كانت شركة الطيران (Wow Air) واحدة من رواد الرحلات منخفضة التكلفة عبر الأطلسي في أوروبا، حيث حملت 3.5 مليون مسافر العام الماضي.

لكن القصة الرائعة انتهت، فبعد ثماني سنوات من الوجود، أعلنت الشركة الآيسلندية منخفضة التكلفة، صباح الخميس، إيقاف أنشطتها، وذلك بعد أن كانت في وقت سابق من اليوم قد أعلنت إلغاء جميع رحلاتها في بيان صحفي، قالت فيه: "يتعين على الركاب المعنيين البحث عن أماكن متاحة في شركات أخرى".

ولم تلتزم الشركة بالتعويض أو حتى تقديم حل بديل فوري لآلاف المسافرين المتأثرين، الذين تلقوا عروضاً من شركات أخرى على غرار French XL التي أعلنت عن تقديم أسعار خاصة للمتضررين على خط باريس / نيويورك، وفق ما أعلنته صحيفة (les echos) الفرنسية.

يذكر أن الشركة التي تأسست العام 2011 من قِبل رجل الأعمال الأيسلندي سكولي موغنسن، كانت تعرف كواحدة من أولى الشركات التي تقدم رحلات جوية رخيصة عبر المحيط الأطلسي بأقل من 300 يورو ذهابا وإيابا عبر قاعدتها في ريكيافيك، وعلى متن طائرة إيرباص A320، وهي طائرة أحادية المسار متوسطة المدى.

وفي بضع سنوات فقط، تمكنت Wow Air من إطلاق عشرات الوجهات إلى الولايات المتحدة. استراتيجية سمحت لها، إلى جانب جاذبية أيسلندا السياحية، بنقل 3.5 مليون مسافر في العام 2018، 60٪ منهم في رحلات عبر الأطلسي و280.000 إلى أو من فرنسا.

نموذج هش

لكن منذ أشهر عدة، بدأت الصعوبات التي تواجهها شركة Wow Air ومحاولاتها المختلفة لجذب المستثمرين تتصدر عناوين الصحف، كما ساهم الارتفاع الحاد في أسعار النفط، إلى جانب المنافسة المتزايدة على وجهة عبر الأطلسي والاستثمارات المدارة بشكل سيء، في إظهار محدودية النموذج، كما هو الحال بالنسبة للعديد من الشركات الأوروبية منخفضة التكلفة قبلها.

وكانت شركة Wow Air تشغل أسطولًا مكونًا من 16 طائرة إيرباص، بما في ذلك ثلاث طائرات A330.

وقد سعى الرئيس التنفيذي المؤسس لـ Wow Air إلى خلاصه من خلال منافسه الرئيسي Icelandair، لكن المناقشات لم تؤل إلى نتيجة. ثم حاول إغواء صندوق الاستثمار الأمريكي Indigo Partners، المساهم فعليا في العديد من الشركات منخفضة التكلفة على جانبي الأطلسي (Frontier Airlines في الولايات المتحدة، و Volaris في المكسيك، و Jetsmart في أمريكا الجنوبية، و Wizz Air in أوروبا). ومرة أخرى تعثرت المفوضات، لتحاول Wow Air الأسبوع الماضي محاولة أخيرة مع Icelandair، التي لم تكن أكثر إيجابية من سابقتها ليزداد الوضع تدهورا بإعلان بعض دائنيها عن عدم رغبتهم في إعادة رسملتها، لتعلن الشركة إفلاسها.

وبعد هذا الإفلاس الجديد لشركة طيران أوروبية منخفضة التكلفة، تحولت الأنظار الآن إلى "النرويجية"، وهي أكثر الشركات تشغيلا للرحلات الطويلة منخفضة التكلفة والتي تواجه أيضًا صعوبة جمة.

قد يكون تدخل البنك العام الرئيسي في النرويج ساهم في تجنب الانهيار النقدي في بداية العام، لكن يتعين على النرويجية الآن مواجهة عواقب الحظر المفروض على الرحلات الجوية في Boeing 737 Max، وهو أمر يصعب تقديره، كونها تملك منها الكثير.