شهدت مدينة افينيون الفرنسية خلال مؤتمر متخصص حول شؤون الطيران نظمه مركز بيجاس المتخصص في صناعة الطيران عرضا حول تجربة الإمارات ومنطقة الخليج في تطوير صناعة الطيران بمشاركة عدد من الخبراء الفرنسيين والدوليين في شؤون المطارات والطيران.

وقال جورج حنوش احد ابرز الخبراء العرب في قطاع الطيران رئيس مجموعة بيانات الاماراتية في المحاضرة التي ألقاها خلال المؤتمر أن الامارات تقود منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في صناعة النقل الجوي من خلال رؤية متكاملة تستهدف ترسيخ موقع الامارات بين دول العالم كمركز لصناعة وخدمات الطيران من خلال تخصيص استثمارات تجاوزت 500 مليار درهم لدعم وتطوير منظومة النقل الجوي فيها بصفة عامة. وتعد الإمارات أكبر مستثمر في شراء الطائرات وبناء المطارات في المنطقة.

وأشار حنوش في حديثه أمام المؤتمر إلى أن الإمارات تفوقت على العديد من دول العالم في نمو حركة النقل الجوي متجاوزة كل التحديات الناجمة عن الأزمات الاقتصادية العالمية، مشيرا إلى أن حركة الطيران في الإمارات نمت بنسبة أكثر من 10% سنويا خلال السنوات الخمس الأخيرة وحتى العام الجاري. وأكد أن الإمارات تمتلك اليوم ثمانية مطارات دولية وخمس ناقلات جوية وتستعد خلال سنوات قليلة لعصر مطارات المدن المتكاملة من خلال مطار آل مكتوم الدولي الذي سيصبح أكبر مطار في العالم عند اكتماله علاوة على استخدام المطارات لأفضل الاجهزة والمعدات الحديثة.

وتناول حنوش في محاضرته رؤية دول الخليج بالنسبة لتطوير المطارات وقطاع الطيران والتطور الذي شهدته المشاريع في منطقة الخليج وتحديدا منذ عام 1996 والسنوات التالية والآثار التي أحدثـتها الازمة الاقتصادية العالمية عام 2008 على هذا القطاع وسوق خدمات المطارات والتحديات التي تواجه مطارات الخليج. وأضاف أن الإمارات حققت نجاحات متعددة في مجال النقل الجوي، حيث تشير الاحصائيات الرسمية الى ارتفاع أساطيل الناقلات الوطنية الخمسة من 185 طائرة في العام 2009 الى ما يقارب 280 طائرة في 2010 ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 350 طائرة عام 2012 ليتجاوز 425 طائرة عام 2014 مع آفاق بأن يتضاعف الرقم بحلول العام 2018.

 

60 ألف موظف

ويعمل في شركات الطيران الاماراتية الخمسة أكثر من 60 ألف موظف ينتمون إلى أكثر من 100 جنسية ونقلت طائراتها أكثر من 32 مليون مسافر إلى 242 وجهة حول العالم في 2010. وأكد حنوش على أن النجاحات المتتالية للناقلات الجوية الإماراتية جاءت بفضل السياسات الواضحة التي تعمل بها وليس كما يعتقده الكثير من الغربيين بأن أسباب النجاح تعود إلى مساعدات الدولة لهذه الشركات والمؤكد أن شركات الطيران الإماراتية تعمل على تعزيز موقعها التنافسي مع شركات الطيران الغربية والعالمية بصفة عامة.

 

حصول الإمارات

وحسب تقارير ودراسات دولية تستحوذ الامارات على ما يزيد على 33% من استثمارات قطاع الطيران في منطقة الشرق الأوسط بما يوازي 18 مليار دولار من إجمالي استمارات تصل الى 50 مليار دولار في المنطقة. وتبلغ الاستثمارات المخصصة للمرحلة الأولى من تطوير مطار الملك عبد العزيز في جدة 1.5 مليار دولار وفي مطار الدوحة الدولي الجديد 11 مليار دولار ولتوسعة مطار مسقط الدولي 1.2 مليارات دولار ولتوسعة مطار البحرين 335 مليون دولار ومطار الكويت الدولي 2.1 مليار دولار.

وحسب تقارير مجلس المطارات العالمي من المتوقع أن تصل الطاقة الاستيعابية في مطارات الدولة القائمة والجديدة إلى ما يزيد على 250 مليون راكب بحلول العام 2020 لتحتل المركز الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حيث الطاقة الاستيعابية.

وأبرمت شركات الطيران في الامارات العام الماضي أهم صفقات شراء الطائرات من خلال توقيع طيران الإمارات عقود لشراء 62 طائرة من طراز ايرباص وبوينج بقيمة 93 مليار درهم شملت 32 طائرة ايرباص إيه 380 بقيمة 42.2 مليار درهم و30 طائرة بوينج 777 300 أي أر بقيمة 51 مليار درهم بما فيها المحركات والصيانة. بالاضافة الى طلب الاتحاد للطيران شراء 45 طائرة منها 35 طائرة بوينج 787 وتسع طائرات بوينج 777 300 أي أر وطائرة بوينج ام دي. كما أكدت العربية للطيران صفقة شراء محركات لتشغيل 44 طائرة من طراز إيرباص 320 كانت طلبتها في العام 2007، وتصل قيمتها إلى نحو 2.3 مليار درهم. وحصدت شركات الطيران الاماراتية أكثر من 47.5% من إجمالي طلبيات شراء طائرات بوينج على مستوى دول الشرق الأوسط في العام الماضي بإجمالي 183 طائرة من مختلف الطرازات من بين 385 طائرة تم بيعها للناقلات الإقليمية.