العملاق البحري يشق طريقه نحو الصدارة

قال محمد المعلم، نائب الرئيس الأول ومدير عام موانئ دبي العالمية الإمارات، إن الشركة تخطط جدياً إلى أن يصبح ميناء جبل علي، الميناء التجاري الأول في العالم من حيث الطاقة الاستيعابية، وإضافة إلى توسعة ميناء جبل علي سيتم إضافة مليون حاوية نمطية إلى الطاقة الاستيعابية للمحطة 2 في منتصف شهر مايو من العام الحالي، لتصل الطاقة الاستيعابية إلى 15 مليون حاوية، فضلاً عن زيادة طول الأرصفة 400 متر لتصل إلى 3000 متر.

بالإضافة إلى زيادة 4 ملايين حاوية نمطية إضافية مع اكتمال تطوير المحطة 3 والتي من المتوقع أن يتم افتتاحها خلال الربع الثاني من العام 2014، كما تخطط الشركة مستقبلاً إلى إضافة 10 ملايين حاوية من خلال المحطة رقم 4، لتصل إلى الطاقة الاستيعابية إلى 29 مليون حاوية نمطية، حيث سيضع هذا الرقم ميناء جبل علي في المركز الأول كأكبر ميناء تجاري في العالم.

عرض وطلب

وأضاف بأن الأشغال في المحطة 4 لن تبدأ إلا بعد أن تدرس الشركة كل الخيارات المتاحة، خصوصاً في ما يتعلق بمعادلة العرض والطلب، مشيراً إلى أن الشركة طرحت مناقصة لتشييد جسر يربط المحطة 4 التي على جزيرة برصيف الميناء، وذلك تمهيداً لبدء الأشغال المتعلقة بالبنية التحتية للمحطة.

تكلفة التوسعتين

وأكد على أن تكلفة المشاريع الجديدة والخاصة بالمحطة رقم 3 بميناء جبل علي تبلغ 850 مليون دولار بينما لم يعلن عن تكلفة توسعة المحطة رقم 2، مؤكداً على أن التمويل تم عن طريق استخدام السيولة القوية المتوفرة لدى الشركة والتي تأتت من خلال الأداء المالي المميز الذي حققته الشركة خلال العام الماضي، حيث تبلغ السيولة النقدية للشركة 1.9 مليار دولار.

ويشكل الإنفاق على توسعة ميناء جبل علي 27% من مجمل الإنفاق.

زيادة العائدات

وأوضح بأن المشاريع التوسعية الجديدة، جاءت بعد دراسة معمقة من طرف إدارة الشركة لمتطلبات السوق، والمناخ الاستثماري العالمي، متوقعاً أن تحقق المحطات الجديدة معدلات إشغال عالية عطفاً على أداء العام الماضي، الذي شهد زيادة العائدات لكل وحدة نمطية بنسبة 18%.

ونتج هذا النمو في العائدات عن اتخاذ الشركة لخطوات عملية لتغيير أسعار عمليات شحن وتفريغ البضائع وتخزينها. ونمت عائدات البضائع السائبة بنسبة 28% كنتيجة لاستمرار استفادة المنطقة من التحسن الاقتصادي مدفوعا بقطاعات السياحة وتجارة التجزئة وزيادة عدد مشروعات البنى التحتية.

تكنولوجيا

وأشار إلى أن الميناء اليوم يتمتع بكافة الميزات والمقومات التي تجعله واحداً من أكثر الموانئ تطوراً على المستوى العالمي سواءً في ما يتعلق ببنيته التحتية واللوجستية أو في ما يتعلق بمستوى جودة الخدمات المقدمة للعملاء، وهو ما تحرص الشركة على تطويره بشكل دوري ومستمر، وقال " العالم كله يتجه اليوم نحو استخدام التكنولوجيا في كل شيء، وقطاع الموانئ لم ولن يشكل استثناءً، ولذلك تحرص موانئ دبي العالمية دائماً على استقطاب التقنيات الأحدث عالمياً والتي تساهم في تسريع العمل وكسب رضا العملاء وثقتهم".

تفريغ السفن

وأشار إلى أن ميناء جبل علي يعتبر اليوم واحداً من أسرع الموانئ عالمياً في عملية تفريغ السفن من الحاويات، باستخدام تقنيات ورافعات حديثة، حيث سيكون الميناء قادراً، بعد افتتاح توسعة المحطة الثانية، على مناولة ست ناقلات سعة 15 ألف حاوية نمطية في وقت واحد، وبالتالي تحسين الكفاءة، وتقليص دورة العمل التشغيلية، من خلال عمق المياه على الرصيف البحري الجديد الذي يبلغ 17 متراً.

كما أنه وبحلول العام 2014 سيكون قادراً على استقبال ومناولة 10 سفن عملاقة التي تصل طاقة حمولتها إلى 14000 ألف حاوية نمطية، بالإضافة إلى قدرة الميناء على استقبال السفن التي تحمل 18000 ألف والتي هي اليوم في طور التصنيع".

معاملات إلكترونية

وأضاف بأن كل المعاملات التجارية للميناء مع عملائه تتم إلكترونياً ولا تستغرق وقتاً، سواءً بالنسبة لاستقبال السفن أو الشاحنات التي تدخل إلى المنطقة الحرة بغرض نقل الشحنات، مشيراً إلى أن الميناء في هذا الخصوص يعتبر الأفضل عالمياً.

وقال "هدفنا واضح، ويتمثل في خفض المعدل الزمني لتفريغ الحمولات من على السفن، وهو يتطابق مع هدف شركات الشحن الملاحي، الذي يتمثل في خفض المعدل الزمني للبقاء في الميناء، وبالتالي خفض التكاليف لهم، ورفع الأداء لنا".

موانئ خليجية

كما تحدث المعلم عن المناخ العام لقطاع الموانئ بالمنطقة، خصوصاً مع مشاريع الموانئ الجديدة بكل من قطر والكويت والسعودية، مشيراً إلى أن الشركة لا تنظر إلى هذه المشاريع بنظرة تنافسية، بل أنها تعتبرها فرصاً لنمو القطاع إقليمياً وتخفيف الحمل على ميناء جبل علي، الذي وصفه بالعملاق العالمي.

كما أكد على أن احتمالية لجوء بعض هذه الموانئ لتخفيض الأسعار من أجل استقطاب عملاء جدد، لن يدفع الشركة إلى تغيير أي من استراتيجياتها التشغيلية أو المالية.

ريادة عالمية

وأكد على أن إجمالي الطاقة الاستيعابية للحاويات في موانئ دول مجلس التعاون الخليجي تصل إلى 38.6 مليون حاوية نمطية، 36% منها في ميناء جبل علي، كما أن حصة الميناء من حجم المناولة على مستوى موانئ دول الخليج تصل إلى حوالي 50%.

كما أن هذه الريادة ستتعزز بالمشاريع التوسعية الجديدة، مشيراً إلى أن خطط الشركة لا تقتصر فقط على الريادة المحلية أو الإقليمية، بل ترتكز بشكل قوي على الريادة العالمية.

طفرة اقتصادية

وأضاف بأن الأداء الاقتصادي للإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام خلال العام 2012، ينبئ بطفرة اقتصادية قوية خلال السنوات القليلة القادمة، خصوصاً مع التوجه الاستثماري القوي لهذه البلدان في بنيتها التحتية بشكل خاص، وهو ما يعني بشكل مباشر زيادة كبيرة في الواردات كالحديد والمواد الأولية للبناء، وعليه فإن نشاط الموانئ بشكل عام وميناء جبل علي بصفته الميناء الأهم والأكبر إقليمياً سيستفيد بشكل مباشر من هذه الطفرة.

كما أشار إلى أن موقع دبي الجغرافي المميز الذي وضعها في قلب الخارطة العالمية سيعزز من فرصها في لعب دور محوري في هذه الطفرة، وبشكل بديهي ستلعب موانئ دبي العالمية ممثلة في ميناء جبل علي، نفس الدور بصفته الذراع الملاحي للإمارة، حيث تمر 80% من تجارة الإمارة عن طريق الميناء.

قطاعات

وقال: "الأداء الاقتصادي الجيد للإمارات عامة ودبي بشكل خاص شمل كل القطاعات، وهو ما لمسناه في زيادة عدد سياح الإمارة لأكثر من 10 ملايين، بالإضافة إلى القطاع العقاري الذي يشهد طفرة قوية خصوصاً مع المشاريع الكبيرة التي أعلن مؤخراً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

وكمثال، فقد استقبلنا خلال العام الماضي ما يفوق 500 ألف سيارة جديدة متجهة نحو الاستهلاك المحلي، وهو ما يفوق الرقم المحقق خلال 2008 الذي يعتبر عام الطفرة والذي بلغ 450 ألف سيارة. هذا الأمر إن دل على شيء فهو يدل على أن أداء 2012 كان رقماً قياسياً جديداً يضاف إلى إنجازات دبي العظيمة والمتتالية المنبثقة من رؤية وقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد الحكيمة.

إكسبو 2020

وقال: "هذه الطفرة وهذه المشاريع سيكون لها أثر كبير في زيادة فرص دبي والإمارات للفوز بحق استضافة معرض إكسبو 2020، وبصفتنا راعياً رسمياً لحملة الإمارة، فنحن لا ندخر جهداً في تعزيز هذه الفرص، سواءً من خلال تطوير أدائنا التشغيلي أو من حيث علاقتنا الجيدة مع البلدان التي تقع بها موانئ الشركة.

فنحن ندير 60 ميناءً حول العالم متوزعة على 30 دولة، وبالطبع فعلاقتنا مع هذه البلدان هي علاقات جيدة جداً، وسيكون لها دور كبير في دعمها لملف الإمارات لاحتضان إكسبو".

زيارة الوفد

وأضاف: "قام وفد الإكسبو بزيارة الشركة مرتين، قبل وبعد تقديم دبي رسمياً لملفها كمرشحة لاستضافة الحدث العالمي، حيث قاموا بجولة تفقدية لكل مرافق الميناء، وقد أشادوا كثيراً بمستويات التنظيم والكفاءة التشغيلية التي يملكها الميناء.

كما سألوا عن بعض التفاصيل المتعلقة بقدرتنا على مواكبة هذا الحدث الذي سيستمر لمدة 6 أشهر والذي من المتوقع أن تستقبل فيه دبي ما يفوق 25 مليون زائر، فمثلاً سألوا عن الحوايات المبردة التي تشحن الأغذية والأطعمة الطازجة، وجوابنا كان أننا نملك مهن 6500 حاوية، عدا عن حاويات التخزين. باختصار كانت الزيارة ناجحة جداً وقد أخذوا انطباعاً جيداً بأن ميناء جبل علي قادر على المشاركة بفعالية بإنجاح إكسبو 2020 بأعلى المستويات".

شريك مهم

واعتبر أن موانئ دبي العالمية تعتبر شريكاً مهماً لدبي في خططها الاستراتيجية في التنمية، موضحاً أن ميناء جبل علي يمثل محركا للنمو والتطور الاقتصاديين وقوة دافعة للنمو ويعتبر بمثابة العمق اللوجستي للإمارة، بالإضافة إلى كونه فاعلاً مهماً في تحقيق النهضة الاقتصادية لدولة الإمارات بشكل عام.

 

مراقبة عن بعد

قال محمد المعلم، نائب الرئيس الأول ومدير عام موانئ دبي العالمية في الإمارات، إن من أهداف الشركة وخططها المستقبلية المتعلقة بتطوير وتحديث ميناء جبل علي ليواكب التوجه العالمي في هذه الصناعة، استحداث نظام مراقبة عن بعد للسفن القادمة نحو الميناء وذلك فور دخولها إلى مياه الخليج، حيث سيمكّن هذا النظام إدارة الميناء من تتبع تحركات الخطوط الملاحية والاستجابة بصورة سريعة إلى الحالات الطارئة والاستفادة المثلى من الوقت، حيث سيساهم هذا النظام في تلبية متطلبات العملاء وضمان تحقيق مستويات أعلى للعمليات.

 

توطين

تبلغ نسبة التوطين في الإدارة العليا لشركة موانئ دبي العالمية-الإمارات حالياً ما نسبته 90%، مع خطط قائمة لرفع هذه النسبة في المستقبل القريب، وذلك بالإضافة إلى وجود نسبة كبيرة من الكفاءات الإماراتية في الإدارات التنفيذية للشركة، كما تسعى إلى إدماج مواطنين إماراتيين في باقي الدوائر الوظيفية خصوصاً التشغيلية منها.

 وتملك الشركة علاقات جيدة مع معاهد ومراكز تدريسية وجامعات حكومية وخاصة داخل الدولة، تسعى للاستفادة منها لاستقطاب مواهب وكفاءات إماراتية واعدة وطموحة تسهم في بناء مستقبل الشركة والمشاركة في خططها ونجاحاتها.