أكد خبراء قطاع الشحن الجوي ان القطاع ورغم التحديات العالمية الا ان سوق الامارات خاصة والمنطقة عموما يبقى احد اعلى الاسواق نموا في العالم مستفيدا من عوامل عدة ابرزها النمو الاقتصادي لدول المنطقة والموقع الاستراتيجي التي تتمتع ببنية تحتية عالمية مكنتها من استيعاب طفرات النمو خلال السنوات الماضية.
وتوقع تنفيذيون وعاملون في الصناعة استمرار الطلب الجيد على الشحن الجوي واستمرار معدلات النمو حتى في ظل الاوضاع الاقتصادية العالمية خصوصا مع المبادرات التي اعلنتها دبي مؤخرا والخاصة بتطوير المزيد من محطات الشحن في مطار آل مكتوم بدبي.
كما ان المرافق والتسهيلات التي تمتلكها امارة دبي وشراكاتها العالمية تضمن للقطاع استمرار النمو وبمعدلات جيدة بالرغم من التحديات العالمية وتراجع معدلات التجارة عبر الحدود.
نمو جيد لقرية الشحن
واكد علي الجلاف نائب الرئيس لمؤسسة مطارات دبي - وحدة الشحن ان قرية دبي للشحن تتجه الى تحقيق نمو يتجاوز 2 % في عملياتها مع نهاية العام الجاري موضحا ان هذا النمو يأتي رغم ان القرية باتت تعمل بكامل طاقتها الاستيعابية التي تحدد معدل ومستوى النمو.
وقال الجلاف ان القرية حققت نموا خلال شهر فبراير الماضي وصل الى 6 % رغم الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعيشها بعض دول المنطقة وازمة ديون اوروبا.
واضاف ان دبي التي استقطبت كبرى الشركات العالمية باتت اليوم بوابة ليس فقط لاسواق دول المنطقة ولكن لمختلف اسواق القارة الافريقية التي ترتبط معها دبي بعلاقات شراكة تجارية راسخة حيث تعد الامارة مركزا عالميا لاعادة التصدير وهي مثلا تصدر الى افريقيا مختلف انواع المنتجات والبضائع ولا تقتصر على قطاع تجاري محدد مشيرا الى ان النمو الاقتصادي لدول منطقة التعاون وتنوع النشاط الاقتصادي لامارة دبي يلعب دورا حيويا في تحفيز قطاع الشحن الجوي واستقطاب كبرى الشركات العالمية التي تحقق نموا مستمرا في مختلف عملياتها.
وتوقع الجلاف استمرار معدلات النمو الجيدة في هذا القطاع في الدولة عموما ودبي خاصة في ظل توسع شركات الطيران العاملة في الدولة ودخول المزيد من الشركات التجارية العالمية لسوق الدولة التي تبحث عن فرص جديدة للنمو خصوصا ان دبي وعبر نشاطها في مجال اعادة التصدير تنوع من اسواقها جغرافيا لتشمل مختلف انحاء العالم ولا تقتصر على سوق معين.
عوامل محفزة للنمو
واكد رام منن نائب رئيس أول طيران الإمارات لدائرة الشحن الجوي ان سكاي كارجو طيران الامارات تستحوذ اليوم على اكثر من 55 % من عمليات الشحن الجوي في مطار دبي الدولي مقرها الرئيس وهي مؤهلة لمزيد من النمو والتوسع خاصة مع التحسن المتوقع في اقتصاديات العام خلال النصف الثاني من العام الجاري.
وقال منن ان التحسن المتوقع خلال العام الجاري سيدفع باتجاه استقرار القطاع مقارنة مع العام الماضي الذي كان مليئا بالتحديات لمختلف الشركات العاملة في الصناعة والتي تمثلت في ازمة اوروبا وتسونامي اليابان وفيضانات تايلند مع تراجع قوة التصدير الصينية بسبب كل تلك العوامل.
وتوقع منن استقرار القطاع خلال هذا العام من حيث الارباح مع تحسن الاقتصاد الامريكي وان كان بشكل بطئ واستقرار بعض اسواق دول الربيع العربي والتي قد توفر فرصا جيدة للنمو مع حاجة هذه الاسواق للكثير من مواد الاعمار ومشاريع البناء .
وقال ان التحسن المتوقع سيكون بدءا من النصف الثاني من العام الجاري لكنه يبقى تحسنا حذرا خصوصا في حال بقاء اسعار النفط ضمن مستوياتها العالية مشيرا الى ان اسعار الوقود تبقى التحدي الرئيس الذي يواجه الصناعة ويزيد تكلفتها ويؤثر سلبا على نمو حركة التجارة العالمية مع تراجع قدرة الشراء لدى المستهلك.
واضاف ان دبي تبقى مؤهلة لمزيد من النمو خاصة مع تحسن الاوضاع الاقتصادية العالمية بفضل امتلاكها لرؤية حكومية ثاقبة مهدت الطريق امام بنية تحتية عالية ومرافق خدمية عالمية كما ان موقع الامارة الاستراتيجي بين الشرق والغرب يشكل عاملا حيويا للمحافظة على زخم النمو في القطاع.
واوضح ان سكاي كارجو طيران الامارات تنمو مع نمو طيران الامارات نفسها وافتتاحها لمزيد من الوجهات الجديدة وهي لذلك تمتلك تنوعا جغرافيا في اسواقها مع قدرة على ربط اسواق افريقيا بالمراكز التصنيعية الكبرى في اسيا مثل الهند والصين كما ان عمليات الشركة في امريكا اللاتينية تشهد هي الاخرى نموا جيدا مع افتتاح طيران الامارات لخطوط في كل من ريو دي جانيرو وبوينس ايرس فضلا عن نمو الوجهات الجديدة في امريكا الشمالية.
وقال ان الشركة تتطلع دوما لافتتاح اسواق جديدة وفقا لفرص النمو المتوفرة فيها مستفيدة من موقع دبي وقربه من مراكز التصنيع في الصين والهند عبر دبي الى اسواق افريقيا وامريكا اللاتينية كما ان النمو الجيد في العلاقات التجارية والاقتصادية بين الامارات والصين يعطي ميزة اضافية للنمو.
واشار الى ان مطار دبي وورلد سنترال سيوفر لدبي ارضية ملائمة للتوسع مستقبلا لمختلف شركات الشحن الجوي وهو امر يعكس رؤية القيادة في دبي وقدرتها على الاستثمار في المكان الملائم والوقت الملائم والتحرك بمرونة للتكيف مع مختلف المتغيرات.
واشار الى ان سكاي كارجو طيران الامارات تتعامل مع مختلف انواع الشحنات بما فيها نقل وشحن الحيوانات الحية التي تتطلب اجراءات خاصة فضلا عن اجراءات اضافية تتطلبها شحنات معينة خصوصا تلك التي تتأثر بدرجة حرارة معينة .
وقال ان الصين وهونج كونج تستحوذان على اكثر من 20 % من اجمالي عمليات الشحن من خارج الامارات. كما ان شرق اسيا تسهم ب 44 5 من اعمال الشحن.
وتمتلك سكاي كارجو طيران الامارات حاليا اسطولا من طائرات الشحن الجوي يتألف من ثماني طائرات . وستتسلم الشركة 4 طائرات شحن جديدة خلال العام الجاري و اربعا اخرى خلال العام المقبل ضمن طلبية قوامها 13 طائرة شحن ما يرفع حجم اسطول الشحن الجوي الى 21 طائرة خلال السنوات الثلاث المقبلة. ويتوزع اسطول الشحن على طائرات بوينغ 777 و بوينغ 747.
بنية تحتية عالمية
وقال ديفيد ج. روس نائب أعلى للرئيس للعمليات في الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وأفريقيا بشركة فيديكس اكسبرس ان دولة الإمارات كانت شاهدة على إحدى اكبر الطفرات في مجال الشحن الجوي الذي ما يزال ينمو بشكل جيّد وذلك بفضل البنية التحتية التي تتمتع بها الدولة بالإضافة إلى قوانينها وتشريعاتها المرنة التي استقطبت كبرى الشركات العالمية ليس في قطاع الشحن فقط بل في مختلف الخدمات المساندة.
واضاف ان الطلب في المنطقة على خدمات الشحن الجوي في تزايد مطرد ولا سيما من القطاعات المالية والتجارية والصناعية، لقد كان هناك تحول من العملاء لإرسال طرود أثقل وأكبر ولذلك عملنا على توفير العديد من الخدمات مثل "صندوق المنتجات" وغيرها من الخيارات.
واشار الى ان شركة "فيديكس" تتطلع دوما الى تقديم المنتجات والخدمات الجديدة والمحسنة بهدف تلبية احتياجات جميع العملاء وتعزيز تنافسيتها ولذلك اطلقت في العام الماضي خط نقل جويا جديدا يربط بين القارات ويقدم تحسينات مهمةً في خدمات الشحن للعملاء بين الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول ومن ضمنها دولة الإمارات بهدف استيعاب النمو السريع لقطاع الشحن الجوي وقد كانت النتائج ايجابية للغاية.
وحول توقعاته لقطاع الشحن الجوي خلال العام الجاري اكد روس انه وحسب المؤشرات الإقتصادية سيكون هذا العام واعدا لقطاع النقل الجوي ونحن نتوقع أن يكون حافلا بالنمو وخاصة مع الخطط الجديدة التي أعلنها الرئيس التنفيذي لمؤسسة مطارات دبي لتطوير المزيد من محطات الشحن في مطار آل مكتوم دبي.
وقال انه وفي الوقت الذي ما زالت الأسواق العالمية تعاني من آثار الأزمة الاقتصادية وتبعات ازمات اخرى تبقى منطقة الخليج بيئة مربحة للشركات التي تبحث عن التوسع مما يساعد على استقطاب العديد من الاستثمارات من جميع أنحاء العالم .
كما إن تزايد التجارة يؤدي إلى المزيد من الطلب على خدمات النقل الجوي سواء أكانت لشحن مستندات الشركة أو المنتجات لشركاء العمل في جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع من قطاع الشحن في الشرق الأوسط أن يواجه نموا ملحوظا في الفترات المقبلة.
واوضح انه لا تزال دول العالم تتعافى من الأزمة المالية كما أن معظم الاقتصادات لا تزال غير مستقرة وهذا بدوره يؤثر بشكل مباشر على قطاع الشحن الجوي العالمي. وعلى الرغم من البطء الذي يعاني منه الاقتصاد العالمي، فلا تزال منطقة الخليج واحدة من أسرع الأسواق نمواً في العالم.
ولذلك تعمل القطاعات البنكية والمالية والتجارية والصناعية على الرجوع إلى مسارها الطبيعي لتتماشى مع هذا النمو الذي سيجذب المهارات الجديدة ويدعم سوق العمل مما يجعل من المنطقة بيئة مثالية للاستثمارات، وبالتالي سيؤثر بالتأكيد بشكل ايجابي على النمو والتوسع لقطاع الشحن الجوي في المنطقة.
الشحن الجوي في دبي
تمّ بناء قسم الشحن في مطارات دبي على مساحة تبلغ 3500 متر مربع بطاقة استيعابية قدرها 150 ألف طن وبكلفة تبلغ 75 مليون دولار أمريكي في العام 1991 . ثم توسعت مرافق الشحن بانشاء مبنى الشحن الضخم الجديد (ميجاترمنل ) الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 1.2 مليون طن بكلفة تجاوزت 200 مليون دولار أمريكي في عام 2008 .
ويوفّر هذا المبنى الذي تتم إدارته بفعالية إمكانية نقل سريع بحيث يستغرق نقل مستوعب كامل 6 ساعات بين رصيف مينا راشد أو جبل علي وبين ساحة المطار. ويعمل في مطارات دبي أكثر من 130 شركة طيران تسافر إلى أكثر من 220 وجهة عبر ست قارات.
وأكثر من 35 شركة شحن جوي تملك مكاتب في قسم الشحن في مطارات دبي ومئات المكاتب والمراكز مختلفة الاحجام لتخزين الشحنات. اما مركز زهور دبي فهو مركز خاص تتم فيه عمليات الشحن المبرد التي تحافظ بشكل فعال على جودة المنتج وتزيد معدل الحياة إلى أقصاه، وبالتالي تعزّز إمكانية الربح.