريادة على مستوى القطاع، وضمان استفادة عملائنا في مختلف المناطق من أحدث الحلول المصرفية. ومع أننا لم نكشف بعد عن حجم محدّد لاستثماراتنا في التحوّل الرقمي، إلا أنّ خطتنا الاستراتيجية على مدى الأشهر الـ 12 إلى 18 القادمة وما بعدها، تعدّ قوية، وتشمل التركيز على تحقيق النموّ المالي والتطوّر التكنولوجي.

وساهم التحوّل في عمليات المشرق بدور محوري في مسار نموّنا، وخاصة من خلال الفروع الرقمية. ولم تقتصر فوائد نهجنا في التركيز على الابتكار والخدمات الرقمية أولاً، كما يتجلى في منصات مثل «نيو» و«نيو بيزنس» و«نيو باي»، والتي لم تقتصر على تعزيز تجارب العملاء فحسب، بل وسّعت أيضاً من نطاق وصولنا إلى حدّ كبير. وشكّل هذا التركيز الرقمي حجر الزاوية في استراتيجيتنا، الأمر الذي مكننا من الاستفادة من الأسواق، ومن التركيبة السكانية الجديدة. وتؤكد مساعينا الأخيرة في الأسواق الدولية، مثل مبادراتنا المصرفية الرقمية في مصر وباكستان وعمان، التزامنا بالاستفادة من أحدث ابتكارات التكنولوجيا في تحقيق التوسّع.