يبرز جيل جديد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ يشكّل الأفراد الذين وُلدوا بين عامي 1977 و1997 نسبة 40 % من سكان المنطقة.

وينشط عدد متزايد منهم بشدة على الإنترنت وعلى الشبكات الاجتماعية مع تسجيل نسبة لافتة تصل إلى 83 % يستخدمون الإنترنت يومياً.

ويشكل هؤلاء الجيل الرقمي العربي، فهذه الفئة من المجتمع تميز نفسها عن الأجيال التي سبقتها، حيث ان هؤلاء ينشطون بدرجة كبيرة كمستهلكين وناقدين.

ورغم أنهم يتمتعون بالخصائص الرقمية نفسها كسائر جيل الشباب في العالم، الا انهم يتميزون عنهم بكونهم عربا يعكسون تقاليد منطقتهم وتحدياتها. وفي ضوء هذه الأمور، استطلعت شركة الاستشارات الإدارية بوز أند كومباني بالتعاون مع غوغل أكثر من 3 آلاف مستخدم رقمي في 9 بلدان عربية.

وتصف النتائج كيف تؤثر التكنولوجيا الرقمية في الجيل الرقمي العربي، ما يخوّله التأثير بقوة في القطاعات الأساسية.

بروز جيل جديد

رغم أن التكنولوجيا تدفع التحولات عالمياً، تتمتع منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمؤهّلات كبيرة تمكّنها من استيعاب هذه التغييرات أكثر من المناطق الأخرى، وهذا مرده لأسباب عدة. أولاً، يمثل الجيل الشاب قسماً كبيراً من مجموع السكان، إذ ارتفع عدد مستخدمي الإنترنت في البلدان العربية بين عامي 2006 و2011 بنسبة 23 % سنوياً.

في الموازاة، تشهد المنطقة نزعة تمدّن قوية.

وشرح الدكتور كريم صباغ، وهو كبير شركاء في بوز أند كومباني، إنه "بهذه الطريقة، قد يشكل الجيل الرقمي العربي مصدر تحد كبيرا من جهة وفرصة كبيرة للمجتمع والمؤسسات،وقال رامز شحادة، وهو شريك في بوز أند كومباني، إن "الجيل الرقمي العربي يقدّر قوة التكنولوجيا ويريد تالياً أن يتم الإصغاء إليه".

 

 

العناصر السكانية

 

 

تشير التقييمات إلى أن الجيل الرقمي العربي يمثل 10 ملايين شخص نحو 4 % من المستخدمين الرقميين الناشطين حول العالم البالغ عددهم في الوقت الراهن 260 مليوناً. علاوة على ذلك، من المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 13 مليوناً بحلول سنة 2014، أي ما يمثل نمواً سنوياً بنسبة 11 في المئة، مقارنة بالنسبة العالمية البالغة 7 %. وبما أن الجيل الرقمي العربي هو عينة عن المجموعة العمرية الأوسع لمن هم بين 15 و35 عاماً، أي ما يشكل نسبة متنامية من بين 40 % من سكان المنطقة، فإنه من المؤكد أن هذه الظاهرة السكانية ستعزز الأسس الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. كما أن الجيل الرقمي العربي على درجة عالية من التعليم، ما يؤدي إلى استخدام تكنولوجي أعلى.